دبوس
«إسرائيل» ليست ستزول
«إسرائيل» في حالة زوال
لن نستيقظ صبيحة يوم دافئ، فنتثاءب بتكاسل، ثم نرشف رشفةً من فنجان القهوة العربية، فنضغط بعد ذلك على زر التلفاز، لنسمع نشرة الأخبار، ليزفّ إلينا المذيع، خبر زوال الكيان الصهيوني، هكذا بين ليلة وضحاها…
زوال هذا الكيان سيكون بالتدريج، شيئاً فشيئاً، حتى تأتي اللحظة التي تزغرد النساء من على أسطح البيوت، وفي الأسواق، وفي الشوارع، وحتى المذيعات عبر شاشات التلفزة، وتصدح مآذن المساجد بالتكبير، وأجراس الكنائس بالرنين بأنّ الكيان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وانّ آخر مجاميع قطعان القتلة السارقين مصاصي الدماء إما قد قبض عليهم وهم في حالة فرار، او أنهم، وتحت جنح الظلام غادروا الى غير رجعة عائدين الى مجاهل الدياسبورا في بقاع الأرض المتناثرة…
الكيان في حالة زوال ديموغرافياً، تتتابع موجات المغادرة بجوازات السفر الثانية، إلى البلاد التي أتوا منها، بعد انكشاف وتهاوي نكتة أرض الميعاد، والأرض بلا شعب، التي تنتظر بلهفة ذلك الشعب في الشتات، الذي لا يمتلك أرضاً، وبعد ان تمزقت وعود أرض المن والسلوى والأمان، تحت ضربات محور المقاومة، وفي المقدمة منه شعب الجبارين…
لقد فقد هذا الكيان مبرّر وجوده، وأصبح عبئاً استراتيجياً على صانعيه، الذين أملوا ان يجدوا لهم فيه متكأً وركيزة جغرافيةً متقدّمةً لضمان السيطرة على المنطقة، ونهب ثروات شعوبها، ولكن الطامة الكبرى كانت، في طريق الزوال، هي تحطّم السردية الكاذبة التي اشتغل عليها هذا الكيان الكاذب ومن ورائه الغرب الدجّال حول مظلومية هذا التكوين القاتل، وتوحّش تلك الشعوب المحيطة به، والتي تسعى إلى رميه في البحر، سردية قيِّض لها أن تبقى لمئة عام تنفثها وتبثها أعتى ماكينة إعلامية وجدت في التاريخ، تمزّقت شذر مذر، واستيقظ الوعي العالمي والطالبي على كذبة كبرى، وفرية شيطانية فانتفض في كلّ المدن شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وفي مئات الجامعات وحتى المدارس الثانوية، بعد أن اكتشف الكمّ المذهل من الأكاذيب وقلب الحقائق الذي مارسه هذا التحالف الصهيو ـ أوليغارشي لتنفيذ مخططاته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وشعوب العالم المقهورة، الكيان في حالة زوال مادي ومعنوي ونفسي، ولا يمرّ يوم واحد من دون ان تستقطع قطعة أخرى، سواء مادية او معنوية من هذا الوجود البائد.
سميح التايه