نصر الله في الاحتفال التكريميّ للشهيدين رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما: على العدوّ انتظار مفاجآت المقاومة وخداعُ نتنياهو لا ينطلي علينا
إيران كانت وستبقى السندَ الأقوى لفلسطين وحركات المقاوَمة
إذا أصرَّ نتانياهو على الحرب يأخذُ الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر
الاعترافُ الأوروبيّ بدولة فلسطينيّة من نتائج طوفان الأقصى
أوضحَ الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ “دعمَ المقاومة قاعدةٌ ثابتةٌ لدى الجمهوريّة الإسلاميّة وجزءٌ من هويّتها وطبيعتها وجزءٌ أصيلٌ من دينها ولا يتبدّلُ مع تبدُّل المسؤولين”، مشدّداً على “أنَّ إيران كانت وستبقى السندَ الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة”.
وأشارَ، خلالَ الاحتفال التكريميّ الذي أقامَه حزبُ الله للشهداء الرئيس الإيرانيّ السيّد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجيّة حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إلى “أنَّ حادثة سقوط مروحيّة الرئيس الإيراني ورفاقه مؤلمة جدّاً ومُحزنة جدّاً في إيران وخارجها وقد أبكتنا هذه الحادثة”، لافتاً إلى “أنّنا نحتاجُ إلى القدوة والأسوة والنموذج لأنّه من دون القدوة يبقى ما نؤمنُ به مجرّد أفكار وحبراً على ورق”.
وأكّدَ ضرورة “أن ننظر إلى الشهيد السيد رئيسي كقدوة في كلّ المواقع التي تولّى فيها المسؤوليّة”، معتبراً أنَّ “جنازة تشييع الشهداء السيد رئيسي وصحبه الكرام هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشريّة بعد الإمام الخميني والشهيد قاسم سليماني”.
ولفتَ إلى أنَّنا “في أيّام عيد المقاومة والتحرير وحصلت هذه الحادثة الأليمة، وبالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد، وقرّرنا ألاّ نُقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأنَّ طابعها هو طابع الفرح ونحن في أيّام مُصاب وحُزن”.
وتابع “سنكتفي بالكلمات والحديث عن تضحيات المقاومة وشعبها اليوم وغداً وفي الأيّام القليلة المقبلة، وأكتفي اليوم بأن أبارك لكم جميعاً ولكلّ الشعب اللبنانيّ ولكلّ الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير”.
وأشار إلى أنّ “الشهيد السيّد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدّاً في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمِن بالمقاومة وبمشروعها وهو الخدوم لبلده حيث لم يكن لديه عطلة وهو المُطيع لقائده”.
وأعلنَ أنّه في حكومة رئيسي “تم تقديم مليون و785 ألف قطعة أرض لبناء منازل للعائلات المحتاجة، وازدادَ إنتاجُ النفط فوصل إلى 3 ملايين برميل و500 ألف، وتم تبنّي قرار إعطاء الماء والكهرباء للعائلات الفقيرة مجّاناً، وازداد النمو الاقتصادي إلى 6 بالمئة”.
وأضاف “في عهد الشهيد السيّد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معيّن والدخول إلى منظّمات دوليّة ومواجهة كورونا”، وأنّه “عندما تولّى الشهيد السيّد رئيسي رئاسة الجمهوريّة عملَ من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلنيّ على كلّ صعيد، وكان التزامُ السيّد رئيسي عالياً وكبيراً في هذا الصدَد”.
ولفتَ إلى أنّه كان لدى رئيسي “إيمان كبير بالقضيّة الفلسطينيّة والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة، وشهدَ عهد الشهيد السيّد رئيسي تطوّراً في الحضور الدبلوماسيّ لإيران، وشهد إعطاء الأولويّة للعلاقة بدول جوار إيران والشرق”.
كذلك تحدّثَ عن الشهيد عبد اللهيان “الذي كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وهذه ميزة في شخصيّته”.
وأوضحَ السيّد نصر الله، أنَّ “إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب والسيّد رئيسي كان التزامه بذلك كبيراً”.
وأشار إلى أنّ “التشييع المليونيّ يجب أن يُطمئن جميع الأصدقاء، فرسالة مشهد التشييع الضخم هي الوفاء والبيعة والالتزام الحازم بخط الإمام الخميني وبقيادة الجمهورية الإسلاميّة في إيران، ورسالة للعدوّ الذي فرضَ الحروبَ على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات وبقيت إيران قويّة وصامدة وتكبُر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كلّ صعيد، ويجب على العدو أن ييأس، وأحد أسباب فشل السياسة الأميركيّة هو الانفصال عن الواقع وإنكارها له، ولذلك أخطأوا في أفغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة”.
وأردفَ “هذا جزء من رؤية الجمهوريّة الإسلاميّة وجزء أصيل من دينها ولا يتغيّر أو يتبدّل مع رحيل المسؤولين فهذا أمر ثابت، الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة بل يزدادُ الدعمُ أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح”.
ولفت إلى أنَّ “في إيران حاضنة شعبيّة عالية جدّاً، وموضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهوريّة الإسلاميّة وجزء من هويّتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدّل مع تبدُّل المسؤولين”، متوجّهاً لكلّ الأعداء الذين ينتظرون أن تضعف إيران وأن تتراجع وأن تتخلّى عن فلسطين وعن المقاومة، بالقول “أنتم تعيشون أوهاماً وسراباً وخيالات، والجمهوريّة الإسلاميّة كاتت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة”.
وتطرَّقَ إلى تطورات معركة طوفان الأقصى وقال “اليوم ونحنُ في الشهر الثامن من الحرب على غزّة، الإسرائيليون أنفسهم في السلطة والمعارَضة كلّهم يُجمعون على أنَّ ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدوّ يعترفُ بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترفُ بالعجزِ والفشَل”.
وأضاف “لم يستطع العدوّ تحقيق أيّ هدف من أهدافه، واعترفَ بذلكَ رئيس مجلس الأمن القوميّ في الكيان، ومن أهمّ ما يعاني منه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبيّة بفلسطين، وهذا الاعتراف هو خسارة إستراتيجيّة للكيان الصهيونيّ، وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعد طوفان الأقصى”.
وتابع “الدولة الفلسطينيّة التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديداً وجوديّاً لهذا الكيان، ومن نتائج طوفان الأقصى وثبات المقاومة وصمودها أنَّ إسرائيل اليوم أمام المحكمة الجنائيّة بعد طلبها إصدار مذكرات توقيف بحقّ نتنياهو وغالانت”.
وتوجّه السيّد نصر الله بالشكر إلى أساتذة وطلاب الجامعات في كلّ أنحاء العالم، لافتاً إلى أنّ “ما يحركهم هو المشاعر الإنسانيّة” وقال “المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركيّ، تُبيّن حجم المشاعر الإنسانيّة التي استنهضها طوفان الأقصى في كلّ العالم”.
وسأل “من كان يصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائيّة الدوليّة إصدار مذكرات توقيف بحقّ مسؤولين صهاينة؟، وهذا من نتائج طوفان الأقصى”، لافتًا إلى أنَّ “إسرائيل لم تحترم يوماً قراراً دوليّاً، فقد شنّت أعنف الغارات على رفَح بعد قرار محكمة العدل الدوليّة”.
وأضاف “من مظاهر الفشل الصهيونيّ أنَّ نتنياهو تبرأ من الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة وكشف ظهرها، واضح أن نتنياهو تبرّأ من الأجهزة الأمنيّة في الكيان وذلك خلال الحرب، وقال إنّهم لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزّة”، وقال “إذا أراد نتنياهو أن يُكمل عدوانه سوف يذهب إلى الهاوية والكارثة”.
وأشار إلى أنَّ “مئات عائلات الجنود الصهاينة ومئات أساتذة الجامعات والنُخب يطالبون بوقف الحرب، وهذا ما سيزيدُ الضغطَ على حكومة العدوّ، ونتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصرٍ تاريخيّ ومؤزَّر”.
وردّاً على حديث نتنياهو عن “خططٍ مهمّة ومفصَّلة بالنسبة لإعادة الأمن إلى الشمال” وتهديداته، قال السيّد نصر الله “فاجأتكم غزّة وفرقة بكاملها انهارت وجيش النخبة انهار”، مضيفاً “فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين، وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصليّة الإيرانيّة في دمشق فاجأتكم الجمهوريّة الإسلاميّة بوعدها الصادق ونحنُ من يحقّ له أن يتحدَّث عن مفاجآت.
وتابع “يجب أن ينتظرَ العدوّ من مقاومتنا المفاجآت، دائمًا كنّا واضحين بأنّنا عندما نذهب إلى معركة نذهبُ بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا أنَّ الهدف الأول مساندة غزة، والهدف الثاني منع أي عدوان استباقيّ للعدوّ على لبنان”.
وختمَ بالقول “يجب على العدوّ أن ينتظر منا المفاجأت وندرسُ كل سيناريوهاتكم وخداعكم لا ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم في العالم تنفع، وهذه المقاومة ستستمرّ”.