عيب التلويح بالحرب الأهلية
عمر عبد القادر غندور*
من المؤسف جداً أن يربط بعض المتعاطين في الشأن السياسي، وعبر الوسيلة الإعلامية، ان يزرع في النفوس القلقة من «النزوح السوري» ما يشكله من ثقل سياسي وعبء اقتصادي وأمني، الى حدّ القول انّ ثمة نشاطات مشبوهة مختلطة بين الفقر والسياسة قد تكون على أجندتها الاستثمار في «مخزون» الدين والعصبيات المذهبية وتعميق شعور الخوف من الآخر وخصوصاً في البيئات الفقيرة والمعدمة في أكثر من منطقة لبنانية!
ونحن كغيرنا من اللبنانيين نعيش «حالة القلق» جراء النزوح السوري الى بلدنا المنهك لما يشكله من خطر على أمننا ومنظومتنا الاقتصادية والصحية والبيئية، وسنعود الى هذا السياق، ولكن، لا نبالغ في القول انّ هذا الوجود سيتسبّب في استحضار الحرب الاهلية والعياذ بالله!
ولذلك، كان ترحيبنا (في بياننا السابق) واضحاً لجهة ما تمّ الاتفاق عليه بين كافة الأطراف اللبنانية في الجلسة النيابية على محاصرة تداعيات النزوح المتفلّت والقيام بما نقدر عليه وتوفير أفضل العلاقات مع الدولة السورية الشقيقة القائمة على الاحترام المتبادل، لحماية بلدنا الذي ليس لنا سواه …
إذ لا يُعقل ابداً ان يتواجد على مساحة لبنان 10452 كيلومتر مربع أكثر من مليوني سوري، يعني نصف عدد اللبنانيين! وليس صحيحاً انّ السوريين في بلدهم الذي تبلغ مساحته 185 ألف كيلومتر مربع، لا يجدون المكان الآمن، وبالتالي لا يستطيع لبنان تغطية كلفة النزوح البالغة مليار و 120 مليون دولار في السنة، بالاضافة الى ما يشكله النزوح من تغيير ديموغرافي وأعباء بيئية واجتماعية واقتصادية، وهذه عرسال البقاعية التي تغرق في بحر من مياه الصرف الصحي لـ 135 ألف نازح مقابل 50 ألف لبناني من أبناء البلدة! فيما تمارس الدول الأوروبية دوراً مشبوهاً لجهة مساعدة النازحين شرط ان لا يغادروا لبنان الى بلدهم !
وحسناً ما قاله سماحة السيد حسن نصر الله حين اقترح عدم التضييق على السوريين النازحين الراغبين في ركوب البحر الى أوروبا.
والى متى سيبقى لبنان الحلقة الأضعف في صراعات المنطقة؟
والى متى يبقى اللبنانيون يصدّقون من لا يريد لهم الخير من أوروبيين وغيرهم والله سبحانه وتعالى يقول «وَلَو يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلى ظَهرِهَا مِن دَابَّة وَلكِن يُؤَخِّرُهُم إِلَى أَجَل مُّسَمى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرا ٤٥ فاطر» صدق الله العظيم
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي