قرار محكمة العدل خطوة متقدمة لكن المعركة طويلة
} يوسف هزيمة
القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الذي يأمر «إسرائيل» وقف هجومها على رفح، ومِن قبله دعوى محكمة الجنايات على نتنياهو وغالانت بِتَهم جرائم حرب وَجَرائم ضدّ الإنسانية… ما صدر عن هاتين المؤسستين الأمميتين يُعتبر بمثابة خطوات متقدمة لم نرها سابقاً ولم نعتد على مثل هكذا قرارات من هيئات يُفترض أنها ممسوكة ومحكومة من الولايات المتحدة، وهي كذلك.
قد يقول قائل إنّ ما صدر عن محكمة الجنايات يساوي بين المجرم وهو «إسرائيل» والضحية وهي المقاومة، وأن ما صدر عن محكمة العدل غير كاف، وخاصة انه لا يطلب وقفاً لإطلاق النار في غزة. ولكن من يعرف كيف تعمل تلك المؤسسات، ومعها مؤسسات الأمم المتحدة كافة التي لم تستطع قَط عبر مسؤوليها مخالفة الأميركي بل الاسرائيلي، الذي يعرف ذلك يرى بوضوح أننا أمام مشهد جديد هو نتاح طوفان الأقصى، مشهد تحوّل عالمي تبدو بعض فصوله وتفاصيله واضحة في جملة تغيّرات في المواقف الغرببة على الصعيدَين الشعبي والحكومي وليس أدَلّ على ذلك من المظاهرات الجامعية ومواقف بعض الحكومات، إيرلندا وبلجيكا واسبانيا (التي طالبت وزيرة العمل فيها بعودة فلسطين كلها من البحر الى النهر).
ولكن رغم كلّ ما تقدّم تبقى الولايات المتحدة الدولة العميقة تمدّ الحبل لقاعدتها في هذا الشرق وتمدّ معه تلك القاعدة العسكرية «إسرائيل» بكلّ أشكال الدعم.. وهذا ما يجعلنا نتوقع معركة طويلة الأمد لن تكون نهاياتها التي ارتسمت معالمها منذ الأسابيع الأولى لطوفان الاقصى، لن تكون إلا نصراً مؤكداً وحاسماً للغزيين والفلسطينيين ولأهل المقاومة.