مقالات وآراء

حزب الله يُعلّم الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» دروساً في الميدان…

‭}‬ رنا العفيف
تطوّر هامّ من جبهة الإسناد اللبنانية، وعمليات نوعية مركبة على طول الحدود، ماذا بشأن المنطاد وما أهمية العملية المركبة؟
جبهة الإسناد اللبنانية تعلن في بيان لها، أنها أسقطت منطاداً تجسّسياً، كان يرفعه العدو فوق مستعمرة «أدميت» للمراقبة والتجسّس على لبنان، إذ قالت المقاومة في بيان لها، بعد تحديد مكان الإدارة والتحكم الخاصة به استهدف مجاهدوها بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتالٍ، وهي قاعدة إطلاق والتي دُمّرت وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم وكذا دمّرت بالكامل، بالإضافة إلى طاقم الإدارة الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح،
كثيرة هي عمليات النوعية للمقاومة خاصة في اليومين الأخيرين، وهي متتالية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، ومنها في القطاع الشرقي الذي شهد عمليات نوعية مركبة حيث قامت المقاومة باستهداف مقر قيادة عسكرية للعدو في منطقة الجولان المحتلّ حيث أطلقت المقاومة حوالى عشرات الصواريخ على جبل الشيخ، ما يعني بأنّ هذة القوة الصاروخية لدى حزب الله، يمكن أن تمتدّ أو تتوسّع دائرة النار لتصل إلى مراكز الكيان بشكل حزام طوقي من خلف بركة النقار باتجاه الرادار صعوداً قد تكون هذه المناطق عرضة لعشرات الصواريخ من المقاومة الإسلامية في لبنان، فالأهمية كبرى والهدف جلي وواضح بالدروس الاستخبارية التي يلقنها حزب الله للاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» بشكل محكم ومطبق عملياً على أرض الواقع ليضعه في حزمة تساؤلات… كيف ومتى وأين؟ على اعتبار كان هناك عدة دروس هامة في خضمّ التطور الميداني الذي برع في تفنيد مزاعم «الجيش الذي لا يُقهر»، فكانت السمّاقة خير شاهد أيضاً على العمليات النوعية المركبة للمقاومة إذ استهدف مجاهدوها ثكنة زبدين بـ «صاروخ جهاد مغنية» الغني عن التعريف، إذ هذا الصاروخ من صنع محلي أيّ من صناعة المقاومة نفسها يحمل رأساً متفجراً، كما أنّ لهذا الصاروخ ميزات فهو يحمل مئة وعشرين كيلوغراماً من الحشوة شديدة الإنفجار، ويفضي بالقوة التدميرية لهذا الصاروخ بشكل فعلي وهو يصل إلى 400 كيلوغرام ربما تقديرياً، صحيح أنه غير موجّه ولكن لديه دقة عالية في التصويب الحراري والكشف المباشر،
وفي السياق نفسه دكت المقاومة مبنيَيْن في المطلة حيث يجتمع فيها الكيان الإسرائيلي وحققت إصابات مباشرة بواسطة صواريخ مضادة للدروع على مرحلتين، الأمر الذي يؤكد عمليات الاستطلاع الدقيقة على مدار الـ 24 ساعة بالثواني والدقائق لكلّ هذه المناطق، الأمر الذي جعل «الإسرائيلي» يردّ على هذا التفوق الاستخباري على كفر شوبا وراشيا وكفر حمام وعلى الخيام والعديسة وميس الجبل بالإغارة بشكل هستيري، مع الإشارة إلى كريات شمونة التي جاء على لسان الكيان الإسرائيلي وإعلامه يبدو بأن قائد المنطقة يريد إخلاء المستوطنين نهائياً خوفاً من الرشقات الصاروخية المكثفة التي طالت منشآت ومهمات استطلاعية دقيقة، وبالتالي حزب الله يكشف عن منظومة استخبارية تبث إشعاع التكنولوجيا المتطورة التي تبدو كرسائل نارية على المستوى العسكري والأمني والاستخباري للإسرائيلي عن ما يمتلكه حزب الله من عناصر مفاجئة ليس فقط على مستوى التتبّع الدقيق والرصد والتجسّس وإنما حول آلية التطور الإستخباري الذي فقأ عين «الإسرائيلي» حتى جعله يعتمد على المنطاد الذي يعود إلى 2015، آخذاً بعين الاعتبار أن يعيد «الإسرائيلي» إلى العصر الحجري ليفقده توازنه العسكري ويشتت ذهنه الأمني، بالشكل والمضمون، وهذا طبعاً ضمن أطر الحرب النفسية التكتيكية المستحدثة لدى المقاومة.
ومن حتمية الرسائل الاستخبارية والتلويح بالعصر الحجري الإسرائيلي الذي بدأ يتبلور هو أنّ المنطاد من جيل التجسّس والمراقبة القديم، لذا كانت الرسالة الاستخبارية أشدّ الكلام خطاباً بعد أن أعمت المقاومة كافة وسائل المراقبة الأرضية لـ «الإسرائيلي»، لذلك هو اليوم يعتمد على المنطاد واستحدث فيه بعض التجهيزات ومع ذلك كان الهدف يترجم قوة المعلومات الاستخبارية للحزب الله الذي أفرغ المنظومة العسكرية «الإسرائيلية» قوته، وهنا تبرز قوة المقاومة الفعلية بأنّ لديها معلومات دقيقة مئة في المئة تستطيع من خلالها تحقيق الأهداف وهذا عملياً ما حصل بشأن العملية في الجليل الغربي، وهي ذات أهمية كبرى لها تبعات متطورة عسكرياً واستخبارياً عالية نظراً للأهداف الثلاثة الذي تمّ تدميرها من قبل المقاومة ليكون هناك دروس في فن الاستخبارات العسكرية أكاديمياً على مستوى الجغرافية الذكية…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى