أولى

ملف النزوح والاتحاد الأوروبي: العين الحمراء تؤتي ثمارها

لم يفعل لبنان بعد شيئاً على طريق ترجمة توصيات مجلس النواب، فيما تتسابق جماعات الجمعيات المموّلة أوروبياً وأميركياً والتي تعتاش على ملف النازحين، للتنمّر على التوصيات والتشكيك بمصداقية إقرارها، طلباً لرضا أسيادها ومموّليها والحفاظ على موارد رزقها.
فقط كان صدور التوصية نقطة انطلاق ليشعر المعنيون في أوروبا بأن لبنان ينظر الى الملف بعين حمراء، أي أنّه بات جاهزاً للذهاب نحو خيارات خطيرة ما لم يتم الإصغاء إليه بانتباه واهتمام يستحقهما.
وصلت دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بصوت مرتفع «افتحوا البحر»، وسمعها الأوربيّون، وسمعوا النواب المناوئين لحزب الله وهم بين التلعثم والتأييد بصوت خافت أو المجاراة في الدعوة لموقف حازم، وشاهدوا نواب الجمعيّات يتبرّأون من المشغّل والمموّل وينضمون لدعوات إنهاء ملف النزوح والضغط على أوروبا، فعرف الأوروبيون أن الأمور على نهاياتها، وأنه ما لم يُتخذ موقف جدّي في التعامل مع هذا الوضع الجديد، فالآتي لا يبشر بالخير، والمعادلة واضحة، أيها الأوروبيون تريدون المضي بتجويع سورية، وتريدون أن يتحمل لبنان عن أوروبا تبعات القرار الأوروبيّ فهذا لن يحدث،. تحمّلوا أنتم تبعات قراراتكم، واستعدّوا لاستقبال عشرات الآلاف ومئات الآلاف من النازحين.
بالأمس، أعلن وزير داخلية قبرص كونستانتينوس يوانو إنّ بلده من ضمن ثماني دول أوروبية تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرّة منذ أكثر من عقد من الزمن». وأوضح يوانو، أن «الحكومات الثماني تعتقد أنه بعد 13 عاماً من الصراع، يحتاج الاتحاد إلى إعادة تقييم الظروف الأمنية المتغيرة في سورية»، لافتاً إلى أنه «حان الوقت للاتحاد الأوروبي أن يعيد تحديد موقفه» بشأن سورية. ولفت الى أنه «لم تتم استعادة الاستقرار في البلاد بشكل كامل، لكن يجب علينا تسريع العمليات لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لتهيئة الظروف التي تسمح بعودة الأفراد إلى سورية». ودعا إلى «تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان»، مؤكداً أنّه «إذا تُرك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الأوروبيّ بأكمله ستكون لا تُحصى».
وفي قبرص قالت حكومات ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إنه تجب إعادة تقييم الوضع في سورية للسماح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم. وفي إعلان مشترك، أفاد مسؤولون من النمسا وجمهورية التشيك وقبرص والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا أنّهم اتفقوا على إعادة تقييم من شأنها أن تؤدي إلى «طرق أكثر فعالية للتعامل» مع اللاجئين السوريين الذين يحاولون الوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وذكرت الدول الثماني، التي أجرت محادثات خلال اجتماع قمّة في العاصمة القبرصية، أن الوضع في سورية «تطوّر بشكل كبير»، على الرغم من عدم تحقيق الاستقرار السياسي الكامل. وشهدت قبرص في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الدولة الجزيرة من لبنان على متن قوارب متهالكة.
هذا أول الغيث، بمجرد العين الحمراء، وإذا مضت الحكومة في تنفيذ التوصيات النيابية سوف يصبح الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي يتحدثون هذه اللغة الجديدة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى