الوطن

«المؤتمرُ القومي العربي» افتتحَ أعمالَه في بيروت: «طوفان الأقصى» أكّدَ حقيقة أنّ الأمّة قادرة على النصر

افتتحَ «المؤتمرُ القوميّ العربيّ» دورة أعماله الـ33 تحت اسم «طوفان الأقصى»، في فندق «كراون بلازا» – الحمرا، بحضور 250 شخصيّة عربيّة من الأقطار العربيّة والمَهاجِر.
بدايةً، أوضحَ الأمين العام السابق «للمؤتمر القوميّ العربيّ» معن بشّور «أنّ استمرارَ هذا المؤتمر من دون انقطاع منذ العام 1990 يعودُ إلى استقلاليّته في المواقف، الروح الجامعة في التيّارات، النهضويّة في الرؤى، مدركاً أنَّ الطريقَ إلى خلاصِ الأمّة يمرُّ عبرَ المقاومة بكّل اشكالها، وفي مقدّمها المقاومة المسلَّحة والمراجعة التي لا بدَّ منها لكيّ نطوّرَ الإيجابيّات ونتجنّبَ السلبيّات والمصالحة القادرة على تنقية العلاقات في الأقطار وداخلها».
بدوره، قالَ الأمينُ العام للمؤتمر حمدين صباحي «نجتمعُ اليومَ في ملحمة «طوفان الأقصى» ونحنُ في خضَّمِ المعركة الأهمّ في تاريخ صراع أمّتنا ضدَّ العدوِّ الصهيونيّ، ثمانية أشهر تأكّدَت فيها حقائقُ ولا زالت مفتوحة على مآلات، وأهمُّ الحقائق التي تأكّدت أنَّ هذه الأمّة قادرة على النصر».
ووجّهَ التحيّةَ «إلى صانعي النصر وابطاله، شعبنا الفلسطينيّ الباسل في غزّة والضفّة وعموم فلسطين، وإلى كلّ الفصائل المقاومة الفلسطينيّة وفصائل محور المقاومة، إلى حزب الله والمقاومين في اليمن والعراق وسورية وفي كلّ مكان، وإلى السندِ الأصيلِ مبدئيّاً ودائماً لقوى المقاومة، شعب وقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران».
من جهّته، قالَ رئيسُ المكتب السياسيّ لحركة «حماس» إسماعيل هنيّة «لقد عوّدتنا بيروت على احتضان هذه المؤتمرات تمشياً مع تاريخها وحاضرها المشرّف في احتضان القضيّة الفلسطينيّة والمخيَّمات، والمقاومة التي انتصرت وحمت أرضَ لبنان وتقفُ اليومَ مساندةً لغزّة ولشعبِنا، التي ينخرطُ فيها مجاميعُ من المقاومةِ اللبنانيّة والفلسطينيّة في مقدّمهم الإخوة في حزب الله – المقاومة الإسلاميّة ومرتبطين بجبهات ومحور المقاومة المتفاعل بقوّة وبثبات في معركة طوفان الأقصى بالعبور المجيد في السابع من أكتوبر وإنّ «طوفان الأقصى» رفعَ القضيّة الفلسطينيّة إلى مستوى غير مسبوق وفتحَ البابَ للاعتراف بالدولة الفلسطينيّة».
وأوضحَ أنَّ «المقاومةَ أبلغت الوسطاء من جديد أنَّ مطالبها لا تنازل عنها»، معتبراً «أنَّ استثمار هذه المعركة يتطلّبُ موقفاً عربيّاً وتحرُّكاً جماهيريّاً لاستنهاضِ حركةٍ مناهضةٍ للتطبيع». وشدّدَ على «الوحدة الوطنيّة في إطار منظّمة التحرير تضمُّ كلَّ الفصائل الفلسطينيّة وإجراء انتخابات وإقامة حكومة وطنيّة».
من جهته، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «نجتمعُ اليومَ من أجلِ غزّة، من أجل فلسطين، من أجلِ الدماء الطاهرة التي سقطَت على أرضِ فلسطين الحبيبة وعلى طريق القدس والتحرير والعزّة والكرامة».
أضاف «إنَّ الانطلاق من ملحمة طوفان الأقصى من نتائج إستراتيجيّة تحقَّقت، ونحنُ في الموقع المتقدّم وفي حالة إنجاز مجموعة من الأهداف الإستراتيجيّة التي تحققت لن ننتظر نهاية الطوفان على إسرائيل إنما هي نتائج تحقّقت الآن قبل وقف اطلاق النار وهي أربعة:أصبحت قضيّةُ فلسطين قضيّةً عالميّة وحضرَت في كلّ الميادين، سقطَ وهمُ الكيان الإسرائيليّ القابل للحياة فنحنُ أمامَ كيانٍ آيلٍ إلى السقوط، برزَ تجذّرُ المقاومة عند الشعب الفلسطينيّ وفي أمّتنا إلى درجة أنَّ الأجنّة مقاومة قبل أن تخرج إلى الحياة فكيف إذا خرجَت وواجهت هذا العدوّ الإسرائيليّ، ترسيخُ دعائم تحرير فلسطين، فلسطين لا تستعاد بالمفاوضات ولا بالسياسة ولا من خلال الدول الكبرى ولن يكونَ هذا جزءاً من تحرير فلسطين، تحريرُ فلسطين بالمقاومة والبندقيّة والدماء والجهاد من شعب فلسطين وتكامل أمّتنا».
ورأى نائبُ الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلاميّ» محمد الهندي أنّه «رغم أنَّ الشرعيّة الدوليّة التي هزَّها الكيان الصهيونيّ على وقع صاعقة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر قد تبدّلَت وتحوّلَ هذا الكيان إلى كيان ملاحق بجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعيّة في المحاكم الدوليّة وعند كلّ أحرار العالم، ورغم الإجماع الداخليّ الصهيونيّ الذي كان يغطّي السياسات الإجراميّة في غزّة قد تبدّلَ أيضاً وتحوّلَ إلى صراعٍ داخليّ وانقسامٍ حادٍّ حول الأولويّات وجدوى الاستمرار في هذا العدوان، ورغم الخسائر الكبيرة والانهيار في صفوف العدوّ ومواطنيه، رغم كلّ ذلك فإنَّ إسرائيل مستمرّة في هذه الجرائم التي أصبحت تهدّد ليس فقط الكيان من الداخل بل القيَم التي تغنّى بها الغربُ على مدار الوقت».
وأكّد «أنّها معركة مصير وهذه الجولة من الصراع ستحدّد ليس فقط مصير القضيّة الفلسطينيّة بل مصير إسرائيل والمنطقة، وفي معارك المصير ليس لنا إلاّ الصمود والثبات والمقاومة والوحدة والتماسك الداخليّ».
واعتبرَ نائبُ الأمين العام «للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين» جميل مزهر، أنّ «يومَ السابعِ من أكتوبر مرحلةٌ جديدة أعادت الاعتبار للقضيّة الفلسطينيّة كقضيّة تحرُّر عربيّة وعالميّة، وخلقت تحوّلات مهمّة على الساحة الدوليّة انتصرت خلالها السرديّة الفلسطينيّة أمامَ الرواية الصهيونيّة التي سقطَت».
وكانت كلمة لممثل لقائد «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، عمّار حمزة قال فيها «إنَّ إسرائيل في السابع من أكتوبر وما بعد، ظهرَت على حقيقتها بأنّها كيانٌ كلّه ضعف وهشاشة وأنّه يغطّي ذلك بالإجرام والتوحُّش. وأنّ استمرارَه يمثّل وصمةَ عارٍ على هذه الأمّة التي لو نهضَت بمسؤوليّتها لاختفت إسرائيل من الوجود سريعاً».
بدوره، أشار امين عام «كتائب سيّد الشهداء» أبو آلاء الولائيّ باسم «المقاومة العراقيّة»، إلى أنَّ «معركة طوفان الأقصى كشفَت عن حقائقَ أذهلت العدوّ وأصابته بالحيرة، وإحدى تلك الحقائق مفهوم وحدة الساحات»، لافتاً إلى أنَّ «العمليّات البطوليّة لجبهة الإسناد في العراق واليمن ولبنان أصبحت كابوساً يضجُّ مضاجعَ الأعداء».
أمّا رئيسُ «المؤتمر العربيّ العام» المحامي خالد السفياني فسأل «إلى متى سيبقى العديد من القيادات الغربيّة التي تزوّد الكيان الصهيونيّ بأعتى الأسلحة لقتل أطفال ونساء فلسطين من دون ملاحَقة أو محاكَمة بالإضافةِ طبعاً إلى الصهاينة؟».
وأشار رئيسُ شبكة «الميادين» غسّان بن جدو إلى أنَّ «الإعلامَ المقاومَ أصبحَ جزءاً من تحالفٍ عالميّ كبير»، لافتاً إلى «انحياز الإعلام الجديد في أوروبا وأميركا، ناهيكَ عن عالمِ الجنوبِ مع إعلامنا».
وقالَ الرئيسُ السابقُ لجمعيّة «وعد» في البحرين إبراهيم شريف «نجتمعُ اليومَ أمام انعطافة تاريخيّة كبرى، عربيّة وعالميّة، تجاوزت غزّة وفلسطين».
ويُتابع المؤتمرُ أعمالَه اليوم السبت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى