اجتماع اللبنانيين ليس مستحيلاً
} عمر عبد القادر غندور*
لا نعتقد أنّ ما تحقق في الجلسة البرلمانية جاء ابن ساعته لمناقشة بعض تفاصيل حزمة المساعدات الأوروبية للنازحين السوريين، وفي مقدمها (مساعدة) الدولة اللبنانية بالمليار يورو المقسطة على أربع سنوات، وهذا عيب لا يصحّ بحق الدولة والشعب في لبنان.
وقد سبقت انعقاد الجلسة اجتماعات بين أفرقاء فاعلين تحدّثوا عن اليوم التالي لوقف حرب الإبادة على فلسطين تزامناً مع توقف الاشتباكات على حدودنا الجنوبية، كما جرى نقاش حول القرار 1701 والجهود الأميركية في هذا الاتجاه، وتقارير أخرى قالت انّ هوكشتاين أبلغ مسؤول لبناني كبير انّ الاتفاق بشأن شمال فلسطين ليس ببعيد، وانّ انتخاب رئيس للجمهورية هو شأن متروك للبنانيين.
إلا أنّ السجالات والمزايدات والخطابات الشعبوية والافتراءات التي كانت تهدف الى تلميع مردّديها وليس لأيّ غرض أخر لم تفلح في حرف الجلسة النيابية عن الغاية من عقدها، ونجح رئيس المجلس ونائبه في تصويب الأمور والبحث في الأوضاع العامة والشؤون التشريعية للخروج بموقف وطني جامع افتقده اللبنانيون، ودعوة المتخاصمين والمتقاطعين والغاضبين وكلّ الاطراف السياسية والكتل النيابية الى الحوار والتشاور والتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والخروج بموقف لبناني جامع من ملف النزوح السوري وخطره على البنية اللبنانية المتضرّرة بجميع مكوناتها…
وهذا ما تحقق في نهاية الجلسة النيابية، وما كان ذلك ليتحقق إلا بتوافق الكتل الوازنة ككتلة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وكتلة التنمية والتحرير وكتلة نواب دعم المقاومة وغيرهم من النواب المستقلين، بعيداً عن النكد والمكابرة ورفض التلاقي والحوار لحلّ الخلافات والاختلافات وخصوصاً على ملف انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يخرج عن هذا الإجماع سوى النواب سامي الجميّل وميشال معوض وأشرف ريفي…
وبذلك خرج الرئيس ميقاتي من الجلسة بتغطية برلمانية وخصوصاً بعد اجتماعه برئيسة المفوضية الأوروبية اوروسلا فون ديرلاين التي أعلنت المساعدة الأوروبية، فيما تضمّنت الجلسة النيابية انّ لبنان ليس بلد لجوء كما أكدت مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة اللبنانية ممثلة بالمديرية العامة للأمن العام والمكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 9/9/2003.
كما أوصت الجلسة بأكثرية المجتمعين على ضرورة التواصل مع الحكومة السورية لوضع برنامج زمني باستثناء الحالات الخاصة…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي