أخيرة

دردشة صباحية

الحيّة ذاتُ الرأسين

‬ يكتبها الياس عشي

قرأت:
جاء في كتاب الحيوان للجاحظ أنّه قد ظهرت حيّة لها رأسان، فسألت أعرابياً عن ذلك، فزعم أنّ ذلك حقٌّ، فقلت له: فمن أيّ الجهتين تسعى؟ ومن أيّهما تأكل وتعضّ؟ فقال: فأمّا السعيُ فلا تسعى، ولكنها تسعى إلى حاجتها بالتقلّب كما يتقلّب الصبيان على الرمل، وأمّا الأكل فإنها تتعشى بفم، وتتغدّى بفم، وأمّا العضُّ فإنها تعضّ برأسيها معاً، فإذا به أكذبُ البريّة.
كتبت:
قد يكون الأعرابيّ كاذباً يا أبا عثمان، ولكنك اليوم، بعودتك إلى القياس، تكتشف بأنّ هذه الحيّة موجودة بالفعل، ولها رأسان: رأس صهيوني، وآخر أميركي، نهشا معاً، بالتكافل والتضامن، أطفال غزّةَ ونساءها وشيوخها، ورقصا سويّة فوق أشلائهم، وعلى ركام بيوتهم.
وأسوأ ما في الأمر أنّ العالم «المتحضّر» يكتفي بالبكاء والرثاء، ولا من يجرؤ على قطع رأسي الحيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى