ثقافة وفنون

ندوة تربوية عن تأثير الأزمات المتعدّدة على الفاقد التعليمي لدى متعلّمي الثانوي الأول في المدارس الرسمية اللبنانية

أقام «مركز الدراسات اللبنانية « (CLS)، ندوة تربوية عن تأثير الأزمات المتعددة على الفاقد التعليمي لدى متعلمي الثانوي الأول في المدارس الرسمية اللبنانية، في مقره وفي حضور تربويين وباحثين وأهالي المتعلمين، والنائب في لجنة التربية النيابية الدكتور بلال الحشيمي والنائب إبراهيم منيمنة.
وعرض الباحثون في الدراسة رئيسة مركز الدراسات اللبنانية الدكتورة مهى شعيب، والدكتورة نسرين شاهين، ومحمد حمود الآثار الواسعة والتداعيات المستقبلية لهذه المشكلة، وكيف يمكن التصدي لها.
طبقت الدراسة في خمس محافظات لبنانية، وأظهرت نتائج مخيفة، إذ جاءت نسبة النجاح في مادة الرياضيات 3 % وفي مادة اللغة العربية 8 % وفي مادة اللغة الانكليزية 13 % واظهرت ان التلاميذ يعانون من ضعف كبير في المواد الثلاث، وهذا الضعف يشمل جميع المحافظات اللبنانية بغض النظر عن الجنسية او الجنس.
والسبب تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي مر بها لبنان، عدم اكتساب الكفايات الأساسية في هذه المواد مما أدّى إلى ضعف في فهم المحتوى وحل الاسئلة، ومدى فعالية الأساليب التدريسية. وجاءت أهمية الدراسة ليس في الكشف عن الفاقد التعليمي، وحسب بل في عرض علمي دقيق حول الخلل في الكتب المعتمدة في المدارس الرسمية وكذلك في التقليص العشوائي للمناهج على مر عدة سنوات سابقة مما ينذر بفقدان التعليم وتخريج تلاميذ لا تقرأ ولا تكتب.
وقد عرض الحضور الأكاديمي كما الأهالي أمثلة تواجههم تتطابق مع نتائج الدراسة. أكد النائب الحشيمي على ضرورة تبني هذه الدراسة والتوسع بها من قبل وزارة التربية ولجنة التربية النيابية، كما أكد النائب ابراهيم منيمنة ان نتائج هذه الدراسة وما أظهرته من أرقام وخلل في المنهاج المقدم للتلاميذ أكثر من خطير على حاضر ومستقبل تلاميذ لبنان وعلى وزارة التربية تحمل مسؤولياتها.
وطرحت الدراسة «ضرورة وضع برنامج وطني متكامل لمعالجة الفاقد التعليمي قبل بدء العام الدراسي المقبل. وأكد الجميع ضرورة تحمل كل الأطراف المعنية (وزارة تربية، لجنة التربية النيابية، المركز التربوي للبحوث والإنماء،…) المسؤولية والاستماع الى ناقوس الخطر هذا، والتوسع بهذه الدراسة لتشمل عينة أكبر من تلاميذ المدارس الرسمية والخاصة.
وخلصت إلى أن الفاقد التعليمي لا يهدّد مسارات التعليم للطلاب فحسب، بل يهدد قدرة لبنان على تجاوز الأزمة وفرص التعافي الاقتصادي والاجتماعي. رهاننا على هذا الجيل الذي نعول عليه لمستقبل أفضل يستدعي تحرك المعنيين لضمان ألا يتحول هذا التحدي إلى عقبة تحد من إمكانات الطلاب وتعيق مسيرتهم نحو مستقبل واعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى