أولى

بلينكن ووحدة الساحات في كييف

عملياً عاد المشهد في مسار اتفاق يفترض حول غزة إلى حيث تركه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عند خط الموافقة التي ربطها الكيان بتقديم الاستعداد للتفاوض على التهدئة المستدامة دون ضمان التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويفك الحصار، مقابل الحصول على إخلاء كامل الأسرى لدى المقاومة.
تبدّدت مساعي مدير السي آي أي وليم بيرنز كما حملها العرض التفاوضي الذي قدّمه الوسيطان المصري والقطري بمباركة بيرنز، الذي اكتشف أن الطريق الوحيد لتفادي كارثة اشتعال المنطقة وأميركا في قلبها بقواعدها ومصالحها وتحالفاتها، هو هذا الشكل من ملاقاة مطالب المقاومة برط الإنهاء الكامل لملف الأسرى بإنهاء الحرب وفك الحصار وإطلاق إعادة الإعمار.
الواضح أن واشنطن بعد رفض حكومة بنيامين نتنياهو لعرض بيرنز تصطفّ من رئيسها الى مستشار الأمن القومي فيها وراء صيغة بلينكن، أي الصيغة التي يرضاها نتنياهو ويعود إلى الحرب على أساسها، قبلها وبعدها، وهي صيغة وحدة الساحات التي عبر عنها القانون الذي أصدره الكونغرس بإجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتمويل وتسليح الحلفاء في كيان الاحتلال وأوكرانيا وتايوان، وليست صيغة الضغط عليهم حتى القبول بتسويات تمنع الحروب الكبرى ومخاطر انتهائها بخسائر كبرى.
وحدة الساحات دون جنود أميركيين تعني وفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القتال حتى آخر جنديّ أوكرانيّ، وتعني عندنا القتال حتى آخر لحظة تحمُّل لجيش الاحتلال، وتعني عملياً ترك الصراخ يتصاعد من ساحات الحلفاء طلباً للتدخل لصناعة تسويات، طالما أن واشنطن لن تأتي بجيوشها لتقاتل مع أحد أو عن أحد.
بلينكن ووحدة الساحات والتمويل والتسليح والقتال حتى آخر أوكرانيّ وصل إلى كييف، بينما خاركيف تسقط تباعاً بيد الجيش الروسي، وهو غير آبه يردد ما يطرب زيلينسكي لسماعه، الأموال والأسلحة في الطريق، ودعوة للاستيلاء على أموال روسيا، وعنتريات عالية السقوف. ويرحل بلينكن اليوم ويبقى زيلينسكي وجيشه يواجهان الفشل والخطر، وبلينكن ينتظر على سماعة الهاتف حتى يقولون نريد وقفاً للنار، أو يكون قد مرّ موعد الانتخابات الرئاسية، ومثلما هو الحال مع زيلينسكي هو مثله مع نتنياهو.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى