ثقافة وفنون

سفارة فلسطين تُحيي «اليوم الثقافي الفلسطيني» في طرابلس برعاية المرتضى

أحيت سفارة دولة فلسطين والرابطة الثقافية في طرابلس، «اليوم الوطني الثقافي الفلسطيني» في الذكرى الـ76 للنكبة، على مسرح الرابطة، بمشاركة فرقة «عشاق الأقصى للأغنية الوطنية»، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى وحضوره، سفير دولة فلسطين اشرف دبور ممثلاً بمصطفى حمادي، سفير تونس بوراوي الإمام ممثلاً بقنصل تونس الفخري المحامي محمد هرموش، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ممثلاً بأحمد البدوي وشخصيات إعلامية ونقابية وثقافية واجتماعية.
المرتضى
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان، ألقى المرتضى كلمة، قال فيها: «لأننا اليوم واقفون على منبر خطابة وأغنيات، لنؤكد فعل المقاومة، لا سيما الثقافية ضد العدو المغتصب. أن مآسي الأرض من أدناها إلى أقصاها، لا تعادل شيئاً من مأساة غزة، التي تواجه منذ سبعة أشهر بإرادتها العزلاء ظلم العالم أجمع. فالإبادة المنظمة للحياة فيها ليست صنيعة آلة الحرب الصهيونية المذخرة من الغرب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، بل هي أيضاً نتيجة تخاذل ذوي القربى، أو أكثرهم، وغياب الضمير العالمي، أو جله، حتى ليصح السؤال عما إذا كانت فلسطين وحدها رازحة تحت الاحتلال، أم القيم الإنسانية أيضاً، تلك التي شوّهها اليهود بعنصريتهم، واحتلوا بلادها، وأنشأوا فيها مستوطنات لشبقهم إلى سفك الدماء».
اضاف: «اليوم ترفع المقاومة الثقافية أعلامها في الجامعات على امتداد الصحوة الطالبية التي ستجتاح بلا ريب حدود الحاضر مع المستقبل. هذا العدد الهائل من الشهداء الأبرياء، هذا الدمار الذي لا نظير له منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الجنون المتمادي المصرّ على ارتكاب المجازر اليومية، كل هذا سينهزم أخيراً أمام إرادة المقاومين وأصوات الطلاب والمتظاهرين، وقصائد الشعراء ودموع الأمهات لأنه التعبير الدموي عن الأزمة الوجودية التي تعصف بالكيان المغتصب وتقبض على أنفاس قادته وجيشه ومستوطنيه».
وختم: «الشعب الفلسطيني ثقافته الوطنية هي أن يقول دائماً: لا للاحتلال، لا للنسيان، لا لسكنى الشتات، ولا للتطبيع ولذلك سينتصر. الكلمة رصاصة واللحن رصاصة. عشتم عاشت فلسطين وعادت حرة من النهر الى البحر وعاش لبنان».
فري
بدوره قال الإعلامي رامز الفري رئيس الرابطة: «سماء فلسطين ولّادة النسور الملتحفة بغيوم الشرق العربي المارد. سماؤها ليست معبراً لغيوم الصيف المراهقة بل تلك المسكونة بفرسان تنهمر رطباً لأرضها ورواء القمح العربي وفي ملاقاة عدوها هي طيور ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل كما الإخبار القرآني الحكيم حيث فلسطين في قصص الانبياء وحيث فلسطين المهد والمسری والأقصی والحرم الإبراهيمي. ارض فلسطين تلد الرجال علی تخط للفطام فمن يری النور فيها مارد ارتوی من لبن المجد والشهامة والأصالة وما هي الـ 76 سنة من عمر الاغتصاب الا التأكيد انها عربية وستبقی وأنها القضية وستبقی وأنها أراجيح الشهداء وستبقی وأنها الكابوس في ليل صهيون وستبقی.
إن المعجزات التي يصنعها الشعب الفلسطيني أذهلت العالم الذي حشد كل حداثة سلاحه لإسقاط منظومة الدفاع عن تراب فلسطين فسقط في فخ الشجاعة والبطولة الاسطورية. ونحن شعوب العرب من حملة الأقلام والرايات وحملة الخط العربي لدواوين فلسطين وفي هذه الذكری وما تلاها نشيدنا «الی فلسطين خذوني معكم» فملامح النصر الآتي وعداً وحقاً في كل نفس عربي وفي انتماء لا يباع وما بدلوا تبديلاً».
ممثل دبور
والقى مصطفى حمادي كلمة سفارة دولة فلسطين، قال فيها: «أحييكم بصمود شعبنا الفلسطيني في غزة هاشم والضفة الأبية والقدس الشريف، يسعدني بداية ان انقل لكم تحيات سفير دولة فلسطين أشرف دبور حاملاً إليكم أسمى آيات الشكر والتقدير على هذه المبادرة الكريمة من طرابلس العروبة، إحياء لذكرى النكبة، وهذا إن دل على شيء فإنما على أصالة هذه المدينة العريقة وعروبتها»، لافتاً الى ان ابناء طرابلس «الذين تقاسمنا معهم رغيف الخبز وامتزجت دماؤنا بدمائهم كانوا ولا زالوا مستعدين لبذل الغالي والنفيس دعماً للحق الفلسطيني ودفاعاً عن القضية المركزية الأولى فلسطين».
وأوضح ان «العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية منذ النكبة في عام 1948 دون أن يأبه لا لقرارات دولية ولا لشرائع سماوية، بنك أهدافه شلالات دماء بحق الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين واستهداف الأطباء والمسعفين والصحافيين وقصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة، ولا زلنا ننتظر موقفاً دولياً حاسماً يوقف هذه الحرب البربرية على أهلنا وشعبنا في فلسطين، 76 عاماً على النكبة، 220 يوماً على حرب الإبادة الجماعيّة المستمرة في غزه، وشلال الدماء يروي تراب فلسطين لأننا سنبقى صامدين متجذرين في ارضنا ولن نخرج منها مهما كبرت التضحيات وسنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مهما طال الزمن، من طرابلس الفيحاء».
وطالب حمادي أحرار العالم والمجتمع الدولي بـ»التدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية وتطبيق القرارات الدولية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق أهلنا في ان يعيشوا على ارضهم التاريخية بحرية وأمان كباقي شعوب العالم».
اضاف: «في ذكرى النكبة الاليمة، لا زال الشعب الفلسطيني يسطر في الداخل المحتل انبل صفحات المجد والتحدي واقدس آيات العز والصمود، ونموذجاً يروي مدى تعلق الفلسطينيين بأرضهم. نحن متمسّكون بأرضنا حتى يكنس الاحتلال عن أرضنا التاريخية فلسطين».
وختم محيياً «المنظمين والمشرفين والراعين لهذه الفعالية وقوفاً لشعبنا الفلسطيني حتى العودة وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الرحمة للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى وانها لثورة حتى النصر».
بعد ذلك قدّمت فرقة «عشاق الاقصى» دروعا تكريمية لكل من وزير الثقافة ورئيس الرابطة وتركت خشبة المسرح للفرقة التي ألهبت المشاعر العربية والقومية في نفوس الحاضرين بوصلاتها الفلسطينية والثورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى