الوطن

تشييع مَهيب لوالدة السيد نصرالله في الغبيري الأسد: أنشأت رجلاً ‏سارَ في طريق المقاومة وأصبحَ قائداً فذّاً ورمزاً مُشرقاً لها

شيّعت قيادتا حزب الله وحركة أمل وجماهير المقاومة في لبنان والدة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله المرحومة نهديّة صفيّ الدين (أم حسن) قي روضة الشهيدين في الغبيري، بحضورٍ شعبيِّ حاشد ومهيب وشخصيّات سياسيّة واجتماعيّة ولفيفٍ من الشخصيّات الروحيّة.
وأمّ الصلاة على جثمان الفقيدة الراحلة رئيسُ المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين، ثم ووري في الثرى في روضة الشهيدين.
وتقبّلت قيادتل حزب الله وحركة أمس التعازي بالراحلة في «حسينيّة الإمام الصدر – روضة الشهيدين». كما بادرت شخصيّات سياسيّة وحزبيّة وفاعاليّات روحيّة واجتماعيّة لتقديم العزاء مؤكّدين أنّهم فقدوا «سيّدة كريمة أنجبت قائداً استثنائيّاً للمقاومة التي حرّرت الأرض ورفعت اسم لبنان عالياً، وشكّلت مدرسةً وقدوةً لكلّ الأمهات الصالحات، ونموذجاً للتربية على قيَم العزّة والكرامة الوطنيّة».
وفي هذا الإطار، أبرقَ الرئيس السوريّ بشّار الأسد إلى السيّد نصرالله معزياً بوفاة والدته. وجاءَ في نصّ البرقيّة «تلقينا بحزنٍ وأسى نبأ وفاة والدتكم المرحومة السيدة الفاضلة أم حسن رحمها اللّه ‏وأسكنها فسيح جنّاته مع الشهداء والصدّيقين والصالحين وحسُنَ أولئك رفيقاً».
أضاف «إنّ النساء تُعرف بمن أنجبن، ولقد أنجبت أمّهات المقاومين الأحرار رجالاً ثابتين ‏على المبادئ مناضلين من أجل الحقّ، والمرحومة أم حسن أنجبت وأنشأت رجلاً ‏سارَ في طريق المقاومة حتى أصبحَ قائداً فذّاً ورمزاً مُشرقاً لها منحها عبر شجاعته ‏وفكره المتّقد هيبةً ومنعةً، صادقاً يهابه ويُصدّقه الأعداء قبلَ الأصدقاء، عمل من أجل ‏إرساء أسُس الحقّ والعدالة ورفع الظلم عن المظلومين، فأسهمت الحاجّة أم حسن ‏بذلك مساهمةً غنيّةً وكبيرةً في حياة لبنان والمنطقة وفي إغناء أطهر المُثل الأخلاقيّة ‏الشريفة».
وختمَ «يبقى فقدُ الأمِّ أصعبَ من أيّ فقدٍ آخر، فتقبّلوا مني أصدق التعازي لكم ولعائلتكم ‏الموقّرة، سائلين المولى أن يتغمّدها بواسع رحمته وأن يكرمكم بموفور الصحة ‏والسعادة والسداد».‏
بدوره، توجّه الرئيس العماد إميل لحّود بالتعزية إلى السيّد نصرالله ووالده وإخوته «وهي عائلة لم تبخل يوماً بتقديم الشهداء والتضحيات، دفاعاً عن الأرض في مواجهة كلّ عدوّ غاصب وطامع، وهو نتاج تربية الأهل وخصوصاً الأمّ التي سيفتقدون حضورها بالجسَد».
وقال في بيان «فقدانُ الوالدة هو لحظة ألم في أعماق الإنسان، ولكنّ الأجدى بها هنا أن تكون أيضاً لحظة فخر لأنّ الراحلة ربّت شخصيّةً استثنائيّة، مثل السيّد نصرالله، بلغ القيادة عن جدارة، وكان المثل الذي يُحتذى به وتحوّل إلى رمزٍ عبر مواقفه الصلبة ومبادئه التي لا يحيدُ عنها وثباته في الدفاع عن الحقّ».
وختم لحّود «تعزيتنا إلى الأخ السيّد حسن نصرالله بوفاة والدته، أسكنها الله فسيح جنّاته مع شهداء المقاومة الأبطال، ومع حفيدها هادي».
وعزّى الأمين العام لـ»رابطة الشغيلة» زاهر الخطيب نصرالله بوالدته «التي أنجبت قائداً مقاوماً قادَ الأمّة من نصرٍ إلى نصرٍ وحقّقَ لها العزّة والكرامة ويتميّز بالشجاعة والجرأة والصلابة في مواجهة العدوّ الصهيونيّ، ويملكُ أيضاً من الوعي والرؤية الإستراتيجيّة والمقدرة والحنكة في إدارة الصراع مع عدوٍّ لا يفهمُ سوى لغة المقاومة، ما مكّنه من قيادة الأمّة من نصرٍ إلى نصرٍ، وأن يرفعَ رأسها عالياً محقّقاً لها المجد والعزّة والكرامة». ودعا للسيّد نصرالله «بطول العمر لمواصلة هذه المسيرة لتحقيق المزيد من الانتصارات».
وقدّم التعازي الرئيس ميشال عون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نوّاب ووزراء، لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة، المؤتمرُ العام للأحزاب العربيّة، عائلة الإمام السيّد موسى الصدر، إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني، نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الشيخ علي الخطيب، المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رئيس «المنتدى القوميّ العربيّ» معن بشّور، رئيس «ندوة العمل الوطنيّ» رفعت البدوي، سفير لبنان في بغداد علي أديب الحبحاب، «تجمّع علماء بيروت»، «تجمّع العلماء المسلمين»، لجنة عميد الأسرى في السجون «الإسرائيليّة» يحيى سكاف والعديد من الأحزاب والقوى اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة.
وتستمرُّ قيادتا حزب الله وحركة أمل بتقبّل التعازي اليوم الثلاثاء على أنّ تكون كلمة للسيّد نصرالله عند الساعة السادسة والنصف مساءً، وذلكَ في «مجمّع سيّد الشهداء» في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى