جبهة الشمال ومجلس الحرب
يقول الاسرائيليون إن الشمال يحترق فيضيف زعيم المعارضة يائير لبيد إن قوة الردع تحترق معه، ثم يتحّدث جيش الاحتلال عن أن المقاومة الإسلامية في لبنان أطلقت 2000 صاروخ خلال ثمانية شهور باتجاه الكيان منها 1000 خلال الشهر الأخير، وينافس ايتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش في الدعوة لإحراق لبنان وبيروت.
انعقد مجلس الحرب في كيان الاحتلال لمناقشة الوضع المشتعل على جبهة الشمال، ونقلت القناة 13 عن مناقشات المجلس، أن بعض الأعضاء طالبوا بنقل ثقل الحرب الى جبهة الشمال بينما قال بعض آخر إن التركيز على جبهة الشمال سوف يؤدي إلى خسائر كبرى في جبهة غزة دون أن يضمن تحقيق إنجازات في جبهة لبنان.
المقاومة على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تعتبر أن الاحتلال هو المسؤول عن التصعيد سواء باستهدافه للمدنيين ما يستوجب رداً عقابياً لن تتخلّى عنه المقاومة في كل مرة يستهدف المدنيون فيها، أو بسعي الاحتلال لتوسيع مدى نيرانه جغرافياً فتردّ المقاومة على التوسيع بالتوسيع بدرجة أعلى في الاستهداف كضرورة من ضرورات الردع، مضيفاً معادلتين، الأولى أن المقاومة كان قرارها جبهة بعمق 3-5 كلم عن الحدود، لكن غطرسة الاحتلال ووحشيته تسببتا بهذا التصعيد، ما يعني أنه اذا اراد الاحتلال خفض التصعيد فليس لدى المقاومة خطة تصعيد، عليه وقف استهداف المدنيين واحترام خطوط النار التي ترسمها المقاومة. والمعادلة الثانية تقول، نحن لا نسعى لحرب شاملة لكن إذا أراد الاحتلال الذهاب إليها فنحن لا نخشاها ومستعدون لها.
بعد اجتماع مجلس الحرب وبعد كلام رئيس أركان جيش الاحتلال عن الجهوزية التي تنتظر قراراً مفصلياً، الأمور بين احتمالين، أن يفهم الاحتلال وصفة خفض التصعيد، بالتخلي عن العنتريات والابتعاد عن محظورين الذهاب الى منطقة عمليات بعيدة عن الجبهة الأمامية واستهداف المدنيين، أو أن يختار المغامرة بالذهاب الى المزيد من التصعيد وبخلفية المخاطرة بالحرب الشاملة، وسوف يجد أن المقاومة قد أعدّت لهذه الحرب عدتها بما يفوق تقديراته وتوقعاته، تماماً كما قالت الجبهة خلال ما مضى في الحرب خلال ثمانية شهور كانت مليئة بالمفاجآت.
التعليق السياسي