الوطن

عرضَ التطورّات مع برّي وميقاتي وبو حبيب وعقد مؤتمراً صحافياً باقري: لبنان مهد المقاومة والصمود وعلاقاتنا تاريخية ومستمرة وإذا كانت واشنطن صادقة فلتوقف دعم الكيان «الإسرائيليّ»

 

أعلن وزير الخارجيّة الإيرانية بالوكالة علي باقري، أنّه عرضَ مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت في إطار زيارته التي بدأها أمس إلى لبنان، فكرةَ طلب عقد اجتماع لوزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الإسلاميّ بشأن حرب الإبادة الجَماعيّة التي يشنُّها العدو الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة.
وخلال مؤتمرٍ صحافيّ عقده في السفارة الإيرانيّة ببيروت، عقبَ لقائه كلاًّ من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجيّة والمغتربين عبد الله بو حبيب، بحضور السفير الإيرانيّ في لبنان مُجتبى أماني والوفد المرافق، لفتَ باقري إلى أنَّ الزيارات التي قام بها وزير الخارجيّة الإيرانيّ الشهيد حسين أمير عبد اللهيان إلى عددٍ من الدول كانت تهدفُ إلى وقفِ الحرب في غزّة.
وأشارَ إلى أنَّه “بعد 8 أشهر من الحرب على غزّة نجدُ أنَّ واشنطن أكبر داعم للكيان الصهيونيّ تطرحُ خطّةً لإنهاء الحرب”، موضحاً “أنَّ الكيانَ الصهيونيّ الذي يحظى بدعمٍ أميركيّ قد تورَّطَ منذ 8 أشهر في مستنقع غزّة وهو يبحثُ عن مخرجٍ منه”. ولفتَ إلى أنَّ “الولايات المُتحدة هي أكبر دولة تُزوّد الكيان الإسرائيلي بالأسلحة لارتكاب المجازر بحقّ الشعب الفلسطينيّ وليس بمقدور هكذا دولة تقديم خطّة لوقف إطلاق النار في غزّة”.
وقال “إذا كان الأميركيّون صادقين فبدل تقديم خطّة لوقف الحرب في غزّة عليهم قطع المساعدات للكيان الإسرائيليّ وعندها لن يكون لديه أدوات لارتكاب الجرائم بحقّ الفلسطينيين وستنتهي الحرب تلقائيّاً”، مشدّداً على “أنَّ استمرار العدوان لن يجلب شرعية للكيان الإسرائيليّ ووجودُه يخلق عدم استقرار في المنطقة”.
ونوّهَ باقري بالعلاقات الثنائيّة بين لبنان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، مشيراً إلى أنَّ “جذور التعاون بين البلدين محفورة في التاريخ وهو قائم باستمرار”.
وقال “أتيتُ إلى لبنان لأتقدّمَ بالشكرِ والتقديرِ للحكومة والشعب والمسؤولين على تضامنهم مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بشهادة الرئيس الإيرانيّ السيّد رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان”. وتقدَّمَ باسمه وباسم وزارة الخارجيّة والحكومة والشعب في إيران بواجب العزاء من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله وعائلته بوفاة والدته.
وردّاً على سؤال، أوضحَ باقري أنَّ “العلاقات الإيرانيّة – السعوديّة تسيرُ في الإتجاه الصحيح، ومنذ عودة العلاقات بين البلدين قام الطرفان بخطوات بنّاءة لتوطيد العلاقات”، مؤكّداً أنَّ إيران والسعوديّة متفقتان على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأضاف أنَّ “إحدى القضايا المهمّة التي جرى نقاشها في الاتصال الهاتفيّ بيني وبين وزير الخارجيّة السعوديّة فيصل بن فرحان، هي التطوّرات في قطاع غزّة، وأكدّنا أنَّه يجب على جميع الدول اتخاذ خطوات فعّالة ومؤثِّرة لوقف الإبادة الجَماعيّة وتوفير الحماية للشعب الفلسطينيّ”.
ولفت إلى أنَّ المقاومة الفلسطينيّة أثبتت أنّها قادرة على اتخاذ القرارات بشأن تطوّر الأحداث، مشيراً إلى أنَّ “المقاومة الفلسطينيّة أعلنت مراراً وتكراراً، أنّه في حال أوقف الكيان الصهيونيّ عدوانه على القطاع فإنّها جاهزة للخوض في المسار السياسيّ”.
واعتبرَ أنَّ “على الكيان الصهيونيّ ومعه الولايات المتحدة الآن مواجهة قرارات المحاكم الدوليّة التي تتهمه بارتكاب الإبادة الجَماعيّة وأوامر اعتقال قادة الكيان ومن ضمنهم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو”، مؤكّداً “أنَّ الصهاينة اليوم لا يملكون أيّ شرعيّة لدى شعوب ودول العالم، وأنَّ الكيان الصهيونيّ بات معروفاً على أنّه قاتل للأطفال”.
وأكَّد أنَّ “ما يُروّج له اليوم بشأن التطبيع بين الكيان الصهيونيّ وعدد من دول المنطقة، ليس إلاَّ خطب فاشلة من الكيان والولايات المتحدة، وتعبير عن الخسائر التي مُنيَ بها في الميدان وفشل داعميه في حمايته”.
وأعلن أنَّ إيران ومنذ بدء الكيان الصهيونيّ عدوانه على قطاع غزّة سعَت إلى تبنّي إجراءات تجبر الكيان على وضعِ حدٍّ لجرائمه بحقّ الفلسطينيين.
وأكَّد أنَّه “ليس بمقدورِ الكيان الإسرائيليّ أن يُفكِّر في إلحاق أيّ سوء بلبنان العزيز ومقاومته الباسلة” وقال “الكيانُ الذي يتخبّطُ في مستنقع غزّة إذا كان لديه أدنى عقلانيّة لن يورِّط نفسه مع المقاومة اللبنانيّة القويّة”.
وأوضحَ أنَّ “الخطوطَ العريضة للسياسة الخارجيّة الإيرانيّة يجري وضعها من قبل المجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ وبعدها تنالُ موافقة الإمام الخامنئيّ وهي خطوطٌ ثابتة”.
وأشادَ بصمود الشعب الفلسطينيّ ومقاومته للاحتلال الصهيونيّ، مشيراً إلى أنَّ “الشعبَ الفلسطينيّ وطوال أعوام الاحتلال ظلّ يُدافع عن حقّه بشتى الوسائل، ولذلك فإنَّ موقف المقاومة الموحَّد بدعم الشعب الفلسطيني المضطهَد هو موقفٌ دفاعيّ”.
وذكّرَ بأنَّ لبنان هو مهد المقاومة والصمود ضدَّ الكيان “الإسرائيلي” وقال “اخترتُ لبنان كأوّل وجهة خارجيّة لي لأنَّ العلاقة بين إيران ولبنان علاقة بين شعبين تربطهما علاقات قديمة شاملة في مختلف المجالات”.
أضاف “خلال لقاءاتي اليوم (أمس) مع المسؤولين اللبنانيين أكّدتُ دعمَ الجمهوريّة الإسلاميّة للبنان في مواجهة الكيان الإسرائيليّ، وجدَّدتُ تأكيد إرادة إيران الثابتة لتطوير التعاون الاقتصاديّ مع لبنان وجدّدتُ عرضها تزويد لبنان بالوقود”.
وأكَّد باقري أنَّ “الجمهوريّة الإسلاميّة ملتزمة بحُسن الجوار ودعم أمن المنطقة وتطويرها وترى أنَّ السببَ الرئيسيَّ لعدم الأمن في المنطقة هو العدوان والاحتلال”، موضحاً أنَّ عمليّة “الوعد الصادق” التي نفّذتها القوّات المسلَّحة الإيرانّية والحرس الثوريّ ردّاً على العدوان الصهيونيّ الذي استهدفَ القنصليّة الإيرانية في دمشق، قد “أثبتت أنَّ إيران تملك الإرادة والقدرة على التصدّي لعوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى