مقالات وآراء

هل يصدق بايدن وهل انتهت صلاحية نتنياهو؟

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*

صدّق او لا تصدّق؟
قال الرئيس الأميركي جو بايدن انّ الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على إنهاء الحرب في غزة بشكل دائم وإعادة الرهائن الإسرائيليين، وانها تريد «خلق مستقبل أفضل بعد ذلك» ولكن بدون حماس لتحقيق الأمن لـ «إسرائيل»!
وقالت حماس إنها تنظر بإيجابية الى ما عرضه الرئيس الأميركي مبدية استعدادها للتعامل مع الموقف الأميركي ما يؤدّي الى وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للصهاينة من غزة وإعادة إعمار القطاع وعودة النازحين وتبادل جدي للأسرى…
ويريد بايدن ان تتزامن خطته مع تطبيع العلاقات بين السعودية و»إسرائيل» لمواجهة إيران في المنطقة.
من جانب آخر أكدت مصر لكافة الأطراف عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة «الإسرائيلية» على الجانب الفلسطيني، وحمّلت «إسرائيل» مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق. ورفضت مصر إدخال المساعدات الإنسانية إلا في وجود إدارة فلسطينية.
وتقول وسائل إعلام «إسرائيلية» انّ «إسرائيل» ومصر تتجهان نحو إعادة فتح معبر رفح وسط ضغوط أميركية، وتضيف الصحف «الإسرائيلية» انّ الرئيس بايدن قال: «حان الوقت لوقف هذه الحرب»، ولا ندري إذا كان الرئيس بايدن مهد لاقتراحه مع الجانب الإسرائيلي الذي ردّ على مكتب نتنياهو بالقول انّ حرب الإبادة على الفلسطينيين لن تنتهي إلا بتحقيق جميع أهداف «إسرائيل» ومن بينها عودة جميع الرهائن وتدمير حماس!
وكان البيت الأبيض أقلّ انتقاداً للهجمات على رفح، وقال «انّ إسرائيل لديها الحق في ملاحقة حماس، ولكن عليها ان تتخذ الخطوات اللازمة لتخفيف إصابة المدنيين»! وفي ذات الوقت سمحت إدارة الرئيس بايدن في اليومين الماضيين نقل قنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات الى «إسرائيل» بالرغم من مخاوف واشنطن من الهجوم العسكري على رفح. وكان بايدن طلب من نتنياهو إرسال فريق من الأمنيين الى واشنطن الأسبوع الماضي للاستماع الى المقترحات الأميركية للحدّ من إراقة الدماء إلا انّ نتنياهو ألغى الزيارة بعد ان رفضت الولايات المتحدة استخدام «الفيتو» ضدّ قرار مجلس الأمن الذي دعا الى وقف إطلاق النار في غزة.
يبقى السؤال: الى من يستند نتنياهو في جرأته على رفض الأوامر الأميركية؟
وثمة من يقول بعد هذا العرض المقدّم باسم «إسرائيل» بلسان بايدن عن انّ الامر ما كان ليتحقق من غير «طبخة» أميركية توصل اليها بايدن من داخل الكيان المحتلّ وخارجه بدليل تضمّنه فقرة تحدثت عن تسوية على الحدود الجنوبية للبنان الى جانب فقرة التطبيع مع السعودية والحديث عن اليوم التالي للحرب ومن ضمنه ضمان وقف إطلاق النار الكامل بعد تبادل الأسرى الصهاينة والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وعودة جميع سكان غزة الى منازلهم وإدخال المساعدات كافية الى القطاع بمعدل 600 شاحنة يومياً، ولا بدّ من ضمانات مؤثرة لا تتعلق بـ «إسرائيل» وحسب، بل بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط من ضمن الرؤى الأميركية في فترة مزدحمة أقلها الانتخابات الرئاسية وتطوّر الحرب بين أوكرانيا وروسيا في ضوء النداءات العاجلة التي يطلقها زيلنسكي لدعمه بالمزيد من المساعدات المختلفة، بالإضافة الى تغيّر المزاج الغربي على المستوى الشعبي على الأقلّ في ضوء الصور والفيديو الذي يفضح تغاضي العالم والغرب خاصة عن جرائم الكيان الصهيوني وتوغله في دماء أطفال ونساء وأولاد ورجال الفلسطينيين المدنيين، وبحيث لم يعد جائزاً ان تستمرّ هذه المجزرة على ما عداها من مجازر في العالم كافة.
ولأنّ الانحياز الغربي الذي لملم الصهاينة من جميع أنحاء العالم وجمعهم في فلسطين، وفي مقدمة هذا الغرب بريطانيا، لا يؤشر على نجاح يحققه الرئيس بايدن عبر اقتراحه باسم «إسرائيل»، لأن لا ينبغي لـ «المؤمن» ان يلدغ للمرة المليون من انحياز ودعم ومساعدة الكيان طيلة 76 عاماً! من الانحياز الغربي الغريزي للكيان الغاصب.
وفي آخر التقارير الصادرة منذ ساعات ومصدرها «إسرائيلي» انّ إدارة بايدن عرضت إعطاء معلومات استخبارية حساسة لـ «إسرائيل» حول مواقع قادة حماس الكبار اذا وافقت على التخلي عن مواصلة مهاجمة رفح…!

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى