أولى

غزة: تخطيط ومهارات المقاومة أحد أسرار تفوقها

– غالباً يجري التركيز على تفوق المقاومة بالروح المعنوية لمقاتليها واستعدادهم للتضحية والاستشهاد كتفسير لتفوقها الميداني، فيما تقدم مشهديات القتال في غزة صوراً يومية للبطولة الفردية والشجاعة التي يتحرك من خلالها المقاومون، خصوصاً في التقرب من مسافة صفر بعبواتهم من دبابات الاحتلال التي يختبئ الجنود بداخلها حتى تنفجر بهم العبوات.
– قدّمت لنا هذه الحرب الممتدة لثمانية شهور افتتحها طوفان الأقصى عاملين مهمين في تفوق المقاومة الميداني، يستحقان الإضاءة: الأول هو التخطيط، ويكفي مثال الطوفان نفسه كعلامة على تفوق المقاومة على جيش الاحتلال في مجال التخطيط وما يتضمنه من رسم خريطة عمليات وتحديد احتياجاتها وتكوين ملفها الاستخباري وملفها اللوجستي والقدرة على تنفيذها بدقة وإتقان. وتكفي المقارنة بين ما جرى يوم الطوفان حيث كان التخطيط بأبهى تجلياته، وما يفعله جيش الاحتلال منذ ثمانية شهور في حرب تبدو بلا خطة لنشهد للمقاومة على تفوقها التخطيطي.
– العامل الثاني هو المهارات الفردية للمقاتلين، وما تعكسه من عناية استثنائية بعمليات التدريب والمناورات. فنحن نشهد عبر أشرطة الفيديو المسجلة معادلة جديدة للرمي عبر قاذفات مضادة للدروع محمولة على الكتف، هي نسبة 100% من الإصابات، حيث لم يصدف أن أعلن جيش الاحتلال نجاحه باستهداف أحد رماة القواذف، بينما ما تعرضه المقاومة فيقدم صورة النجاح المطلق، والمعدل الوسطي لهذه النسبة في الجيوش خلال التدريب لا تتعدّى 70% وفي حالة الحرب العقلية لا تتجاوز الـ 50%، ومثلها نرى استهدافات رماة القنص ورمايات مدافع الهاون، بينما شهدنا في حالة جيش الاحتلال كيف قتل الجنود الأسرى الذين جاؤوا لتحريرهم، وكيف قتلوا بعضهم بعضاً بقذيفة دبابة على شاحنة محملة بالعناصر والمتفجرات.
– اذا اضفنا الى هذا كله عامل التفوق الأخلاقي، كما يظهره التعامل المتفاوت مع الأسرى، وتفوق الإعلام الحربي للمقاومة بالدقة والمصداقية والمتابعة الحثيثة للمعارك، نفهم سر النصر، وأنه ليس فقط بالقدرة على بذل الدماء.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى