دبوس
ربيع عربي حقيقي وليس أميركياً…؟
الاهتراء الإداري والفساد والارتهان المطلق للخارج وتحوّل التطبيع إلى تتبيع والتراجع على كافة الأصعدة، كلّ ذلك قد يكون حتى أكثر إيذاءً وإلحاحاً لجماهير وشعوب المنطقة مما تستدعيه المذبحة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني «الشقيق»، وبالذات في دول الطوق، الملاصقة للكيان اللقيط، حيث بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر.
المعاناة لا تقتصر على الألم المضني الذي يعتصر قلوب الناس شرق الكيان وغربه وجنوبه، المعاناة تنسحب من الشعور الجارف لهذه الشعوب بأنّ أمنها القومي يُنتهك كلّ دقيقة، وأنّ تلك المساعدات الأميركية المتضائلة، ولنقل الرشوة السنوية، يدفع مقابلها تنازل عن إرادة الشعوب والانصياع التامّ لأجندة ليست صديقة، ويجري التطنيش المزري من قبل هذا الغرب المنافق طالما انّ هذه الأنظمة المرتشية تنصاع بلا تحفظات لإرادة الراشي، والأدهى والأمرّ أنّ الأداء التنفيذي لهذه الأنظمة لا يقتصر على الرضوخ المطلق للخارج، ولكن يعتريه كلّ ما يستدعي الانتفاض للإطاحة به، من فساد وتفريط بالأمن القومي، وتراجع على كلّ الأصعدة والمجالات من دون استثناء!
وليس مستبعداً أن تكون إحدى إفرازات طوفان الأقصى ربيعاً عربياً حقيقياً، فالانكشاف الذي أوْدى بما تبقى من أية مصداقية لبعض الأنظمة العربية اللصيقة بالاحتلال أظهر عوْرتها التي نجحت في توريَتها لعقود طويلة…
هنالك ما يكفي من الحيثيات الموضوعية التي أوجدت عقب طوفان الأقصى، وضعت هذه الشعوب أمام الحقيقة العارية، والتي تفضي من دون التباس بتورّط أنظمة في المشروع الصهيوني، ومنذ آجال طويلة، فتكرّست حقيقة ترسخت في أذهان حتى السذّج من الناس بأنّ هذه الانظمة ليست غارقةً في الفساد وسوء الإدارة، ومسؤولة عن الأزمات الاقتصادية والانهيارات البنيوية وتفشي البطالة والديون الفلكية فحسب، ولكنها أيضاً تتماهى بصورة كلية الى حدّ القتال كتفاً بكتف مع عدو الأمة الأزلي!
كلّ ذلك آخذ في التفاعل النشط في منطقة اللاوعي الجمعي، وما علينا سوى ان ننتظر قريباً الانفجار الكبير.
سميح التايه