حادث مقلق لطائرة الرئيس الإيراني وجهود مكثفة لكشف مصيره والوفد المرافق/ الخامنئي للإيرانيين: عليكم بالدعاء ولا داعي للقلق ولن يكون هناك خلل في البلاد/ غانتس يواكب الفشل العسكري وانقلاب الرأي العام في الكيان ويمنح نتنياهو مهلة
كتب المحرّر السياسيّ
حبست شعوب كثيرة مؤيدة للمقاومة وفلسطين على مستوى المنطقة، أنفاسَها ليل أمس، وقد نامت ليلتها وهي قلقة على سلامة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ووفد مرافق، بعد تعرُّض الطائرة التي كانت تقلّهم لحادثة هبوط مقلق، وانقطاع الاتصال بهم، في ظروف جوية شديدة الصعوبة وفي منطقة شديدة الوعورة. والحادثة التي وقعت على حدود أذربيجان، وبعد مشاركة الرئيس رئيسي في احتفال افتتاح أحد السدود المشتركة مع الرئيس الأذربيجاني، فتحت الباب للتكهنات حول عمل مدبّر في ظل حجم حضور الموساد في أذربيجان، وخصوصاً على حدود إيران. وبينما دعت مصادر إيرانية تتابع البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق إلى تجنب الخوض في تحليلات من نسج الخيال إلى إعطاء الأولوية لكشف مصير الرئيس الإيراني ومَن معه أولاً ثم ترك المجال للتحقيقات الإيرانية لكشف حقيقة ما جرى، وإيران لن تخفي أي نتيجة تظهر عملاً مدبراً، لكن الترجيحات لا تزال لكون ما جرى حادثة تتصل بسوء الأحوال الجوية.
الإمام علي الخامنئي خاطب الإيرانيين داعياً إلى الدعاء لعودة الرئيس رئيسي إلى حضن أمته، مطمئناً بأنه مهما كانت الأوضاع فلا مبرّر لقلق على إيران، مؤكداً أنه لن يكون هناك خلل في تسيير أوضاع البلاد.
في المنطقة كان الحدث داخل كيان الاحتلال، حيث خرج عضو مجلس الحرب بيني غانتس، ببيان يعتبر التوصل الى اتفاق ينهي قضية الأسرى أولوية، داعياً رئيس الحكومة في الكيان بنيامين نتنياهو الى التحرر من اليمين المتطرف وتغيير الاتجاه. ورغم تأييد غانتس لسياسات نتنياهو في القضاء على حماس، إلا أنه واكب الفشل العسكري الذي تظهره جبهات القتال في غزة وجنوب لبنان من جهة، واتجاهات الرأي العام التي أظهرتها استطلاعات الرأي، وقد صار مؤيّدو الحرب أقلية تعادل المصوّتين لبقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة بنسبة 38%، بينما أيّد صفقة الأسرى أولاً 54% وهي النسبة ذاتها التي كان يحوزها بني غانتس لتشكيل حكومة، قبل أن تنخفض نسبة مؤيديه بسبب بقائه في حكومة نتنياهو الى 42%.
لن يطرأ أيّ مستجد على الملف الرئاسي، فرغم اجتماع سفراء اللجنة الخماسية في مقر السفارة الأميركية في عوكر، تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن لا تطور ملموساً في شأن الاتصالات السياسية الراهنة. واستبعدت المصادر زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في وقت قريب بعدما تبلغ الأخير من مسؤولين لبنانيين ومن السفير الفرنسي أن أي تطور لم يحصل على خط حل الأزمة الرئاسية. وبحسب المصادر فإن سفراء الخماسية يبدون اقتناعاً أن فصل الملف اللبناني عن تطور الأحداث في غزة أمر صعب، وأن الضغوط التي كان يفترض أن تحصل من الخارج على لبنان لم يحن وقتها بعد عند الدول المؤثرة ولذلك لا صحة لما يحكى عن اتفاق سفراء الخماسية على فرض عقوبات على المعطلين والمعرقلين للملف الرئاسي.
ورأت مصادر في عين التينة لـ”البناء” أن بيان الخماسية في ما خصّ التشاور يتماهى مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، بخاصة أن بري دعا في أيلول العام 2023 إلى حوار في مجلس النواب لـ«مدّة حدّها الأقصى سبعة أيام، وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لكن بعض القوى السياسية رفضت ذلك ولا تزال”. ورأت المصادر أن الرئيس بري يعتبر أن عقد جلسات انتخابية متتالية أمر ضروري على أن تتضمن كل جلسة 4 أو 5 دورات، وفي حال تعذّر انتخاب الرئيس تتم الدعوة لجلسة بعد انقضاء 24 ساعة، إلى أن يتمكن النواب من انتخاب الرئيس. وفي سياق متصل أكدت مصادر اللجنة الخماسية لـ”البناء” أن السفراء سيزورون الرئيس بري خلال أيام من أجل العمل على إيجاد مخرج للعقد التي تعطل عملية الانتخابات، مع إشارة المصادر إلى أن زيارة السفراء عين التينة، سوف تنتظر انتهاء السفراء من جولتهم على الأطراف السياسية للوقوف على رأيها في ما خصّ أهمية المشاورات التي وردت في بيان الخماسية.
وأمس توجّه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه النائبان تيمور جنبلاط وهادي ابو الحسن إلى الدوحة لإجراء محادثات مع المسؤولين القطريين حول التطورات في غزة والجنوب اللبناني إلى جانب الملف الرئاسي.
ورأى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي التقى حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، في عظة الأحد أن من الضرورة بمكان وجود رئيس للجمهوريّة يستطيع دون سواه الجلوس إلى مائدة التفاوضات. فلا يوجد بالنسبة إلينا أي سبب مبرِّر لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم المؤسّسات الدستوريّة وتتمّ المحافظة على الدستور والكفّ عن مخالفته يوميًّا.
وفي شأن الوضع في جنوب لبنان، أفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأنه “إذا لم يستجب “حزب الله” لمطالبنا فعلينا شن حرب في العمق اللبناني”. وأشار سموتريتش إلى أننا “في طريقنا إلى الحرب مع “الحزب” فهي أمر لا مفر منه.
وأطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي قذائف فوسفورية على بلدة ميس الجبل قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي، مما سبب باندلاع حريق بالمكان، امتد وتوسع بسرعة بسبب الرياح. وقصفت المدفعية الاسرائيلية محيط بلدتي علما الشعب والناقورة بقذائف متتالية، وأفيد عن اطلاق قذائف على أطراف بلدة حولا، مما تسبب باندلاع حريق بالمكان. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية سهل مرجعيون بالقذائف.
في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن “المقاومة مطمئنة للمرحلة التي وصلنا إليها”، وشدد على أن “المقاومة تصعّد من عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي بمقدار، من أجل أن تحفظ معادلة الردع، حتى لا يتوهّم الجيش الاسرائيلي ولو لبُرهة أنه أصبح قادراً ومهيّئاً من أجل الانقضاض على لبنان وتحقيق أوهامه فيه. وبالتالي، نحن سنخرج منتصرين حين نحبط أهداف الجيش الاسرائيلي”.
وأعلن حزب الله أنه رداً على عملية الاغتيال التي حصلت في مجدل عنجر شنَّت المقاومة الإسلامية بعد ظهر يوم الأحد هجوماً بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة سرية إستطلاع من كتيبة 6551 تابعة للواء 551 مظليين احتياط (قوة نخبة) في مستعمرة المطلة. وأعلن حزب الله، الأحد، عن استهداف موقع الراهب العسكري الإسرائيلي بقذائف مدفعية، وذلك مع تواصل القصف المتبادل مع الجيش الإسرائيلي على طوال الحدود مع الحزب. وأيضاً، استهداف تجهيزات التجسس المستحدثة للجيش الإسرائيلي في ثكنة “برانيت”، مما أدى لتدميرها. كما قصف مقر قيادة كتيبة “ليمان” بقذائف المدفعية وحقق بها إصابة مباشرة، وموقع جل العلام، وتجمعاً لجنود العدو في ثكنة زبدين، وموقع الرمثا ورامية.
إلى ذلك، يستقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب اليوم، في مكتبه في الوزارة نائب رئيس الحكومة الإيرلندية ووزير الخارجية والدفاع في إيرلندا مايكل مارتن على رأس وفد.