الأحزاب العربيّة: يوم المقاومة والتحرير وضع حدّاً لمسلسل الهزائم العسكريّة والسياسيّة
أشارَ الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة قاسم صالح في بيان إلى أنّ «أربعة وعشرون عاماً مرّت على الانتصار التاريخيّ الذي حقّقته المقاومة الإسلاميّة والوطنيّة اللبنانيّة في 25 أيّار عام 2000 يوم المقاومة والتحرير. ذلكَ اليوم المجيد في تاريخ الأمّة الراسخ في ذاكرة الأجيال التي عانَت من الاحتلال الصهيونيّ طيلة اثنين وعشرين عاماً، فتمكّنت المقاومة من دحرِ العدو وهزيمته وإرغامه على الانسحاب من معظم الجنوب فأسقطت مقولة الجيش الذي لا يُقهر، وأسَّست لانتصار تموز عام 2006 وللانتصارات المتكرِّرة التي حقّقتها المقاومة على أرض فلسطين».
أضاف «ويحلُّ علينا هذا العام ونحنُ نعيش إنجازات معركة طوفان الأقصى الإعجازيّة التي قلَبت الموازين العسكرية في منطقتنا والموازين السياسيّة في العالم وأظهرَت قدرات المقاومة وقوّتها وهزال العدو الغاصب وسقوط جيشه ومؤسَّساته الأمنيّة أمامَ ضربات المقاومة الباسلة التي تواجه بقوّة واقتدار وإرادة صلبة جيش العدوّ وتُلحق به الخسائر في جنوده وآليّاته وتمنعُه من تحقيق أهدافه التي أعلنَ عنها وتضعه في مأزق وأمامَ تحدٍّ وجوديّ. وعلى الرغمِ من الجرائم وحرب الإبادة الجماعيّة التي أودت بحياة أكثر من أربعين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وسقوط ما يُقارب الثمانين ألف جريح، فإنَّ الشعب الفلسطينيّ في غزّة يتحدّى باللحم الحيّ آلةَ الحرب الصهيونيّة ويستمرّ في صموده الأسطوريّ وتمسّكه بأرضه وقوى المقاومة تسطرُ ملاحم بطوليّة وتسقط أهداف العدوّ ومخطّطاته العدوانيّة وتوقع في صفوفه الأف القتلى والجرحى وتدمِّر مئات الآليّات وتؤلّب الرأي العام العالميّ فتتصاعد التحرّكات الشعبيّة والطلابيّة في الدول والجامعات الغربيّة ضدَّ هذا الكيان المجرم. كما تدفعُ بعضَ الدولِ الأوروبيّة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة».
وأكّدَ «أنَّ هذا الواقع يُنبئ بأنَّنا أمامَ تحريرٍ قريبٍ واستعادة حقوقنا القوميّة بسواعد المجاهدين الذين اختاروا نهجَ المقاومة سبيلاً لتحرير أرضهم ومقدّساتهم. ويأتي انخراطُ قوى محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسورية بدعم وإسناد من الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، ليؤكّد التكامل والتنسيق والدعم والإسناد لفصائل المقاومة في فلسطين وتضافُر جهود هذا المحور المقدَّس، لمواجهة العدوّ وإسقاط جميع مخطّطاته وأهدافه وإلحاق الهزيمة به».
وتابعَ «إنَّ يومَ المقاومة والتحرير الذي كان مقدّمةً لكلّ هذه الانتصارات والإنجازات هو يومٌ مجيد إنّه يوم فاصل في تاريخ الصراع العربيّ الصهيونيّ. إنّه اليوم الذي وضع حدّاً فاصلاً لمسلسل الهزائم العسكريّة والسياسيّة التي عاشتها الأمّة وهو الذي عرّى أنظمة الخزي والعار اللاهثة طوعاً لإرضاء الولايات المتحدة الأميركيّة ولتسييد العدوّ على أمّتنا. لقد أثبتَت المقاومة ومجاهدوها صوابيّة رؤيتهم وقوّة إرادتهم فصنعوا لنا التحرير ليغدو يوم المقاومة والتحرير يوماً يحييه كلُّ المقاومين وأحرار العالم. ونستحضرُ هذا النصر فعلاً لا قولاً في كلّ يومٍ وساعة ولحظة».
وأشار إلى أنّه «في يوم المقاومة والتحرير تتوجّه الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة بخالص التهنئة والتحية والتقدير إلى صنّاع هذا اليوم المجيد في تاريخ الأمّة، إلى سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وإلى كلّ المقاومين الأبطال في المقاومة الوطنيّة والإسلاميّة وإلى الجيش اللبنانيّ المؤمن بالمقاومة كخيار والذين بذلوا لتحقيق النصر المؤزَّر الدماءَ الزكيّة. والتحيّة أيضاً إلى شركاء النصر في سورية بقيادة الرئيس بشّار الأسد وإلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة قيادةً وشعباً كما نحيي المقاومين في العراق واليمن العزيز وكلّ الشعوب والقوى والأحزاب والهيئات المؤمنة بالمقاومة ونجاعتها لتحرير الأرض والمقدّسات ورفع راية العزّة والكرامة فوقَ ربوعِ الأمّة».