دبوس
نتنياهو… أين منه ميكيافيلي؟
يتعلّم الطلاب هنا في جامعات أميركا كيف يكون الواحد منهم مؤثراً في الجمهور حينما يلقي خطاباً أو يقدم مطالعةً او مرافعةً، أهمّ شيء هو ان يكون مقنعاً قادراً على التأثير في المتلقّي، ليس ضرورياً ان يكون صادقاً، ولكن عليه أن يبدو صادقاً، ليس ضرورياً ان يكون خلوقاً، ولكن عليه ان يبدو أخلاقياً، وليس ضرورياً ان يكون قوياً متمكناً، ولكن عليه أن يبدو كذلك…
بنيامين نتانياهو هو خلاصة القذارة والسفالة الصهيونية والأوليغارشية الأميركية معاً، هو خليط مركّز للقذارتين معاً، ترعرع الرجل هنا في أميركا، في ولاية بنسلفانيا، في منطقة تدعى شلتنهام، تبعد عن بيتي بضعة كيلومترات، واكتسب كلّ مهارات الدجل والتلوّن والانتهازية والمخاتلة، كذاب أشر، مخادع كالأفعى، ومراوغ يستمتع في كفر الحقيقة دائماً، وإظهار ما هو باطل على أنه الحق…
آخر تجلياته هي ادّعاؤه بأنه سيقاتل حتى بالأظافر والأسنان إذا ما امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن تزويده بالسلاح والذخيرة، محاولة بائسة للظهور بمظهر المقاتل العنيد الذي لا يلوي على شيء، وفي واقع الحال، فإذا كان قد تلقّى كلّ هذه الهزائم والضربات والتراجعات وهو مدجّج بأفضل أنواع السلاح في العالم، فكيف سيقاتل بالنواجذ والأظافر؟
لا يبالي بتحرير أسراه، ولا يهمه كثيراً المأزق الاستراتيجي الذي وضع جيشه فيه، وتحويله إياه الى كيس ملاكمة لمحور المقاومة، ولا يضيره المآل الذي سيؤول اليه كيانه عالمياً ودولياً، المهمّ هو ان ينجو بنفسه من المأزق الشخصي الذي أوقع نفسه فيه، أما زوجته سارة، فينطبق عليهما المثل العربي، وافق شنّ طبقة، فهي تجمع بين الغباء الفطري والبلاهة المكتسبة بفعل قدرتها المذهلة على التظاهر بالتلقائية، وتلك الابتسامة العبيطة التي تشبه ابتسامة الضبع، ولكنها لا تبارح مكانها الى جانب زوجها كظلّه، بل انهما متشاركان حتى في المخالفات القانونية التي ستزجّ بهما الى السجن معاً.
سميح التايه