الوطن

وزراء ونوّاب وأحزاب نوّهوا بمواقف الرشيد الوطنيّة كرامي: لا أُفق لتجاوز الأزمات بغير الحوار ورافضوه يسوّقون مبرِّرات تُبطن رهانات خطيرة

وجّهَ رئيسُ “تيّار الكرامة” النائب فيصل كرامي كلمةً لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، من مكتبه في طرابلس، أكّد فيها أنَّ “في ذكرى استشهاد رشيد كرامي هذا العام، الفرحُ يغلُبُ الحُزنَ، والعزّةُ تغلُبُ الهوانة، والأملُ يغلُبُ الخيبات وفلسطينُ تحمِلُ دمَها على الأكُفِّ وتقولُ للعالمِ أجمَع نحنُ الشعبُ الذي لا ينكسر، ونحنُ الوطنُ الراجِعُ إلى أهلِه، ونحنُ المُقدّساتِ التي نفديها بالأرواحِ والأرزاق، ونحنُ شعبَ الجبّارين”.
وقال “نعَم، التضحِياتُ أكبرُ مِن أن يتصوَرَها عقلٌ بشريّ. نعّم، لقد أثبتنا أنَّ الأرضَ والحُريّةَ والكرامةَ والحقّ كُلُّها تُشترى بالدِماء، ونحنُ المُشترون بكلِّ رِضى وإيمانٍ واقتناع، ولن تضيعَ الدِماء، لا دِماءُ الفلسطينيين ولا دماء اللبنانيين ولا دِماءُ الرشيد”.
أضاف “قد يقولُ البعض أنَّ لبنان المُنهار أصلاً كدولةٍ ومؤسَّسات مُهدّدٌ بشكلٍ فعليٍّ بسببِ حرب غزّة، أي بسبب الجبهة المفتوحة في الجنوب إسناداً ودعماً وتضامُناً مع الشعب الفلسطيني. وأنا أقولُ لهم إنَّ لبنان يؤدّي أبسَطَ واجباتهِ تجاهَ أعداءِ الأُمّة، وبأنَّ التهديدَ قائمٌ فعلاً ولكنّهُ تهديدٌ لدولةِ الاحتلال وليس للبنان، والكلمة الفصل للأيّامِ المُقبلة في حال قرّرَ الجنونُ الصهيونيّ أن يخوضَ حرباً شامِلة مع لبنان، وهناك ستجدوننا صفّاً واحداً في مواجهةِ أيّ اعتداء أو أيّ عدوان إسرائيليّ على لبنان”.
ولفتَ إلى أنَّ “رشيد كرامي استمرَّ حتّى اللحظة الأخيرة من حياتِه يدعو إلى الحوار ويُحاول إقناع كلّ الأطراف بأنَّ لبنان لا يُصان يغيرِ الحوار، وبأنّنا مهما اختلفنا ومهما تقاتلنا وتذابحنا، فإنَّ لا خلاصَ لنا بغيرِ الحوار ولو دامَ هذا الحوار مئةَ عام”.
وقال كرامي “ونحنُ نعبرُ في هذه المرحلة مفترقات حافلة بالأزمات، ولا يوجد أيُّ أُفقٍ لتجاوز هذه الأزمات بغير الحوار سواء لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة أو لإعادة انتظام العمل السياسيّ والدستوريّ لبلدنا، وفوق ذلك نحن بحاجة ماسّة إلى الحوار في ظلّ العاصفة التي تهبُّ على الشرق الأوسط”.
وأكّدَ “أنّ بالحوارِ وحده نصل إلى الحدّ الأدنى من الوحدة الوطنيّة التي تحفظُ وجودَ لبنان واستقلالِه وسيادتِه وتركيبته الفريدة”، معرباً عن استغرابه “من هؤلاء الذين يُعاندون ويرفضون الذهاب إلى حوارٍ عاجل وشامل، ويسوّقون أسباباً ومبرِّراتٍ تُبطنُ رهاناتٍ خطيرة”.
وتابعَ “أيّها الرشيد، يا شهيدَ لبنان كلّ لبنان، دمُكَ باقٍ أمانةً في أعناقِنا، ولم نُسامِح ولن ننسى، مع التأكيد بأنّنا طُلّابُ عدالة ولسنا طُلّابَ انتِقام، وبأنَّ المقتولَ من أجلِ وِحدةِ لبنان أقوى من القاتِل من أجلِ تقسيمِ لبنان، وما نسمعهُ في السنوات الأخيرة من تدليسٍ وتلفيقات حول جريمةِ الاغتيال لا قيمةَ لهُ، لأنَّ براءةَ من يطلُبُ البراءة تكونُ في القضاء وليس في أيِّ مكانٍ آخر”.
وللمناسَبة استقبلَ كرامي وفوداً نيابيّةً وحزبيّةً ونقابيّةً وشعبيّةً معزيةً بالشهيد الكبير كما كانت مواقف نوّهت بمواقف الرشيد الوطنيّة.
وقال وزيرُ الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمّد وسام المُرتَضى في بيان “كغيمةٍ مثقلة بالخير انسكبَ دمُه من الأعالي فوقَ أرضِ لبنان، فأزهرَ قيامةً للوطن”.
أضاف “أرادوا باغتياله أن يطفئوا نورَ السلام الذي كان على وشك شعاع، إيذاناً بالتوافق وانتهاء الحرب، فخابت أهدافهم وتحقّق السلام الداخليّ. أرادوا بتفجيرِ طائرتِه أن يهدموا صورة رجل الدولة النزيه، والقائد والأب والزعيم الحريص على المؤسَّسات والناس فما أفلحوا. أرادوا بقتله أن يدمّروا جسورَ التواصل بين المناطق ومع الخارج، فإذا رشيد كرامي حيٌّ إلى اليوم، وها مدينته وأبناؤه حافظو عهده وحراس مسيرته مصرّون على إعادة الألق إلى فيحائه العزيزة”.
وختمَ “اليومَ تقفُ طرابلس ومعها لبنان والعروبة أيضًا، دقيقةَ حبٍّ لحضورِك الدائم فيها. رحمَك الله”.
واعتبر “تكتُّل التوافق الوطنيّ” أنَّ “سبعةَ وثلاثين عاماً مرّت على استشهاد رئيس مجلس الوزراء رشيد كرامي، ويعود الأول من حزيران حاملاً معه الحزنَ على الفراق والأمل بأنَّ لبنان سيقومُ رغم كل الانكسارات، وخصوصاً هذا العام الذي يحملُ نسائمَ الانتصار على عدو الأمّة في فلسطين وفي جنوب لبنان”.
وتابعَ “لرشيد كرامي مزايا وصفات كبيرة، لعلَّ أهمُّها أنَّه من بناة لبنان الدولة والمؤسَّسات، بالإضافةِ إلى عمله الدائم طيلة حياته على حلّ الأزمات وإطفاء الحرائق اللبنانيّة، ونحنُ اليومَ نقولُ إنَّ هذه المسيرة المشرّفة مستمرّة مع حامل الأمانة فيصل كرامي”.
وقال النائب الدكتور قاسم هاشم في تصريح في ذكرى استشهاد كرامي “سبعةٌ وثلاثون عاماً وما زال حاضراً في الضمير والوجدان لأنَّ الرشيد كان رمزاً في الانتماء والهويّة وما زالَ رغم الغياب مثالاً لرجل الدولة الذي حمل راية المبادئ والقيَم الوطنيّة والأخلاقيّة”.
وأضاف “تأتي الذكرى ولبنانُ أحوج ما يكون إلى نهج وقيمة استشهاده لمواجهة التحديات والأزمات وإنقاذ الوطن من براثن الطائفيّة والمذهبيّة وما تتركه من فساد وللتأسيس لوطن العدالة والكفاية والمساواة والمواطنيّة الحقيقيّة هي المبادئ التي دفعَ من أجلها حياته ليبقى وطن الوحدة والعروبة وإسقاط محاولات التجزئة والتفرقة، فاستحقَّ أن يكونَ شهيداً للوحدة والعدالة والعروبة”.
وأجرى الوزيرُ السابق وديع الخازن اتصالاً بالنائب كرامي، مواسياً ومستذكراً مزايا الرشيد وقال “إنّنا نتذكّرُ الرئيس الراحل رشيد كرامي، ونقفُ بهيبةٍ واحترامٍ إجلالاً لهذا الكبير الذي تركَ بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسةً وطنيّةً متميّزةً في جمع الصفّ وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسيّة».
وختمَ “لن ينساه اللبنانيون الوطنيّون، وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لما كان له من إنجازات وطنيّة وحرصٍ دائمٍ على العيش المشترَك”.
ورأى لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع في بيان، أنَّ ذكرى اغتيال كرامي شهيد لبنان المقاوِم الموحَّد المستقلّ والوطن تتقاذفه الأهواء الفئويّة وشعارات ممجوجة لطالما كانت سبباً جوهريا للفرقة والتباعد والتنابُذ الضدّي بين اللبنانيين وقادتنا إلى الاحتراب والمنازَعات وتسبَّبت بمآسٍ ودموعٍ وأهوال”.
وقال “يؤلمُنا أنَّ بعضَ اللبنانيين ما فتئ يمضغُ لغةً في ظنِّنا أنّها لغة بائدة طوى مفرداتها اتفاقُ الطائف وحسم بإجماع اللبنانيين هويّتنا وحدّدَ العدوّ كما الصديق. يؤسفُنا شديد الأسف أنّ نغمة الفدرلة والانعزال عادت تنضحُ مجدَّداً من عقولٍ تسكنُها خياراتٌ خاطئة لا تفقه المتغيِّرات والتحوّلات في لبنان والمنطقة وتأخذُ المسيحيين على وجهِ الخصوصِ إلى مغامرات ثبُت بطلانُها ومخاطرُها ومفاعيلها وحجم أضرارِها على السلم الأهليّ والوحدة الوطنيّة”.
وسألَ “ألا يشعرُ من اغتالَ الرشيد الشخصيّة الوطنيّة المرموقة داعية الوحدة والتلاقي والحرص على سيادة واستقلال وعروبة لبنان، أنّه يغتالُ الوطنَ عبر أطروحاتٍ عنصريّة مَقيتة ستقودُ حتماً إلى الوقوع مجدّداً في التجارب المرّة والمحن والأزمات، في وقت نحنُ أحوجُ ما نكون إلى الارتقاء بالخطاب والممارسة إلى مستوى التحدّيات الداهمة من خططٍ تُعدُّ للبلدِ، تارةً التوطين وطوراً دمج الإخوة النازحين السوريين من دون أن ننسى عدوانيّة الصهاينة وأطماعهم بأرضنا وثرواتنا؟”.
ودعا إلى اعتبار ذكرى الرشيد “مناسبةً للتفكُّر والتبصُّر والعودة إلى الضمير الوطنيّ الجامع وولوج باب الحوار الجدّي لانتخابِ رئيسٍ للبلاد وإعادة ترتيب البيت الداخليّ لجبهِ المخاطر عن بلدنا وتحصين ساحتنا ولمّ شملنا بحيث نتخطّى معاً ما يُحاكُ لنا على طاولة لعبة الأمَم”.
وأكّدت “حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون” في بيان، أنَّ “استهدافَ دولة الرئيس رشيد كرامي، في ذاك الزمن الرديء من تاريخ لبنان، هو مفصلٌ مركزيٌّ في الصراع بين جبهة الحقّ والنضال، وبين جبهة الباطل الظلاميين والإرهابيين اليهود الصهاينة، والتي اندحرَت مشاريعُهم التقسيميّة في مختلف بقاع أمّتنا”. وأكّدت “أنّنا لن نتخلّى عن دمِ الرشيد، أغلى الرجال وأشرف الناس، وأنَّ الحقَّ سينتصر، وإن طال الزمن لا بدَّ للعدالة أن تتحقَّق على الأرضِ وفي السماء”.
واعتبرَت لجنةُ أصدقاء عميد الأسرى في السجون “الإسرائيليّة” يحيى سكاف، أنَّ “ذكرى استشهاد الرشيد ستبقى حاضرةً في وجدان أبناء طرابلس والشَمال خصوصاً وكلّ الأحرار، لأنّه أفنى حياته في سبيل الدفاع عن قضية فلسطين والعروبة وكان السندَ لكلّ القضايا المحقّة التي تهمُّ أمتنا”، مؤكدةً أنَّ “نهجَه وخيارَه سينتصران”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى