أولى

اليد العليا للمقاومة… والكيان في أسوأ مراحله

‭}‬ أحمد بهجة

ليس هناك أفضل من استعادة كلام سماحة السيد حسن نصرالله إذا أردنا الاستدلال على أيّ حقيقة ميدانية أو معطى سياسي أو غيره… وحين نقول إنّ الكيان الصهيوني ذاهب إلى الأسوأ تكون هي الحقيقة بعينها لأنّ السيد قالها… وعزّز قوله وأكده بالعديد من المؤشرات والدلالات على أكثر من صعيد، سواء ميدانياً على المستوى العسكري، أو اقتصادياً وسياسياً على المستوى الداخلي، أو بالنسبة لوضع الكيان المتردّي إلى أسفل الدرجات أمام الرأي العام العالمي.
لم يشهد الكيان منذ 76 عاماً ما يشهده هذه الأيام من انكسارات وهزائم وتراجعات، وذلك باعتراف مسؤولين صهاينة، ليس فقط من المسؤولين الحاليين المناوئين لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بل أيضاً من مسؤولين وصحافيين قدامى رافقوا وعاصروا جيل مؤسسي الكيان أو الجيل الذي تلاه…
من هؤلاء على سبيل المثال شمعون شابس، وهو المدير التنفيذيّ السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين ومساعده حين كان وزيراً للحرب، والذي اعتبر «أنّ إسرائيل خسرت بالفعل منطقة الجليل المحاذية للبنان خلال حربها مع حزب الله».
وهذه حقيقة تؤكدها يومياً المواجهات المتصاعدة كمّاً ونوعاً على جبهة الجنوب، حيث يسجل عمالقة المقاومة إنجازات كبيرة جداً لا تقتصر فقط على نوعية الأسلحة المستخدمة بل تصل إيضاً إلى المستوى المتقدّم بل المتفوّق من التقنيات ووسائل الاستعلام، بحيث لا يكاد جيش العدو أن يُهيّئ موقعاً جديداً لجنوده في هذه النقطة الحدودية أو تلك حتى يكون رجال المقاومة لهم ولآلياتهم المتطورة بالمرصاد فيدكّ المواقع المستحدثة ويهدمها على مَن وما فيها…
وفي غزة الصامدة الصابرة يعاني جيش العدو ما يعانيه من خسائر وهزائم لا تُعدّ ولا تُحصى، وقد تأكد للعالم أجمع أنّ كلّ ما ارتكبه العدو من جرائم وفظاعات بحقّ أهل غزة منذ ثمانية أشهر إلى اليوم، فإنه لم يزدهم إلا إصراراً على الصمود والانتصار، وعلى مطالبة المقاومة بالاستمرار في القتال حتى يرتدّ العدو عن عدوانه ويُسلِّم بأنه ليس قادراً على تحقيق أيّ إنجاز عسكري مهما كان، وما عليه إلا الاعتراف والخضوع أمام هذا المارد الذي يخرج له من الأنفاق ويقاتله ويُنزل به أشدّ الضربات التي لا يقوى على صدّها رغم الفوارق الكبيرة في التجهيزات والعتاد… وقد شاهد العالم كله ذلك المقاتل الفلسطيني البطل الذي كان يرتدي «الشحاطة» في قدمه بينما هو يواجه مع مجموعته القتالية جنود العدو ويصدّهم ويقتلهم ويجرحهم ويأخذ منهم المزيد من الأسرى ليضمّهم إلى أسرى 7 أكتوبر.
تكفي هذه الصورة لكي نتحدث بثقة كاملة عن «اليوم التالي» الذي ستكون اليد العليا فيه لمقاومتنا الباسلة في لبنان وفلسطين، ولمحور المقاومة كله على امتداد ساحاته إلى سورية والعراق واليمن وصولاً إلى إيران التي أعطت العالم دروساً في الصبر الاستراتيجي ثم في الردّ الاستراتيجي، واليوم تعطيهم الدروس في كيفية تكوين الأنظمة السياسية وإداراتها وسلطاتها، خاصة في مثل هذه الملمّات الكبيرة المتمثلة باستشهاد رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهم من ذوي المستويات القيادية على اختلافها…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى