منفذية عكار في «القومي» أحيت الذكرى الـ 16 لشهداء «مجزرة حلبا» بحضور حاشد.. وأكاليل زهر باسم حردان
العميد كلود عطية: ذكرى شهداء مجزرة حلبا منصة عهد ووعد ولن يموت حق وراءه قوميّ والاقتصاص من المجرمين الإرهابيين آتٍ لا محالة
العميد كلود عطية: درب الشهداء مقاومة بالنار لا مساومة، انتصاراً لفلسطين التي صارت شعارًا يرفعه أحرار العالم في طريق الصراع وانتصاراً لحقنا وحقيقتنا وقضيتنا التي تساوي كل وجودنا
كمال الخير: في أيار قضينا على الفتنة وأحبطنا المؤامرة ضد المقاومة ولكن التضحية الكبيرة تجسّدت بالدماء المباركة لتبقى عكار نموذجاً للوحدة الوطنية
أبو اللواء موعد: العدو يعترف بهزيمته رغم دعم الغرب كله ومن خلفه وبأن أهل غزة هم أولو بأس شديد ولن يتركوا الأرض وخلفهم الحق وأهله
طلال الأسعد: باستشهادهم صانوا قُدسيّةَ الدّفاعِ عن حقِّ الصّراعِ ووحدة الحياة وكسروا بدمائهم العُنوانَ المذهبيَّ والطائفي وإرادة المقاومة لن تلين في مواجهة الاحتلال
عماد طنوس: لا نثق بالسياسة لكننا نثق بالقضاء عندما يتولاه قضاة لا يقبلون الضيم والظلم لأحد والحق لا يموت بمرور الزمن
تانيا حموضة: ضحّى شهداؤنا بأرواحهم ودمائهم لإسقاط مشروع تحويل هوية عكار الوطنية وحموها لتبقى معقل القوميين وسنداً للمقاومة
فاطمة غنوم: الشهادة قيمة القيم وأزكاها شهادة الدم.. هي صون للحياة وتجسيد للشرف المطلق
أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الـ 16 لشهداء «مجزرة حلبا»، في باحة مكتبها، حيث ارتكبت المجزرة، وألقيت كلمات طالبت القضاء البتّ في هذه القضية ومحاسبة الفاعلين والمحرّضين والمشاركين بهذه المجزرة البشعة.
حضر الذكرى، عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمد صالح على رأس وفد، رئيس «المركز الوطني» في الشمال كمال الخير، رئيس تيار «الوفاق العكاري» هيثم حدارة، عضو اللجنة المركزية في حزب «البعث العربي الاشتراكي» عبد الحميد صقر وأمين فرع عكار خضر عثمان، الأب فؤاد مخول ممثلاً مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، مدحت جريج ممثلاً النائب السابق كريم الراسي وتيار «المردة»، مسؤول عكار في الحزب «الشيوعي اللبناني» كامل منصور ووفد، رئيس الحركة «الشبابية العكارية» ثائر القرحاني، مسؤول حزب العمل الاشتراكي العربي – رئيس الصندوق التعاضدي في عكار طارق الحسين، رئيس ملتقى عكار المقاوم سفيان طالب، ممثل حركة الاصلاح والوحدة زاهر آغا الحلبي، عضو لقاء الأحزاب طلال الأسعد، المسؤول السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في الشمال أبو اللواء بسام موعد على رأس وفد، مسؤول منظمة الصاعقة أبو نجيب على رأس وفد، عضو قيادة إقليم لبنان في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أبو حسن بقاعي، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد موعد، مختارا تل بيرة عماد الدين العلي وأحمد محمد علي وعدد من المخاتير وفاعليات اجتماعية.
كما حضر وفد مركزي ضم عميد الثقافة والفنون الجميلة د. كلود عطية، العميد ساسين يوسف، عضوا المجلس الأعلى جورج ديب وعبدالباسط عباس، إلى جانب منفذ عام عكار أحمد السبسبي وأعضاء هيئة المنفذية ومسؤولي الوحدات، منفذ عام الضنية منهل هرموش وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام وادي خالد بري العبدلله وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، أعضاء من هيئتي منفذيتي الكورة وطرابلس وعائلات الشهداء وجمع من القوميين والمواطنين.
بداية النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء كل الشهداء.
كلمة التعريف
عرّفت الاحتفال وقدّمت المتحدثين فاطمة غنوم، قالت فيها:
الشهادة قيمة القيم وإن أزكاها شهادة الدم، هي صون للحياة وتجسيد للشرف المطلق فليس هناك أنبل وأشرف من أن يضحي الانسان بكل شيء من أجل ارضه وكرامة أمته.
قدم الحزب السوري القومي الاجتماعي على مر السنوات العديد من الشهداء الذين دافعوا عن الهوية والانتماء، وهم قوة الحزب ووجوده ضد الإرهاب والإقصاء والطائفية والتمذهب تطهيراً للوطن من حاملي لواء الظلام والتكفير فإستحقوا الخلود.
للشهداء علينا حق الوفاء فهم الأحياء الحاضرين وواجبنا تعريف الأجيال بهم، فهم ليسوا ارقاماً بل قصصاً في البسالة والشجاعة والبطولة.
هكذا كان شهداؤنا الأبطال في هذه المنفذية الذين سقطوا وعطروا بدمائهم الزكية هذه الأرض دفاعاً عن راية الحزب ووجودهم.
هنيئا للشهداء ونحن ننحني أمام تضحيات هؤلاء الأبطال وأهلهم ولهم منا كل الحب والوفاء.
كلمة منفذية عكار
وألقى ناموس منفذية عكار عماد طنوس كلمة منفذية عكار، فأشار إلى أنّ مرتكبي مجزرة حلبا مارسوا أبشع وسائل القتل والتنكيل.
وقال: ها نحن اليوم نحيي الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد رفقائنا الأحد عشر الذين قدّموا أرواحهم فداء لقضية آمنوا لأنها تساوي وجودهم. فالدماء التي سالت في سبيل الحق لن تذهب هباءً.
وشدّد على ضرورة محاكمة المجرمين والمحرّضين والاقتصاص منهم أشد قصاص. وقال: نعم، نثق بالقضاء ولكن لا نثق بالسياسة، أقول هذا لأنه علمنا مؤخراً أن هذا الملف بدأ يأخذ طريقه نحو الواجهة مجدّداً بواسطة قضاة لا يقبلون الضيم والظلم لأحد، ولأننا نؤمن بالنظام وبالعدالة، نؤكد أن الحق لا يموت بمرور الزمن.
كلمة عائلات الشهداء
وموسسة رعاية أسر الشهداء
كلمة عائلات الشهداء وموسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة ألقتها الرفيقة تانيا حموضة (ابنة الشهيد نصر حموضة) وفيها قالت:
عكار ُيا أرض العطاء وزهرة البهاء وشعاع السناء وضَوْعَ الدماء يا بلدة الشهداء.
كم أنتِ عظيمةٌ عكارُ فيليق بك لقب أمُ الشهداء.
في مثل هذا اليوم منذ العام 2008 نقف في هذه الساحة التي يفوح منها عطرُ البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة لنضيء إحدى عشرة شمعة احتفالاً بعيد الحياة عيد استشهاد الشهداء شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفقاء /نصر محمد حموضة/ أحمد محمد نعوس/ مخايل حبيب سليمان/ محمد أحمد غانم/ فادي فوزي الشيخ/ خالد حسين ابراهيم /ظافر احمد ابو جاج حموضة/ محمد أحمد درويش/ محمود فياض الترك/ أحمد سعد خالد/ خالد دياب الاحمد.
كلهم ضحّوا بأرواحهم ودمائهم لإسقاط مشروع تحويل هوية عكار الوطنية والتي كانت وما زالت معقل القوميين وسنداً للمقاومة. نعم ضحّوا كلهم دفاعاً عن كرامة عكار وعزة عكار لتبقى عكار رمزاً للوحدة الوطنية وحضناً للمقاومة ورافداً للمقاومين.
لم تكن تلك المجزرة التي ارتكبت في هذا المكان مجرد حادث عرضيّ بل كانت جزءاً من مشاريع التآمر التى تحاك ضد بلادنا وشعبنا ومجازر العراق واضحة والمجازر في الشام واضحة والآن ما يحصل في غزة من إبادة جماعيّة لشعب حي صامد يقاوم.
مجزرةٌ يندى لها الجبين والثابت أن المخطط واحد والمنفذ واحد، يعمل بعقل توراتيّ يهوديّ ترعاه الولايات المتحدة الأميركية الساقطة من عالم الإنسانية كما قال أنطون سعاده.
ولكن بلادنا بلاد البطولة والشهادة ولاّدة المقاومين الأبطال أبت أن تسقط فاتخذت من المقاومة السلاح الأمضى للقضاء على كل مشروع تآمري على بلادنا وستنتصر.
أضافت: صدق من قال إن الحق لا يصان الا بالقوة والعدالة لا تتحقق الا بالقوة. فللأسف، إن القضاء مستنكف عن إحقاق الحق في قضية اغتيال آبائنا الشهداء ولكن مهما طال الزمن سينال كل من له علاقة بهذه المجزرة عقابه ونؤكد لكم نحن أبناء الشهداء مهما تلبّدت الغيوم ستبقى شمس الحقيقة والحرية تنثر أشعتها لإحقاق الحق وتطبيق العدالة بحق من ارتكب وخطط ونفذ وشارك في هذه المجزرة النكراء.
واخيراً باسمي وباسم اخوتي أبناء وبنات شهداء مجزرة عكار النكراء نعاهد آباءنا الشهداء أننا سنكمل مسيرة النضال من اجل تحقيق وحدة المجتمع المقاوم وسنبقى نؤمن بمبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي لأن قضيته هي قضية تساوي وجودنا.
بهذا الإيمان نحن ما نحن وبهذا الإيمان نحن ما سنكون وسيبقى دوّي هتافنا دائماً وأبداً لتحي سورية وليحي سعاده.
كلمة المركز الوطني
في الشمال
وألقى رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير كلمة قال فيها:
نحن في هذه المناسبة الأليمة، في ذكرى استشهاد رفقائنا في مجزرة حلبا الذين كان يجب أن يستشهدوا على طريق القدس وليس غدراً، كما حصل، حين بدأت المؤامرة على المقاومة وسلاحها.
أضاف: في السابع من أيار تمكّنا من القضاء على الفتنة وأحبطنا المؤامرة التي حيكت ضد المقاومة، ولكن التضحية الكبيرة تجسّدت بالدماء التي سالت هنا في هذه المنطقة التي يجب أن تبقى نموذجاً للوحدة الوطنية، ويجب أن تتوجّه البندقية في منطقتنا نصرة لفلسطين المحتلة.
وتابع: الحزب السوري القومي الاجتماعي رائد في المقاومة وقدّم الدماء في سبيل الوطن والأمة، ومن هنا نتوجّه بالتحية الى رئيس الحزب الأمين أسعد حردان الذي نعرفه مقاوماً على درب فلسطين وعرفته الجبهات منذ بدأت المقاومة.
وختم نثق بأن فلسطين ستتحرّر من البحر إلى النهر قريباً ببركة بطولات المقاومين ودمائهم.
كلمة الفصائل الفلسطينية
كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها المسؤول السياسي لحركه الجهاد الإسلامي في الشمال أبو اللواء موعد فقال:
اليوم نحيى ذكرى شهداء مجزرة حلبا، شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهم شهداء من أجل قضايا الأمة ومن أجل أن تبقى هذه الأمة على خطها ونهجها المقاوم. وهذا اليوم يتزامن مع اليوم التاسع عشر بعد المئتين على الفظائع التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة من خلال حرب الإبادة دون ان أي التفاتة من المجتمع الدولي وحتى من أبناء جلدتنا، لكن في المقابل تيقنوا أن العدو لم يستطع تمكين نفسه داخل القطاع وهو يقول إننا نخرج له من كل مكان يطأه.
أضاف: العدو اليوم يعترف بأنه أخفق ونحن نعلم ذلك. فهو قد هُزِم منذ اللحظة الاولى عندما اجتاحته بعض كتائب المقاومة الفلسطينية وما زال إلى اليوم يبحث عن نصر وهمي، يريد القضاء على المقاومة وإعادة الأسرى، هذا العدو يعترف بأكثر من ذلك فمازالت صواريخ المقاومة تنطلق من داخل القطاع وعملياتها متواصلة وقد كبّدته الخسائر الكبيرة عسكرياً في آلياته وألوية النخبة، لذلك هو يعترف بهزيمته، وبأن أهل غزة هم أولو بأس شديد ولن يتركوا الأرض.
وقال: العدو قويّ بالغرب الذي يدعمه بكل شيء، أما نحن فأقوياء بصمودنا ومقاومتنا وبإرادتنا وفجر النصر نراه قريباً.
كلمة الأحزاب
والقوى الوطنية والاسلامية
كلمة لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية ألقاها الشيخ طلال الأسعد فقال متوجّها إلى الشهداء: باستشهادكم صنتم قُدسيّةَ الدّفاعِ عن حقِّ الصّراعِ، ووحدة الحياة، وكسرتم بدمائكم العُنوانَ المذهبيَّ والطائفي، الّذي حاولَ المتآمرون التّلطّي خلفَه في بداية المؤامرة على محورنا المقاوم، محور الدفاع عن حقوقنا، ولكن هيهات هيهات أن يُهزَم الدم فلشقائق النعمان قصصٌ كثيرةٌ مع دماء الشهداء…
وقال: أحبّائي، يا شهداء المقاومة ومجاهديها.. بناة حضارة أنتم، وأنتم نهضة القيمِ.. وأنتم خالدونا كما خلود الأرز في القِممِ..
وتوجّه الأسعد بالتحية إلى المجاهدين في فلسطين وجنوب لبنان الذين يسطّرون ملاحم العزة والكرامة والشرف والإباء، فإرادة المقاومة لن تلين في مواجهة الاحتلال رغم كل المعاناة لأن قناعاتنا باتت واضحة بأن “الأرض التي أخذت بالقوه لا تُستردّ إلا بالقوة».
وأكد على “حتمية النصر المؤزر لأهلنا في فلسطين وجنوب لبنان وأن يشفي جرحاهم ويتقبل شهداءهم ونصرهم على من عاداهم. وختم بالقول: عشتم، عاشت سورية، عاش لبنان، عاشت المقاومة.
كلمة «القومي»
وألقى عميد الثقافة والفنون الجميلة الدكتور كلود عطية كلمة قيادة «القومي» وفيها قال:
قبل ستةَ عشرَ عاماً، وفي هذا المكان بالذات، كان مسرح الجريمة الموصوفة، مجزرة حلبا الوحشية التي فقدنا فيها أحدَ عشرَ رفيقاً عزيزاً، الواحد منهم يساوي رعاع العالم كله.
شهداء مجزرة حلبا الرفقاء: أحمد نعوس، مخايل سليمان، فادي الشيخ، نصر حموضة، محمد غانم، محمد درويش، محمود الترك، أحمد خالد، خالد إبراهيم، خالد الأحمد وظافر حموضة.. ثلة من المناضلين الأشداء، أُعدّوا لمعركة المصير القومي انتصاراً لقضية تساوي وجودهم، لكنهم أُخذوا غدراً من قبل مجرمين ورعاع محليين ملتحقين بمشروع إرهابي يقوده ويرعاه عدونا الوجودي اليهودي.
ومجزرة حلبا أيّها الحضور، ليست منفصلة عن سياقات الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا، بل هي ترجمة لثقافة الإرهاب التي تعتمدها الحركات العنصرية والمتطرفة، وهي حركات صنعها الاستعمار الساقط من عالم الانسانية.
قبل مجزرة حلبا في العام 2008، ارتكبت مئات المجازر بحق شعبنا، ففي أيار عام 1916، استخدم الاحتلال العثماني، المشانق وسيلة لارتكاب مجازره الوحشية في الشام ولبنان، وفي أيار 1948، أعلن العدو الصهيوني قيام كيانه الاغتصابي على أرض فلسطين، بعد مجازر ارتكبتها عصابات الهاغانا وشتيرن والأرغون اليهودية، لتستتبع بمئات المجازر وهي متواصلة إلى يومنا هذا، مع حرب الإبادة التي يشنها العدو على غزة حيث تدمّر الكنائس والجوامع والمدارس والمستشفيات ومقار الإعلام والمنظمات الدولية، وترتكب أبشع أنواع الجرائم بحق الإنسانية ضد الأطفال والنساء والشيوخ.
وعلى وقع تلك المجازر المنفذة من قبل أعداء خارجيين، ارتكب عملاء الخارج عشرات المجازر في لبنان، ولن ننسى جريمة اغتيال سعاده، ولا مجزرة عينطورة ومثيلاتها.
مجزرة حلبا، لا يمكن لأحد تجاهل فظاعتها، فهي مجزرة يندى لها جبين الإنسانية، لأنها أظهرت أسلوباً وحشياً اعقب الغدر بالشهداء وقتلهم، حيث مثّل المجرمون بجثثهم وقطعوا أعضاءهم، وهو الأسلوب ذاته الذي اعتمدته المجموعات الإرهابية في جرائمها ضد السوريين، منذ بدء الحرب الإرهابية الكونية على سورية. وهذا يؤكد بأن مجزرة حلبا، كانت بمثابة تأسيس لنهج أكثر وحشية، وهذا ما شهدناه أيضاً في الأعمال الإرهابية التي طالت الجيش اللبناني وقتلت ضباطه وعناصره في عرسال، وغيرها، وطالت القوميين الاجتماعيين في بلدة كفتون – الكورة.
في مجزرة حلبا، عناصر الجريمة مكتملة من حيث الحصار، والقتل، وملاحقة الجرحى إلى أبواب المستشفيات وتصفيتهم، وكل هذا موثق بقرائن الصور والأصوات في ملفات الدعوى، وهذه مجزرة بالمعيار الإنساني والأخلاقي والقانوني لا تسقط دعواها بالتقادم.
إن محاكمة مرتكبي المجزرة وانزال العقوبة الأشد بحقهم، أولوية الأوليات، ولنا ملء الثقة بالقضاء لتحقيق العدالة، واحباط أي محاولة فصل المجزرة عن سياقها الارهابي، إنقاذا للبنان من هذا الارهاب المتوحش عدو الانسان والانسانية.
وتابع عطية: ذكرى شهداء مجزرة حلبا، ليست منصة للخطب والكلمات نستذكر فيها شهداءنا الأبطال وحسب، بل هي منصة عهد ووعد قطعناهما منذ اليوم الأول للمجزرة،.. بأنه لن يموت حق وراءه قوميّ، والاقتصاص من القتلة المجرمين الإرهابيين آت لا محالة.
نعم، هذا عهدنا وهذا وعدنا. فتحقيق العدالة بالاقتصاص من القتلة والمجرمين، ليس عقاباً لهم وحسب، بل صون لأمن البلد وتحصيناً لاستقراره بوجه آفة الإرهاب والتطرف.
وإننا نذكّر، بأنه لو تعاطت الأجهزة والمؤسسات المعنية مع ملف مجزرة حلبا بحزم واقتصت من المجرمين في وقتها، لما كنا خسرنا ضباطاً وجنوداً من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولما كنا خسرنا ثلة من رفقائنا الأبطال في بلدة كفتون.
ولأن القضية قضية دماء، فاننا لم ولن نهادن أحداً، تحت أي عنوان أو اعتبار، ولتخرس الأبواق التي تتصدر اليوم المطالبة بعودة النازحين السوريين الى مناطقهم، فهذه الأبواق هي نفسها استدعت الإرهابيين إلى لبنان تحت عنوان النزوح وشكلت بيئة حاضنة لهم. ودماء العسكريين والقوميين وكل من قضى نتيجة الإرهاب هو في رقبة هؤلاء الذين أرادوا لبنان خاصرة رخوة تهدد أمن سورية واستقرارها.
وختم العميد عطية: من هنا، ومن مكان ارتكاب المجزرة، نؤكد على عودة النازحين إلى بيوتهم وقراهم، وهذا موقفنا منذ بدء النزوح، وعلى الحكومة اللبنانية التنسيق مع الحكومة السورية، ووقف الاستعراضات العنصرية التي تنفذها بعض القوى لا سيما تلك التي شجعت على النزوح الى لبنان لغايات مشبوهة ومعروفة.
وإننا في ذكرى شهداء حلبا، نؤكد على صون وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، ونرفض تقويض هذه الوحدة بمشاريع الفدرلة والتقسيم، أو المس بالسلم الأهلي ببدع الضعف والحياد والنأي وبخطابات الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي، وسنواجه الافتئات على المقاومة، لأن المقاومة هي خيارنا وعزتنا وكرامتنا.. في مواجهة العدوانية الصهيونية المتواصلة على مناطق جنوب لبنان، والمقاومة هي وسيلتنا للردع ولتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة.. وعليه نؤكد على ترسيخ ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، شاء من شاء وأبى من أبى.
ومن هنا، من عكار، نؤكد المضي على درب الشهداء، مقاومة بالنار لا مساومة، انتصاراً لفلسطين التي صارت شعارًا يرفعه أحرار العالم، ومؤكدين على مركزية المسألة الفلسطينية وعلى الصفة القومية للصراع ضد العدو الصهيوني والاستعمار، وموصلة طريق الصراع انتصاراً لحقنا وحقيقتنا وقضيتنا التي تساوي كل وجودنا.
وضع أكاليل زهر
باسم رئيس الحزب
بعد الكلمات تم وضع اكاليل باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان على النصب التذكاري في باحة مكتب المنفذية وعلى النصب التذكاري لشهداء المجزرة في بلدة الحصنية.