ثقافة وفنون

برعاية وزير الثقافة توقيع كتاب «قرأت لهم.. كتبت عنهم.. أحببتهم» للزميل والكاتب الياس عشي في الرابطة الثقافية ـ طرابلس

برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وبمناسبة احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية وقّع الزميل والكاتب الياس عشي كتابه : “قرأت لهم.. كتبت عنهم.. أحببتهم”، خلال حفل أقيم في الرابطة الثقافية في طرابلس.

سبقت التوقيع ندوة لمناقشة الكتاب تحّدث فيها، كلٌّ من :الكاتب والإعلامي روني ألفا، الدكتور نبيل محسن، المحامي شوقي ساسين، الدكتور محمد نديم الجسر، وأدار ندوة المناقشة عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور كلود عطية.

تناول المناقشون مضمون الكتاب في رحلة من التجارب الطويلة الأمد، كما تطرقوا الى تجارب الكاتب وسيرته الأدبية والشخصية والفكرية والحزبية.

حضر الندوة النائب السابق الدكتور علي درويش، عضو المكتب السياسي في “تيار المردة” رفلي دياب، السفير السابق آصف ناصر، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، ممثل جمعية “الوفاق الثقافية” وهبة الدهيبي، ممثل نقابة الممثلين في لبنان الفنان خالد الحجة، الدكتور محمد الطرابلسي وفاعليات ومثقفين ومهتمين.

كما حضر وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي، تقدمه رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، العميد الدكتور فادي داغر، العميد ساسين يوسف، عضو المجلس الأعلى عبد الباسط عباس، منفذ عام عكار أحمد السبسبي، منفذ عام وادي خالد بري العبدالله، منفذ عام الضنية منهل هرموش، وأعضاء من هيئة منفذية طرابلس وعدد من المسؤولين وجمع من القوميين.

اختتمت الندوة بكلمة للمؤلف الزميل الياس عشي، شكر فيها الحضور، ثم وقّع الكاتب إصداره الجديد للحضور.

وفيما يلي نصوص الكلمات

عندما تكون الكتابة حباً وعشقاً

كلمة عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور كلود عطية:

نقف اليوم أمام حدث استثنائي، يشبه اللوحة الملونة بألوان الحياة والكلمات.. لوحة إبداعية ممزوجة من تجارب أدباء وشعراء وكتّاب استثنائيين، حيث يختصر صاحب اللوحة أوراق كتابه بأسماء استحقت محاولة البحث والقراءة والاستكشاف، في محاولة جريئة لاكتشاف السر الذي عبّد طريق المثقف الكاتب نحو الخلود المعرفيّ الإبداعي.. لنرى كتاب «قرأت لهم، كتبت عنهم، أحببتهم»… كيف يسجل الأرواح العالقة بين صفحات الأدب والشعر والسياسة والاجتماع والثقافة العابرة للحدود المغلقة على الكلمة، كمبدعين منتجين للفكر، وللفكرة الهاربة من سجن التقوقع والخوف والتردد.. منطلقين من اعتبار الثقافة عنواناً للحرية، وصرحاً لانطلاق الروح في فضاء الإضاءة على الحقيقة، كما هي…
كتاب الياس عشي يشبه كتاب التاريخ وهو يعانق الواقع وينقل الأحداث بطريقته الأدبية التي عشقت الصحافة فكانت الجريدة والدردشات الصباحية متعة القارئ العاشق لفيروزيات الصباح ولرائحة القهوة المعتّقة كالحروف في قلب الكتاب.. يبقى أن تقرأ. فالقراءة هي جنة الروح وبحر الجسد والإنسان الجديد الذي سيولد ما بعد الأبد.. وكما قال فريدريك دوغلاس عندما تتعلّم القراءة سوف تكون حراً إلى الأبد.
لم يتخط الأمين الأديب في كتاباته حدود أشهر أدباء العالم. بل كان يطل على العالم من بوابة المشرق وسحر الشام والعشق الأول لبانياس واللاذقية وطرطوس حتى رسا مركب العشق في طرابلس المدينة الملهمة للكتابة بحبر الفقر والحرمان والحياة الصعبة والمعاناة. ولم لا وهي الحياة التي ألهمت تشارلز ديكنز وقادته ليكون من أعظم الأدباء في العالم.
كان يقرأ الياس عشي لكي لا يجفّ حبر التفكير بصناعة الكلمات، وتوليد الأفكار، وإلهام العقل، وتعبيد طريق الذات الثائرة التي اختارت طرابلس عاصمة للكلمة والإبداع والطباعة والنشر وثقافة الحياة.. لأنها المدينة التي تستحق أن تكون عاصمة للثقافة.
وقد ساهم العديد من الكتّاب الذين قرأ لهم الياس عشي وأحبّهم، ثم كتب عنهم، في تغيير وجه طرابلس التي أرادها البعض أن تكون مدينة للإرهاب والتعصب الطائفي والمذهبي والاقتتال الدائم بين أبناء الحي الواحد.. فكان كتاب الأمين، الوجه الآخر الحقيقي لطرابلس الثقافة والإبداع والإنتاج الفكري، بأسلوب كتّاب مُبدعين بأفكارهم ومعتقداتهم وأعمالهم التي كان لها أثر دائم على الأشخاص والثقافات في لبنان والعالم العربي.
ها نحن في حضرة الثقافة التي تعيد للفيحاء مجدها، ها نحن في حضرة وزير استثنائي للثقافة والإبداع والأخلاق والعطاء معالي الوزير القاضي محمد وسام المرتضى الذي واكب “طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024” إيماناً منه بأن الفيحاء هي فيحاء التاريخ البهيّ، فيحاء القيَم والموروث والعيش الواحد والناس الطيبين.
ها نحن في حضرة أساتذة كبار لتحقيق الاستفادة القصوى من كتاب الأديب الياس عشي، والتشجيع على القراءة علناً نحصل على معرفة تامة غير مختزلة بأسلوب نقدي وفلسفي وأدبي بعيداً عن الاختزال المسيطر على معظم قنوات المعرفة الأخرى.
ها نحن في حضرة الرفقاء والأصدقاء والمبدعين والمثقفين من أهل طرابلس والشمال، أقول لكم دعونا نبدأ من “كافكا” الذي صرّح بأن الكتب هي الفأس التي تكسر البحر المتجمّد فينا، إلى “جيمس بولدوين” الذي يراها وسيلة للتغيير، و“العقاد” الذي يقول “انتفع بما تقرأ”، ليظهر لنا بمقولة العقاد تساؤل هام عن كيفية الانتفاع بما نقرأ.
أما الجواب الآن فلنقرأ كتاب الياس عشي لأنه يكتب بحب ولا يعرف إلا الحب.. وعشقه لطرابلس كما الشام لا ينتهي..

 

أيها العشيُّ المُشرِفُ على مأدبَةِ الإبداعِ

 

ألقى مستشار وزير الثقافة الكاتب والصحافي روني ألفا كلمة جاء فيها:

شيءٌ من قارورةِ إهدائِكَ في مستهلِّ الكِتابِ انسَكَبَ بردًا وسلامًا في ظَمأِ معنويّاتي هذه الأيام، فأَنا مُصابٌ مثلُكَ يا زَميلَ التطريزِ فوقَ دانتيلِ الكِتابةِ بجرثومَةٍ حميدَةٍ طَلَبتُ مِرارًا وتَكرارًا من الأطباءِ المُشرِفينَ على حالتي القوميّة أنْ يترُكوها تنمو بسلامٍ فوقَ مَسامِ بشرَتي هيَ جرثومَةُ فلسطينَ، وصرتُ إذا ما خرجتُ من بيتي رأيتُ جيرانَ الحَيّ يلوّحونَ لي، مِن على باطِيَةِ مدينةٍ بَحريَّةٍ ما أَبِهَتْ يَومًا لِهديرِ البحر، ويشيرونَ إليَّ بأنَّ فلسطينَ تتكاثفُ كالعِربَيشِةِ فوقَ شبّاكِ وجداني. أما أنا فكنتُ وما زلتُ أُبادِلُهم تحيَّةَ الصّباح من خلفِ ورَيقاتِها الخضراء، متوعّدًّا كلَّ مَن يوصيني بِتَشحيلِها أني سَأُشحِّلُ أوراقَ نَصيحتِهِ مِن أغصانِ صباحاتي.

أحِنُّ مثلَكَ يا صَديقي إلى «إنشاءِ» «الأَدْهَمِيِّ»، أتصفّحُ تَرويسَةَ أخبارِهِ دمعةً دمعة وإلى «ليلَى» قال فيها ذاتَ ليلَةٍ شعريَّةٍ «حسيب غالي»: «يا لَيتني كنتُ يا ليلى رداءَكِ كي أطوّقَ الجسدَ المخمورَ باللينِ ويا ليتني كنتُ يا ليلى لسانَكِ كي أمتصَّ ما تَشتهي نفسي وَتُغريني»، وإلى «وقّف يا أسمر في إلكْ عندي كلام» لـ«ميخائيل فَرَح» لم تشفَعْ له قصيدتُهُ في إقناع الرصاصة التي اخترقت جسدَهُ بأن تحبَّ الشّعراء.. رَبَّاهُ يا رَبّاه كم تكرهُ الرصاصَةُ أقلامَ الرّصاص، وإلى «رجائي بارودي» الذي طَلَى بالأبيض حسناواتَ لبنان قبل سبعينَ سنةٍ من أوّلِ مسابقةٍ لِمَلِكاتِ الجمال صادِحًا «أغَيرَ هذا يكون الحسنُ منبتَه من يدّعي بعدُ أنَّ الحسنَ يوناني «فينوسُ» لو رُشِّحت في يومنا لغدت وصيفةً عند حسناوات لبنانِ»، والى شعر «مارون خوري» حبرُه من دَواتِه، وأقلامُ تدوينِه من قَصَبِ حقلِه، وإلى كلِّ من قرأتَ لهم وكتبتَ عنهم وأحببتَهم، منهُم جَميعًا أعلنُ غيرَتي الأدبيَّةَ لا أستَثني منهم أحدًا وأحمّلُهم كما أحمّلُكَ مسؤوليةَ نموِّ جرثومَتي ويكفيني أيها العشيُّ المُشرِفُ على مأدبَةِ الإبداعِ أني ملتقطٌ فُتاتَ أسماءِ العلَمِ المنتشِرَةِ فوقَ غلافِ كتابِكَ عَلَّني أكونُ اسْمَ عَلَمٍ يُقحَمُ عَرَضًا إلى جانب «خالد جمال» الذي أدّبَ العلمَ متأوهًا من انخراطِنا المشينِ في حروبِنا الصغيرَة التي أشاحَت بإبصارِنا عن الانخراطِ في قضايانا الكبيرَة.

وليسَ مِن قبيل المصادَفَةِ يا زَميلي الياس أن يكونَ أقوى ما كتبتَ في كلّ هؤلاء العظماء ما ورد في أسفلِ الصفحةِ التاسِعَةِ والأربَعينَ بعد المئة في كتابِكَ، وفي ظلِّ مفارَقَةٍ يصادفُ فيها رقمُ الصّفحَةِ السنةَ التي شَهِدَت على إعدامِ الزعيم حيثُ تساءلتَ في سبعِ كلمات «وماذا بعد؟ اسألوا أطفالَ الحجارَةِ، اسألوا الشّهداء».

الشهداءُ وحدَهم ينطقونَ بعد موتِهم. كلّ الأمواتِ يصمُتون وتكمُّ الأضرِحَةُ أفواهَهم إلا الشّهداء تتحوّلُ أضرِحَتُهُم إلى مذاييع ورفاتُهُم الى غبارٍ تتعطَّرُ فيها الملائكة كلّما استيقظَت وفَرَدَت أجنحَتَها أمامَ ملكوتِ الله.

إسمحوا لي في هذه الأمسيَةِ أن أرتَديَ مريولَ النادِلِ وأخدُمَ الضُّيوفَ على مائدَةِ فلسطين قبلَ أن يأكلَ الغولُ المنجّمُ بالأبيضِ والأزرقِ الأطباقَ ويصادِرَ لائحةَ الطَّعامِ ويلتهمَ لغتَنا وحضارَتَنا وثقافَتَنا، فنحن أيّها الأخوةُ بأَمَسِّ الحاجةِ إلى حِفظِها أيقوناتٍ مطرَّزَة بالحبّ خوفًا من أن يسرِقَها منّا مَن لا طعامَ له سوى لحومِ أطفالِنا. فأنا لبنانيٌّ عربيٌّ ولدتُ ونشأتُ في ظلال الغول الأبيضِ والأزرق، يأكلُ من صَحني ويشرَبُ من كوبي يُوضاسِيَّةً من كأسِ المسيح ويعصُرُ زيتَهُ من دمي، وكلُّ ما أحلُمُ به هو أن أستيقظَ على تلّةٍ كَفرشوبيَّةٍ لأسمَعَ خاشِعًا قرعَ أجراسِ كنيسة مار جريس في رُمَيش وصيحةَ الله أكبَر تصدحُ من فمِ شِبعا وعيتا الشّعب وأن تكونَ للصّيحَةِ جناحانِ يحلّقانِ بِها إلى فلسطين. صيحةٌ لا تعترضُها قبّةٌ حديديَّة ولا تسقِطُها «أَف ستّةَ عشر» ولا يردعُها جدارُ فَصلٍ عنصريّ. صَيحَةٌ تعبرُ نقاطَ التفتيش وتلفحُ أسرى عسقَلان وبئر السّبع فترقص لها دواوين وروايات ستائر العتمة لوليد هودلي والغيمة السوداء لشعبان حسونة وصَهر الوعي وحكايَة سرّ الزّيت لوليد دقَّة. صَيحَةٌ لا تدميها القنابلُ المسيّلةُ للدموع. صيحةٌ تغطُّ في آخِرِ النّهار على قبّةِ الأقصى وكنيسة المهد وتلقي الله أكبَرِها على حُقراءِ البشريّة في قصفٍ إلهيٍّ يبيدُ السجّان ويحرّر الإنسان.

متى نغضَبُ كَمِثلِ غضَبِ الياس العَشّي أيها السادة؟ متى نعترفُ أننا دُجِّنّا مثلُ فصيلَةِ الكانيش، متى نعترفُ أنّا تَحوّلنا إلى شَلعاتِ الماعزِ ظهورُنا تُركَبُ وضُروعُنا تُحلَبُ، وأننا فقدنا الإحساسَ الجميلَ بالغضب فأذلَّتنا السّكينَةُ المستكينة، وأننا تخلَّينا عن كبريائِنا وصارت دُولُنا تخافُ من الكلمة تيمنًّا بما قاله منصور الرحباني على لسان رفيق علي أحمد في آخر أيام سقراط: «أثينا يا أثينا، أنا واللي متلي عملناكِ أثينا، عملناكِ مدينة الفلسفة والحضارة، السياسيين شَرشَحوكِ، وخلّوا عسكَر اسبرطة المتوحّش يدعّس ترابِك». كتابُ الياس العشّي سكّينةٌ في خاصرَة اسبرطَة ووسامٌ على صدرِ أثينا شرطَ ألا يشرشِحَها السياسيونَ بِنخِّ الرّقاب وأن يسكنَها الجبلُ كما سكَنَ الجبلُ رُبى ميخائيل مسعود وأن نردِّدَ مع الياس العشّي قولَ نزار في الشهداء الأطفال.. «كلُّ لَيمونَةٍ ستنجبُ طفلًا ومحالٌ أن ينتهي الليمون». والسلام!

 

عصارة جهد وفكر متواصل في الكتابة والتربية

وألقى  الدكتور نبيل محسن كلمة جاء فيها:

منذ زمن بعيد وأنا أتمنىّ لو أن الأصدقاء يتشاطرون ما يقرؤنه من الكتب والمقالات في لقاءات أسبوعية أو شهرية ويعرض كل منهم ما تراه للاستخلاص والنقاش. إلى أن فاجأني الصديق الأستاذ الياس بكتابه «قرأت لهم كتبت عنهم أحببتهم» الذي يقدم فيه ملخصاً أو تعليقاً على ما قرأه من كتب ومقالات على مرّ السنوات.

الكتاب عصارة جهد وفكر متواصل على مدى سنوات، ما أن تبدأ بصفحاته الأولى حتى تلتهمه صفحة صفحة، تستعيد ذكريات وتنتبه إلى أمور فاتتك وتكتشف كتّاباً جدداً أو أفكاراً جديدة فيغنيك ويوسّع أفقك بسهولة وإنسيابية ويفتح شهيتك للقراءة والبحث والتفكير.

«ويقول الأستاذ عشي، صدّقوني أن العودة إلى القراءة، والتجول بين صفحات الكتب وإقامة جسر تواصل بين الكلمات قد يكون الحل للخروج من التفاهة والتسطيح شرط أن تكون المقروءات على سوية من العقل والإبداع والاستشراف والأناقة (ص 26 للكلمة زي أدبي أنيق).

فكيف نتناول بالنقاش كتاباً لا يتمحور حول فكرة أو موضوع محدد. الموضوعات في الكتاب متنوّعة وللشعر الحصة الكبرى. فالأستاذ عشي كتب عن المتنبي وأبو فراس وأبو النواس، وعن أدونيس وسميح القاسم ومحمود درويش وأنسي الحاج ويحيى جابر وخليل حاوي، إضافة إلى موضوعات عن الرواية والصحافة والثقافة والفكر والسياسة.

إن فعل الكتابة عند الأستاذ الياس عشي هو فعل يومي، هو فعل وجودي وفعل مقاوم، التزام وجداني بقضايا الفكر واللغة والوطن والأمة، لم يحمل بندقية لكنه امتشق قلماً يقوله في أحد الفصول.

الكتابة يا صديقي هي المساحة الوحيدة التي نمارس فيها حريتنا وطموحاتنا وصراعاتنا من أجل غد أفضل (ص 109).

والأستاذ عشي يذكر في عدة فصول من الكتاب وفي سياقات مختلفة سقراط، وابن المقفع، والحلاج، وسعاده.

فسقراط تمّت إدانته بإفساد الشباب والإلحاد، ورفض طلب العفو كما رفض الهرب وقبل تجرُّع السم. وابن المقفع مجوسي من أصل فارسيّ اعتنق الإسلام من أعماله الخالدة كتاب «كليلة ودمنة» المأخوذ من كتاب الباشا تانتوا الهندي، قُتِل إبن المقفع على يد والي البصرة أثناء فترة حكم الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.

قُتِل إبن المقفع بتهمة الزندقة، وتظاهره بالإسلام وهو في مقتبل العمر بعد أن خلّف آثاراً هامة عن الثقافة الفارسية واليونانية والعربية والهندية.

والحلاج (858 ـ 922) قُتِل أيضاً بتهمة الكفر والزندقة. الخليفة المقتدر بالله أمر بإهدار دمه ورغم قول البعض بأصوله الفارسية إلا أنه عراقيّ المولد، كان يجول في البلاد ويدعو إلى أفكاره وفلسفته فكثر أتباعه في العراق وأثار حفيظة قاضي بغداد الذي رأى أن أفعال الحلاج وأقواله تتعارض مع الإسلام فأهدر دمه.

أما سعاده فقد كانت تهمته عدم الاعتراف بالكيان، حوكم على عجل وأعدم على عجل. ومعروف أن الحزب كان منذ تأسيسه معادياً للانتداب الفرنسي، وأن الحزب شارك في محاربة الكيان الصهيوني منذ 1948 وتاريخ الحزب في ما بعد بالمقاومة معروف.

هي هي الشخصيات التي تأثر بها الأستاذ عشي، إنها شخصيات تراجيديّة، إنه الموت التراجيديّ، إنّها شخصيات تتصف بالسموّ، فكرها مؤثر وسلوكها مثالي، تحمل تبعة أفكارها وتصرفاتها وتتمادى في الدفاع عنها ولا تتراجع عنها حتى الموت. والموضوع هو دائماً موضوع وجوديّ يتمثل بالعقيدة الدينية أو القومية أو مبدأ أخلاقي، والموت هو الذي يخلّد الفكرة والعقيدة.

هذه هي رؤية الأستاذ عشي للفكر وهذه هي رؤيته للالتزام.

التزامه بالوطن والقومية واللغة العربية وبالمقاومة التزام فطري وجداني قبل أن يكون التزاماً عقائدياً، والعقيدة تجعله محاوراً وصديقاً لا مناكفاً او خصماً.

يتحدث عن سعاده في أكثر من فصل: أنطون سعاده ناقداً وأديباً، والمعرفة عند سعاده فعل للمستقبل، الأفق الجمالي في جرح تموز.

وهناك فصلان لا بد أن أشير إليهما في مصافي معلم التربية الأولى هو عن ثلاث عشرة قاعدة لتكون معلماً مثالياً والثاني عن دور المدارس في تجذير التعصب الطائفي.

فبعد خمسة وأربعين عاماً قضاها في التعليم يوجز الأستاذ عشي خبرته في ثلاث عشرة قاعدة تعبيراً عن النظريات وينصح الأساتذة بعدم الصراخ أو الضرب عن الطاولة والابتعاد عن الكلمات الجارية والاهتمام بالتلميذ الضعيف بقدر المتفوقين بل أكثر، عدم التميّز بين التلاميذ وعدم التشهير بأي تلميذ، وينصح الأساتذة بالتمعن بالمعلومات العامة وأن يكون المعلم مشبعاً بمعلومات في التربية والثقافة.

الواقع أن الأساتذة الذين ما زلت أذكرهم من المدرسة في القرن الماضي هم الذين فتحوا أمامي أفق الثقافة والقراءة وأنا لا أذكر ماذا تضمن الكتاب المدرسيّ ولكني أذكر ما زرعوه فيّ من حب للمعرفة والقراءة والاطلاع.

وأذكر منهم مثلاً الأستاذ فاروق عيسى الخوري الذي خصّص له أيضاً الأستاذ عشي فصلاً في كتابه، وفاروق عيسى الخوري ترجم إلى العرب ودقق كتاب زيغرير هونكه شمس العرب تسطع على الغرب الذي يتناول الحضارة العربية وأثرها على العالم ومفهوم التقاء الحضارات. وله كتاب آخر لا بد من ذكره في هذا السياق وهو بعنوان «ملامح من الحركات الثقافية في طرابلس» خلال القرن التاسع عشر صدر عام 1982 ويتناول المدارس في طرابلس والجمعيات الأدبية والمسرح والصحافة والشعر.

والفصل الأخير الذي أودّ الإشارة إليه هو عن دور المدارس في التعصب الطائفي، إذ بفعل التركيبة الطائفية والديموغرافية في لبنان مع تراجع سلطة الدولة أمام سلطة الطوائف أصبح لكل طائفة ومذهب مدرسة خاصة به. هل المطلوب من هذه المدرسة أن تخرّج طلاباً علمانيين؟ بفعل التطور الهابط للمجتمع اللبناني أو التراجعية، يمكن القول إن المطلوب من هذه المدرسة أن تخرّج طلاباً طائفيين يمكن استغلالهم في المواجهات بين الطوائف وزعماء الطوائف والأحزاب. فكيف السبيل إلى أجيال وطنية لاطائفية، بالمدرسة الرسمية والمدرسة الوطنية من خلال منهج موحد، من خلال علمنة المدرسة؟ وهذا الموضوع يناقشه الأستاذ عشي في الفصل المذكور ويستعرض أراء طلابه القدامى في الألفة والُلحمة بين مكونات الوطن.

لقد استعرضت بعضاً مما استوقفني في كتاب الأستاذ إلياس عشي والكتاب ممتع بحكم تركيبته، يمكن أن تبدأ قراءته من الفصل الأخير.

شكراً أستاذ عشي لأنك جعلتني أقرأ عن أدونيس ودرويش وسميح القاسم ونزار قباني وخليل حاوي وفاروق عيسى الخوري وغيرهم في كتاب واحد.

نقد بفيض الحب وتحرر من الذاتية

وتحدث رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو المحامي شوقي ساسين فقال:

تأخذُ الحيرةُ بالنظراتِ شدًّا من أولِ غلافِ الكتاب: أسماءٌ ظليلةُ الحروف، منثورةٌ في فلكٍ أسود، على جهتِه اليمنى من فوقُ، هلالٌ لا يضيءُ ولا قُلامةَ زاوية؛ ثمَّ عنوانٌ ثلاثيُّ السطور يقولُ آخِرُه بالأبيضِ والأحمرِ فعلَ «أحببت»، فتسألُ العينُ أختَها: كيفَ للمحبة الناصعة البيضاء أن تستقرَّ في هذا الحِضْن الأسود؟ ولماذا هلال الغلاف لا يضيءُ نورُه لجميعِ الذين في البيت؟ لكنْ، ما هو إلا القليلُ من الخوض في عمقِ الكتاب، حتى تنقشعَ الحيرةُ عن دهشةٍ تفوحُ كعطرٍ صباحيِّ التقويم، وتسربُ إلى النفوس، كما إلى الأفقِ أجنحةُ النوارسِ التي تضرب الريحَ بالرحيل من أولِ البحر حتى امتلاء الغيومِ بأنفاسِ الموجِ المالحة. ساعتذاك يُدركُ القارئُ أن هذا الغلاف القاتمَ ليس من ورق مقوّى، بل من فتيتِ مسكٍ أسودَ، ذاك الذي قالت عنه الكتبُ إن عطرَه يدوم ويدوم… كأنَّ الياس عشي منذ البدايات يريد أن يوحي لنا بأن اختيارَ اللونِ الأسودِ غلافًا لكتابه، إنما كان دعوةً منه لقلمِهِ أن تسيل الدواةُ مِسكَ مودّةٍ لا تحول، على أسماءِ أولئك الذين قرأ لهم وكتب عنهم وأحبَّهم.

ولعلَّ من النادرِ في المشهد الأدبي العربي، أن نقرأ نقدًا راقيًا كما في هذا الكتاب، يبتعد عن الإشادة العاطفية وعن التبخيس كليهما، فلا يُثْقِلُ بالمنةِ ولا يُنزِلُ المـَقتَ على من كتب فيهم، بل ينحو بموضوعية أدبية إلى حيثُ المحبةُ تعمل. ذلك أن «مشكلةَ النقد مشكلة دائمة، لالتصاق هذا النوع من الكتابة بنفسيّة الكاتب ومدى تحرّره من نزواتِه وكبريائه». لكن الياس عشي، من قبل أن يكتبَ حروفَ اسمِه، تحرَّرَ نهائيًّا من سماتِ الذاتيّةِ المريضةِ التي تتناسلُ فيها النزواتُ وتشتغلُ الكبرياء، وذلك منذ اعتناقِه عقيدةَ الإنسان المجتمع.

بيد أني أظلِمُ الكتاب إذا حصرتُه في عالَم النقد المحض. فهو بالحقيقة سياحةٌ في حواشي مواقفَ ومؤلفاتٍ وشخصيات وآراء، سعى بها قلمُ الكاتب على متنٍ سيّالٍ بين الشذا والحنين، فمرَّةً يقولُها قارورةً من الرحيق، ومرةً يقولُها زهرةَ لوزٍ ترتعي البياض، ودائمًا يقولُها مساحةً من لغةٍ يرجعُ هذا العمرُ من جيرتِها ممتلئَ الوِفاض. ولعلَّ النص الذي عنوانه: «الإبداعُ هو القدرةُ على إحداثِ فرق»، مثالٌ على أن الكاتبَ لا يكتفي بتحرّي مواطن الإبداع لدى سواه، بل يتركُ لمداده أن يُحدثَ الفرقَ فيه هو أولًا، فلا يتناولُ قضيةً أو مؤلِّفًا أو مؤلَّفًا، إلا بلغةٍ مختلفة تتجاوز سلاستُها الشفّافةُ بعضَ مشكلات النثر الحديث، بشقَّيْه العاديّ والشعري، الذي يكاد الجمالُ فيه أن يقتصرَ على أناقةِ التعبير ومتانة الأسلوب، من غير مضمون حداثيٍّ مختلف، فيبدو الكلام ساعتذاك، كبيوتِ قُرانا التي اغترب عنها أهلُها، فهي من خارجٍ هندسةٌ وشموخ، ومن داخلٍ صمتٌ وغبار. الياس عشي كلماته منازلُ يشغلُها أصحابُها بملءِ فرح الحياة.

ولأنه يكتب أصلًا لأجل الناسِ لا لأجلِ نفسِه فقط، فهو بهذا يحقِّقُ إيمانه بما دعا إليه أنطون سعاده: أن يكونَ الأدبُ التزامًا بنظرةٍ جديدةٍ إلى الحياةِ والكونِ والفنّ، منبعثةٍ كمثلِ تموز من رماد تراث الأمة الذي تراكمت فوقه أكداسُ العصور. ولهذا لا تُخفى البتة الإشارات إلى فكر الزعيم، كأن يقول مثلًا: «أنسي الحاج صنع أبجديةً أخرى»، أو كأن يكتبَ عن «دور المدارس في تجذير التعصب الطائفي»، أو يدرسَ «أنطون سعاده ناقدًا وأديبًا» أو سوى ذلك من مقاربات «نهضوية» بحسب الأدبيات القومية. وكم استوقفني النصُّ الذي عنوانه: «مدينتي حملت حقائبَها ورحلت»، فأعياني أن أعرف إن كان يحكي عن اللاذقية مدينتِه الأولى، أو عن طرابلس مدينته الثانية، أو حتى عن بيروت أو دمشق، أو سواهنَّ من مدائنِ أعمارِنا التي حزمَت حقائب الرحيل، ودفعَت بأبنائها إلى أعتابِ المنافي على أعقابِ التنابذ اللاوطني، فيما نارُ صهيونَ ومشتقاتِها لا تزال تلتهمُ رونق الحياةِ وخضرةَ الذكريات.

ويا أستاذ الياس

تقولُ في كتابك: «الحجْرُ على السؤال هو حجرٌ على العقل». أناتَك لا تحجُرْ، ودعني بوافرِ حريةِ عقلي أسألُك: متى يكون لنا منك موعدٌ مع كتاب جديد؟

سفر انتماء لوطن مسوّر بالورد

وكانت كلمة الدكتور محمد نديم الجسر جاء فيها:

إذا كان الإيجاز واللّمح يستهويان الأستاذ الياس، ويرى فيهما عبوراً إلى الألفة بين الكاتب والقارئ، وهو يجد في المداخلة المطوّلة مهما كان موضوعها هاماً وضرورياً ما يسبب الضجر، إلا أن إيفاء مسيرة عطاء يحتاج قطعاً إلى أكثر من دقائق معدودة.
فنحن ومهما استفضنا، نبقى مقصّرين في سعينا لإيفاء حافظ اللغة العربية، جيلاً بعد جيل، حقّه على طرابلس وعلينا نحن أبناء طرابلس الشام.
أستاذ الياس، بعد أن أنهيت قراءة متأنية لكتابكم، «قرأت لهم كتبت عنهم أحببتهم»، أول ما تبادر إلى ذهني السؤال التالي: ماذا أحبّ الأستاذ الياس في هذه الشخصيات المتميّزة زماناً ومكاناً وأسلوباً؟ فخلصت إلى أنك أحببت «المثال».
ومثالك هو أولاً أديب بما يفكر به، لا يهرب، يبقى في المكان مسرح الأزمة، ويترك بصماته على مستقبل الوطن الذي يحلم به ويريده. وهو مثقف محاور لا يعيش على الهوامش، ولا على أطراف وطنه، ولا يتلقّى الأوامر، ويحترم التراث دون أن يتحنّط فيه.
وهو كاتب يرى في الكتابة أشرف مهنة في الوجود، ويشخّص القلم رسول محبة من الطراز الأول. وهو فيلسوف يسأل، فالحَجْر على السؤال عنده هو حَجْرٌ على العقل.
ومثالك إنسان ينتمي، ويؤمن أن الانتماء هو الحجر الأساس في قيام الحضارات وديمومة الأوطان. لذلك فهو مصرّ على البقاء في أرض الوطن المسوّر بالورد والبحر والزرقة والبراءة والحبّ والتواضع.
الغربة عنده فجيعة. فما معنى بيت يسكنه في أقاصي الأرض، بيت لا جدران حوله ولا ذاكرة فيه؟ والانتماء عنده فعل إرادة وفعل تغيير وفعل مواجهة. وهو مشرقيّ ينتمي إلى لسان عربي مبين، يُباهي به ويُتقنه ويتغزّل بمفرداته ويغوص على درره.
ومثالك يحمل أمانة الخطاب ويعتقد أنه إذا لم نكن قادرين على إحداث فرق، فإنّ كل ما نكتبه يموت في الحال.
فليس المهم ما نقوله، أو ما نكتبه، إنما المهمّ أن نختار الكلمة المناسبة والأسلوب الملائم لإيصال أفكارنا إلى الناس.

ومثالك عاشق بامتياز. عاشق أولاً للحقّ، فهو عنده نبراس. والحق في يقينه يُصان بالقوة، فمن له القوة له الحق، ومن لا قوة له لا حقّ له. هو لا يتقاعد في الدفاع عن الحقّ، فالشعراء والكتّاب والمفكّرون الذين لا يخرجون إلى الشوارع ولا يهتفون، يصبحون جزءاً من مقاهي الأرصفة، تختلط أصواتهم بأصوات الأراغيل. وكل مفكر يتقاعد يخرج من دورة الحياة.

وهو عاشق للحرية فهي في معتقده مقصدٌ ومرام. ويرى في الحريّة شرطاً واجب الوجود. فإن لم تكونوا أحراراً في أمّة حرّة، فحريات الأمم عارٌ عليكم، وهو يؤمن بأن الصراع بين الحرية والعبودية هو صراع أبديّ لن يتوقف، والذين يموتون من أجل قضية يؤمنون بها هم وحدهم الأحياء، وهو عاشق مدينته.

فالمدن عنده كالبشر، يتماهى البيت مع البيت، والسقف مع السقف، فتنمحي الحدود وتصير العائلات عائلة واحدة في وطن واحد.

وهو إذا ما تفيّأ ظلال مدينته، لم يشعر قط بالغربة، تحييه رائحة التراب والمطر والليمون وماء البحر وملحه وصوته.

ومعشوقته مدينة اللسان العربي، مدينة العلماء، لا ولن يستطيع أحد أن يغلق نوافذها ويمنع عنها الهواء. إن نزلت بها النوائب فلا ريبَ هي عائدة لتكون سيدة المنابر، تلقي عباءتها الوردية على كل مَن عاش فيها.

ومثالك يعتنق مكارم الأخلاق ديناً ومذهباً ومنهجاً. والأخلاق عنده تبدأ عند الحاكم: بل الحكم يا ولدي يحتاج إلى أخلاق.

ولا تتميّز النخب الفكرية والعلمية إلا بالأخلاق، لا بل إن مكارم الأخلاق وحسن الذوق ودماثة الخلق، هي العناوين الأساسية للأدب، وهي ناموس من يتولى الإعلام والتوعية.

وأي سيئة أسوأ من إعلام مأجور؟ ومثالك مقاوم، هو مقاوم بجبلته وكينونته وماهيته، يقاوم أصوات النشاز التي تعلن الحرب على موهبة الانتصار.

لا يهادن أحداً، عيناه مغروزتان في الشمس، لا يبكي، لا يستغيث، لا يقف على أطلال الهزيمة، لا يتلفت إلى الوراء، يوجه أصابع الاتهام إلى من صنعوا الهزيمة.

ومثالك عنده فلسطين هي القضيّة، وهو يعشق فلسطين بعشقه لسورياه، أما لبنان، فسكن عينيه والموت في سبيل القضية شهادة وهو شرط لانتصار كل قضية.

يا لذلك الرمضان الجميل الذي من بوابته عبر ألوف الشهداء إلى الحرية والنصر، لأول مرة على الكيان الغاصب، وتعساً لرمضان اليوم المنهمك بلملمة فوضى التطبيع مع العدو.

وفلسطين هي وطنه أين ما كان مسقط رأسه. ووطنه سيد ذو عزّة وكرامة، فما فائدة الحرية إذا كان الوطن مطارداً ومرتهناً لإرادة دول أخرى؟

تراه هائماً في ربوع هي منبت العز يصرخ: أتعرف مَن أنا؟

أنا طفل من فلسطين، قتلوا أخي بدم بارد، لأنه رفض أن يخرج من بيته، فهدموه على رأسه. وسجنوا أمي وعذّبوها واعتدوا عليها، أتبع النجمة التي ستقودني إلى بيت لحم والناصرة والقدس لأشارك في إقامة أقواس النصر.

الخنوع لديه عار وخيانة. والتاريخ مهما زُوّر لن يرحم، فجريمة الشرف التي سكت عنها أمراء البداوة وشيوخ الجاهلية، الرائعون في الملذات، كلهم في غيبوبة إلى أن يُقتل آخرُ طفل في سورية وفلسطين والعراق ولبنان، فها سنابك المغول عادت إلى بغداد، وفلسطين مطروحة في مزاد علني في أسواق النخاسة العربية.

التطبيع عنده ليس وجهة نظر موضوعية، بل هو انضواء ضمن القطعان وفقد الإحساس الجميل بالغضب، وتخلٍ كلي عن الكبرياء.

أما بعد، قرأت ما كتبت فأعجبني المثال الذي هُمتَ به أنت في كتابك، بحثت له عن اسم، فتضوع الليلك في الدروب. «سلامٌ على إل ياسين».

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى