مقالات وآراء

مسار تصاعد المواجهة على الحدود والتحديات الكبرى التي فرضها حزب الله…

‭}‬ رنا العفيف

حزب الله في تحدّ واضح وجديد بإدخال أسلحة جديدة ومُسيّرات، بعضها أعلن عنه حزب الله والبعض الآخر تتحدث عنه مراكز أبحاث الأمن القومي «الإسرائيلي» التي نشرت تقارير حول هذا الموضوع، كيف تقرأ معطيات المواجهة على الحدود في ظلّ مسار التصاعد؟
اعتبر خبراء «إسرائيليون» أنّ تكثيف حزب الله استخدام سلاح الطائرات من دون طيار في المواجهة على الجبهة الشمالية عند الحدود مع لبنان، يشكل سلاحاً نوعياً يصطاد الجنود «الإسرائيليين»، وبحسب خبراء فقد ألحق ذلك أضراراً كبيرة وجسيمة في المنازل والبنى التحتية في المستوطنات الشمالية، ولا سيما مع استخدامه مُسيّرات هجومية قادرة على حمل الصواريخ، الأمر الذي اعتبرته المؤسسات الأمنية والعسكرية ومنظومات الدفاع الإسرائيلية تحدياً على كلّ المستويات، إذ يصعب على الجيش «الإسرائيلي» مواجهة هذا التهديد مع التعليق في حجم الدمار والمستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان،
في موازاة ذلك أشار خبراء إلى أنّ حزب الله منذ بدء الحرب نجح في مفاجأة «إسرائيل»، وحذروا من إمكانية كشفه واستخدامه للأسلحة الجديدة والمتقدّمة وتلك التي لم يستخدمها من قبل بما فيها الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، وصواريخ أرض جو قد يطلقها في اتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي…
في العلم العسكري نحن أمام مرحلة جديدة، وقد نجح حزب الله في كسر قواعد الحرب من خلال دخول المُسيّرات إلى ميدان القتال، وأحدث تغييراً كبيراً في المفاهيم التي كان يتباهى بها العدو «الإسرائيلي»، سواء على صعيد التفوق التكنولوجي أو على سيادة الجو، ونظراً للإحداثيات العسكرية لحزب الله في سلاح الدمج يمكن القول وفق العلم العسكري إنّ المقاومة نجحت في استخدام المُسيّرات بطريقة ذكية، وطبعاً لأكثر من سبب…
فعندما نرى مُسيّرات حزب الله تدخل إلى أجواء فلسطين المحتلة، وتنقضّ بشكل أساسي على الأهداف المحددة لها، وهذا لم يكن موجوداً في السابق، بما يعني أنّ الأمر لم يكن في حسبان الإسرائيلي الذي يعاني صعوبة كبيرة في التعامل مع مضادات الجو والقبب الحديدية ومنظومة دفاعها، وبالتالي هناك عجز في التصدّي للمُسيّرات،
وما لم يكن في حسبان «الإسرائيلي» هو أنّ المقاومة تمتلك عدة أنواع من المُسيّرات التي تعمل بأكثر من طريقة، على سبيل المثال هناك مُسيّرات تطلق حاملة للكاميرات وتراقب وترصد من خلال هذه الكاميرات التي ترسل إلى غرفة القيادة والتحكم المرفقة بصور وفيديوات على صلة مباشرة مع الشخص الذي يدير هذه الطائرة وتوجيهها إلى الهدف، كما هناك طريقة أخرى تطلق الطائرة المُسيّرة بواسطة مسار محدّد وهي تكون مباشرة بالأقمار الصناعية وتذهب أيضاً إلى الهدف، وهناك طريقة خطيرة مثلاً من خلال تقنياتها البرمجية التي يمكن أن تبرمج هذة الطائرة وفق المسار المحدّد وتذهب دون اتصال بالأقمار الصناعية، تنطلق إلى الهدف المحدّد وتضرب وتنفذ عملياتها بطريقة مركبة، كما يمكن لها أن تقوم بالتشويش، وهذا ما قام به حزب الله فعلياً في الميدان، وبالتالي نجح الحزب وكسر قواعد الكيان الإسرائيلي استراتيجياً وقام بتهميش وكشف منظومة الدفاع الجوي بالتصدّي لهذا السلاح، وعطل منصة القبب الحديدية بشكل كامل نتيجة الهجمات المركبة باستهداف القبة الحديدية بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ المشاغلة للقبة التي تحوي على عشرين صاروخ بتكلفة عالية جداً، ومن ثم تسلل المُسيّرات على مسافة منخفضة بعد التقاط الهدف، الأمر الذي أربك الخبراء والقادة العسكريين الإسرائيليين في اختراق حزب الله نفوذ أسوار المراكز العسكرية الإسرائيلية بطريقة محكمة.
فيما الإسرائيليون يتحدثون عن أسلوب قتال حزب الله الذي دمج بين استخدام السلاح والمُسيّرات والصواريخ المضادة للدروع معاً في هذه المعركة او المواجهة في جبهة لبنان، وتكثر الأحاديث في الأوساط الإسرائيلية عن هذه الهجمات المركبة والمتطورة التي كانت تعتقد انّ ما من أحد يستطيع اختراق مراكزها، إلا أنّ المقاومة في لبنان استطاعت تجاوزها وتعطيل تقنيات كلّ شبكات منظومة الدفاع الجوي من خلال هذه الهجمات المركبة بطريقة فنية استثنائية يُحتذى بها وتدرّس أكاديمياً في فن التقنيات العسكرية اللوجستية ومن مسافة قريبة لم تكن في حسبان «الإسرائيلي» الذي لم يستطع حماية مراكزه من صواريخ حزب الله، وقد نكون أمام معادلات جديدة خطها الحزب بدخول سلاحه الفتاك المتطوّر عسكرياً والذي من المحتمل ان يكون موجهاً نحو المطارات أو المراكز الحيوية ويضرب أهدافاً أبعد من المواجهة عند الحدود طالما أنّ معادلة الغموض البنّاء واستراتيجية المفاجآت قيد التنفيذ والاستمرارية في دك معاقل ومراكز وشبكات اتصال تجسّسية «إسرائيلية» والآتي سيكون أشدّ في مرحلة التحدي العسكري والاستخباري…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى