أخيرة

آخر الكلام

أنطون سعاده ناقداً وأديباً*
‭}‬ الياس عشي
الحلقة الرابعة
استطاع سعاده، في انتمائه إلى نادي الأدباء، أن يؤكد المبادئ الأساس في الكتابة الأدبية، وهي:
1 ـ الخروج من العام إلى الخاص، أيّ إلى تحديد المشكلة بعينها، والعمل لإيجاد حلول لها. يمكننا أن نتحدّث ليلَ نهارَ عن الحرية والسيادة والاستقلال دون أن نصل إلى نتيجة، ولكن أن نحدّد معنى الحرية وحرّيّة من، ونوع السيادة وسيادة من، وشكل الاستقلال واستقلال من، ذلك هو المطلوب من الحركة الأدبية إلى أيّ زمن انتمت.
2 ـ الالتزام الأدبي… وحول هذا المعنى حدث الاشتباك بين النقّاد؛ رأى البعض أنّ الكتابة فنٌّ من الفنون الجميلة، وهذا هو دورها في الأساس. ورأى البعض الآخر أنّ الكتابة التزام بقضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، وهم أصحاب مدرسة الالتزام. سعاده كان واحداً من أهمّ روّاد هذه المدرسة.
3 ـ الإيقاع وحده لا يصنع أدباً. إنه لغة البدائيين، ولذلك كان الشعر أسبق للظهور من النثر. من هذه النقطة انطلق سعاده ليضع الملامح الأولى للقصيدة النثرية، التي تطوّرت خلال سنواتٍ قصيرة، ودخلت محافل الأدب بقوّة، وخاصة من خلال مجلة «شعر» التي أسّسها يوسف الخال، ونشر بها روّاد الحداثة في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
يقول أنطون كرم في كتابه «ملامح الأدب الحديث»:
«إنسرى في الأدب روح استقلالي، منتقلاً من النداء الخطابي، والعناوين الكبرى، إلى التحليل العقائدي المتماسك… ينطلق من الحزب السوري القومي الاجتماعي».
*غداً إلى الحلقة الخامسة من كتابي الأخير «قرأت لهم… كتبت عنهم… أحببتهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى