دبوس
عبث ومراهنات خاسرة
هم يتكبّدون خسائر في الوقت الضائع، خسائر بلا طائل، ع الفاضي، لأنّ نتيجة هذه الحرب حُسمت من زمان، أما عنتريات نتنياهو فهي لزوم البقاء في السلطة والهروب من التبعات، أما الجمهور «الإسرائيلي»، والذي يدعم نتنياهو في استمراره في هذه الملهاة الدامية، فلقد أثبت أنه أغبى جمهور في العالم، وبلا منازع…
لم يلحظ هذا الجمهور الأحمق أنّ الوقت يراكم لجبهة المقاومة، ويزيد ويعزّز من قوّتها، بينما تتناقص قوة هذا الكيان وتتآكل مع مرور الزمن، وفوق ذلك فإنّ الشارع العالمي، بما في ذلك الثورة الجامعية، هي آخذة في سحق السردية الصهيونية وتحويلها الى فرية مارقة او نكتة سمجة استمرّت لعقود، وكذلك الزجّ بهذا الكيان الى مهاوي العزلة المطلقة، ومن ثم الزوال الحتمي…
ببساطة، الكيان يندفع بفعل التسارع او العجلة الميكانيكية الى نهايته المحتومة، والرهانات التي تراهن عليها قيادته الفاشلة، هي رهانات مغرقة في تسطّحها ولا معقوليتها الى درجة البلاهة التامة، كان واضحاً للقاصي والداني ولكثير من قيادات العدو انّ رفح لن تضيف شيئاً الى المشهد، وهي ليست البلسم الذي سينقذ نتنياهو من ورطته القاتلة، ستكون نسخة عن إخفاقات شمال غزة والشجاعية وبيت لاهيا وخان يونس والكلّ الغزّي، المراهنة على التصعيد لتوريط الولايات المتحدة الأميركية هي مراهنة لن تحدث، الولايات المتحدة الأميركية التي يرتكنون إليها لا يمكنها ان تدخل في حرب شاملة مع محور المقاومة، ليس هنالك عاقل في واشنطن قادر على اتخاذ قرار الانخراط في حرب كلاسيكية مع محور المقاومة، يكفي انّ واحداً من الأركان الرئيسية في محور المقاومة، وهي إيران، تستطيع أن تحشد في حالة الحرب الشاملة ما لا يقلّ عن عشرة ملايين مقاتل بين الجيش وحرس الثورة والباسيج، مع قدرات تقنية تسليحية تصنيعية هائلة.
لقد كان الكثيرون يظنّون انّ الترّهات التلمودية التي يتفوّه بها بعض من هذا التجمّع السكاني المارق، من دعوة لقتل الأطفال وبقر بطون النساء هو أمر استثنائي، وانّ القاعدة الشعبية لهذا الوجود هي ضدّ ذلك، ولكن، وفي هذه المواجهة، وبهذا التأييد الكبير الذي يتمتع به توجّه نتنياهو نحو الاستمرار بالحرب، فإنّ ما يؤشر اليه ذلك، هو انّ ثلاثة أرباع هذا الكيان القاتل يرى انّ قتل الأطفال والنساء هو إنجاز عسكري يجب ان يستمرّ، علامة وشاهد آخر على النهاية القريبة جداً لزوال هذا الكيان…
سميح التايه