أخيرة

دردشة صباحية

خاتم جحا وأزمة النازحين
‭}‬ يكتبها الياس عشي
مرة أخرى تعود إلى ذاكرتي قصة جحا الذي أضاع خاتمه، وراح يبحث عنه في المكان الخطأ:
يروى أنّ جحا أضاع خاتَماً ثميناً انسلّ من أصبعه، وبينما هو غارق في البحث عنه، مرّ به جار، وسأله عن أمره، فأخبره بأنّ الخاتَم الذي أهداه له السلطان قد ضاع. انضمّ جاره إليه يشاركه البحث، ولكن دون جدوى. سأله:
هل أنت واثق يا جحا بأنّ خاتمَك وقع منك هنا بالذات؟
أجابه جحا:
ليس هنا بالذات، ولكن هناك!
وأشار بيده إلى مكان لا يبعد بضعة أمتار عنهما.
سأله جاره:
ولمَ تبحث هنا وليس هناك؟
أجاب جحا:
معقول فتّش بالعتم؟
هذه الحكاية، على سذاجتها، تفتح أمامك قوسين لمئات الأسئلة حول أزمة النازحين السوريين، فرئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ووزير خارجيته عبدالله بو حبيب، أجريا محادثات بشأن النازحين مع غالبية الوفود المشاركة في القمة العربية، باستثناء سورية المعنية الأولى في هذا الموضوع. ويكفي أن نطرح السؤال التالي:
هل عثر جحا عل خاتَمه؟
بلى… لقد عثر عليه، ولكن بعد أن أضاء المكان.
وليس على المسؤولين اللبنانيين الذين أنهكتهم الأزمات المتلاحقة، إلّا أن يبحثوا في المكان الصحيح ليصلوا إلى شاطئ الأمان، ويجدوا الحلول المناسبة لأزماتهم المتلاحقة، وعلى رأسها أزمة النازحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى