الوطن

كلية التربية في الجامعة اللبنانيّة الدوليّة ـ فرع البقاع ترصد نشاطها السنوي التاسع لدعم صمود أهل غزة

الدكتور انطوان سلوان: أبناء فلسطين ملاحم بطولية أسطورية سجلوا أكبر وأعظم وأروع وقفة عز في التاريخ

الدكتور انطوان سلوان: أبناء فلسطين أعطوا العالم بدمائهم وعطاءاتهم وتضحياتهم دروسا في معاني الحياة السامية سوف يبقى صداها يتردد من جيل الى جيل.

الطالب أحمد الباشا: تحدينا مصاعب وتخطينا صعاباً لإنجاح هذا المشروع بكافة أركانه، ليكون فداء ابتسامة فم طفلٍ ما عرف قلبه يوماً إلا الهم والحزن، وفداءَ ضمادِ جرحٍ أصاب يد أم وأخت أقامت شعباً أصيلاً طيّب الأعراق.

تغطية: بيسان صادر وميلاد منعم
نظّمت كلية التربية في الجامعة اللبنانيّة الدوليّة – فرع البقاع نشاطها السنوي التاسع – The annual Brunch بعنوان “شارك لتظهر اهتمامك”، ويعود ريع هذا النشاط لدعم أطفال غزة.
رعى الافتتاح رئيس الجامعة النائب السابق عبد الرحيم مراد بحضور الهيئتين الإدارية والتعليمية للجامعة وأعضاء الأندية الطالبية وممثلين عن مؤسسات الغد الأفضل ومدراء مدارس وثانويات وحشد من الطلاب.
كلمة كلية التربية
وألقى كلمة كلية التربية الدكتور أنطوان سلوان مما جاء فيها:
“إنّ القصد الأساسي للتربية هو دائماً توجيه الأجيال نحو الفكر الحر، والفكر الخلاق، والفكر المبدع، وتوجيه قوى الحياة نحو الأفضل”.
في فصل الربيع من كل عام، تنظم كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدولية هذا النشاط الذي يحمل في مضامينه الكثير من المعاني.
إنّ هذ النشاط، التاسع لكلية التربية، يهدف الى خلق جو تفاعليّ بين مدرّسي كلية التربية وطلاب الجامعة بشكل عام وطلاب كلية التربية بشكل خاص، وتحفيز العمل الجماعي التعاوني من أجل هدف سامٍ ألا وهو تقديم الدعم والمساعدة لمن هم بحاجة اليها.
في هذا النشاط، تمتزج أسس التربية الحديثة، مع القيم الإنسانية السامية، مع المعرفة البناءة والمهارات المختلفة لتنتج عملاً متكاملاً يُدخل الفرح والبهجة الى عدد غير قليل من القلوب.
وقال: على مدى السنوات السابقة، كانت كلية التربية تختار أن يعود ريع هذا النشاط الى مؤسسة تحتضن من حرمتهم الحياة أماً أو أباً أو الاثنين معاً، وأن تقدم لهم من خلال هذا النشاط دعماً متواضعاً كمّاً، ولكنه دعم جبار بما يحمل من صدق المشاعر ونبل العواطف ووصفاء النيات وعمل جدي دؤوب ودرجة عالية من الحماسة والاندفاع من أجل تحقيق هدف النشاط كي “لا يُقهر اليتيم”، ولكي يكون المنظمون والمشاركون في هذا النشاط ممن “َيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”.
أما هذا العام، فيتزامن نشاطنا هذا مع انقضاء الشهر السابع من حرب وحشيّة، همجيّة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. حرب صبّ فيها العدو الصهيوني آلاف الأطنان من حقده المدمّر، وحقده الفوسفوريّ، وحقده الشديد الانفجار على مساحة صغيرة من الأرض مكتظة بالسكان.
لم يوفر المستشفيات ولا المدارس، ولا الكنائس ولا المساجد، لا دور الأيتام ولا دور العجزة، مرتكباً آلاف المجازر.
على وقع هذه الحرب، سجّل أبناء فلسطين ملاحم بطولية أسطورية، سجلوا أكبر وأعظم وأروع وقفة عز في التاريخ. سجلوا أعظم صبر سيؤدي حتماً الى أعظم انتصار في التاريخ، انتصار سيغير حتماً وجه هذا التاريخ.
هم أعطوا العالم بدمائهم وعطاءاتهم وتضحياتهم دروساً سوف يبقى صداها يتردد من جيل الى جيل، دروساً في معاني الحياة السامية. فحين يموت الإنسان من أجل الأرض والمقدسات ويضحّي بنفسه من أجل أن يحيا أبناء مجتمعه، ويُستشهد من أجل كرامته وكرامتهم، ويبذل الدماء من أجل عزّتهم، هو تعبير صادق عن أسمى وأجمل معاني الحياة العزيزة.
أضاف: إن نشاطنا اليوم هو رسالة دعم متواضعة قد تشكل شمعة في ليل حالك الظلمة، ولكنه رسالة صادقة الى غزة العزّة، والى فلسطين، كل فلسطين، بأن الحق لا يُمسي باطلاً مع مرور الزمن، والباطل لا يُمسي حقاً مع مرور الزمن، وبأن الحق سينتصر على الباطل خاصة إذا اقترن بالقوة، قوة الإرادة وقوة السواعد وقوة العقول وقوة الإيمان، ومهما طال الظلم هو إلى زوال لأن “مثله كمثل الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.
وتابع قائلاً: من الجامعة اللبنانية الدولية – فرع البقاع، تحية الى المقاومين المجاهدين على أرض فلسطين يكبدون العدو خسائر كبيرة مؤكدين أن زوال الاحتلال هو مسألة وقت، تحية الى المقاومين في غزة وجنين وطولكرم وخان يونس وفي كل ساح من ساحات الجهاد على أرض فلسطين.
تحية الى كل شهيد روى ثراها بدمائه والى كل أهل شهيد وأبناء وبنات شهيد، تحية الى كل جريح ومصاب، تحية الى حجارة فلسطين وتراب فلسطين، والى الليمون والزيتون في فلسطين والتحية كل التحية لأطفال فلسطين.
وختم قائلاً: من الجامعة اللبنانية الدولية، تحية الى الجنوب اللبناني المقاوم، الى كفركلا، وكفرشوبا والهبارية، وميس الجبل، وكل القرى الجنوبية المقاومة. تحية الى أبناء قرى الجنوب الذين قدموا أرواحهم وممتلكاتهم دفاعاً عن لبنان ودعماً لغزة وفلسطين وتحية الى المقاومين الأبطال الذين قدّموا على مدى سبعة أشهر نموذجاً رائعاً في البطولة والشجاعة وأرعبوا العدو وهزموا جيشه وأذلوه وقزّموه وتحية إلى جميع الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس.
كلمة المنظمين
كلمة المنظمين القاها عضو نادي كلية التربية الطالب في كلية العلوم قسم علوم الكومبيوتر أحمد الباشا ومما جاء فيها: في ربى لبنان العظيم ومن سهل البقاع المعطاء كان اجتماعنا اليوم، سيداتي وسادتي، في نشاطنا الخيري السنوي في نسخته التاسعة على التوالي تحت إدارة كلية التربية. والذي يتولى تنظيمه نادي التربية وبعمل جاد وتعاون عظيم مع الأفاضل أساتذة كلية التربية جميعاً وبالتعاون مع نادي الأقصى وبقية الأندية الطالبية، وبدعمٍ وتظافرٍ كبير من باقي الكليات في جامعتنا الكريمة، منهم ومن طلاب كلية التربية وأعضاء النادي وعلى قلبٍ ولسانٍ واحد نقدم هذا العمل إلى أهلنا في غزة، غزة المجد والإباء، عصّية الدهر، دار الشرفاء، بعد أن نزع الاحتلال الصهيوني عنها ثوب شبابها وكساها رماداً وهرماً وشيباً حاسباً أنه إذا هدم الحجر واقتلع الشجر وإنْ قتل وذبح وطغا وبغا فسوف يخيف شعباً شابت ذوائبه، لكنهم علّموه أن الشيب في الرأس غير الشيب في الهمم.
كان هذا النشاط ولسنينه التسع السابقة يقدّم بما يجنيه من تعب وجهد ومال الى أحبابنا أيتام دار الحنان، ولكننا اليوم آثرنا أيتامنا هناك على أيتامنا هنا. وإن سألنا أشبال الحنان فلا شكّ في أنهم يوافقون برغبتهم مع رغبتنا. فهذه هي أمتنا، أمة واحدة، أمة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى يبذلون دماءهم فنبذل نحن مالنا وعرقنا. ولا أقارن هنا دماً بمال ولا بماء.
وختم: إنما أقول: إننا وقفنا الآن نصرخ مشهدين طير الله في سمائه علينا أننا لم نصمت ولم نتخاذل ولم نركع ولم نطبع ولم نقف مكتوفي الأيدي، ننظر إلى أشلاء أخوتنا تتناثر، ومن هنا ضع ألف خط وألف عنوان.
وقد وصلنا الأيام بعضها ببعض وسهرنا ليالي في تخطيط وتنظيم مستمرين وتحدينا مصاعب وتخطينا صعاباً حتى نقوم بإنجاح هذا المشروع بكافة أركانه، وجاعلين كل هذا فداء ابتسامة تصيب فم طفلٍ ما عرف قلبه يوماً إلا الهم والحزن، وفداءَ ضمادِ جرحٍ أصاب يد أم وأخت أقامت شعباً أصيلاً طيّب الأعراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى