حفل عشاء جامعة سيّدة اللويزة السنوي لأهل الإعلام والصحافة
أقامت جامعة سيّدة اللويزة – زوق مصبح، حفل العشاء السنوي وذلك تكريماً لأهل الإعلام والصحافة، بحضور وزير الإعلام زياد مكاري، المطران أنطوان نبيل العنداري رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، ألبير شمعون ممثلاً وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، نقيب المحرّرين جوزف القصيفي، مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، مدير عام تيلي لوميار ورئيس مجلس إدارة نورسات جاك كلاسي، مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد حسين غدّار، المقدّم شادي عون ممثلاً العميد إيلي الديك مدير شعبة الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، الدكتور جورج حرب المستشار الإعلامي في المديرية العامة لأمن الدولة. رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بشارة الخوري، بالإضافة إلى وجوه إعلامية وصحافية، شخصيات روحيّة وعسكرية، أكاديمية واجتماعية، إلى جانب أسرة الجامعة.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم صلاة افتتاحيَّة مع الأب شربل دكاش أمين سر نيابة جونية المارونية، وكانت كلمة ترحيب ألقاها مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول والعلاقات الإعلاميّة في الجامعة ماجد بو هدير، قال فيها: “ستة عشر شهراً مرّوا على تحلّق عائلة الإعلام اللبناني في بيتهم الثاني حيث هُم فيه الأوائل، عنيت به جامعةَ سيّدة اللويزة. هذا التحلّق في دائريّة هذه القاعة، مع طاولاتها المستديرة، تنبضُ بأدمغة القلم، الفكر، النبض، الرسالةِ لا بل الحريّةِ ذاتِ النكهةِ اللبنانيّة الفريدة، التي تخطّ كلّ يومٍ دستوراً جديداً يدافع عن هذا الوطن”.
وأكمل: “ما لم يتغيّر في هذه الأشهر الستة عشر هي لغة القلب التي تجمعنا على الدوام، أستشهد بقول قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الثامن والخمسين لوسائل التواصل حيث قال: نحن مدعوّون إلى أن ننمو معاً، في الإنسانيّة وبطريقة إنسانيّة. على الإنسان أن يقرّر أن يغذّي قلبه بالحرّيّة، التي من دونها لا يمكنه أن ينمو في الحكمة”.
ثم ألقى رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بشارة الخوري كلمة رحب فيها بالحضور قائلاً: “نحنُ هنا اليومَ لنقولَ أشياءَ كثيرةً ذات صلةٍ برسالتَيْنا:
أوّلُها: أنّنا وإيّاكُم مشتقّون من جَذْرٍ واحِدٍ ألا وهو الفِعْلُ “عَلِمَ”، ومنه عَلَّمَ وتعلَّمَ وأَعْلَمَ، ومِنْها العِلْمُ والتّعليمُ والإعلامُ وَكُثُرٌ غيرُها..
ثانيها: جامعَاتُكم عَلَّمَتْكُم ذاتَ يومٍ فنَّ الإعلامِ وأهمِّيَتَهُ ودورَهُ في رَسْمِ سياساتِ الأوطانِ ومساراتِ شعوبِها…
ثالِثُها: أنتُم تشكّلونَ حاليّاً السلطة الأقوى في هذا البلد حيث ما تبقّى من سلطات فيه قد أصبحَ مترهّلاً، مُتراخياً، مُهمِلاً، وهذي مسؤوليّةٌ كبرى عليكم، وتحمُّلُها واجِبٌ…
رابعُها: تجديدُ عهدِ الشراكةِ في ما بيننا كجامعةٍ وبينَكُم كوسائلِ إعلامٍ وإعلاميّين، ووزارة إعلام.
ثم توجّه الأب الخوري للإعلاميَّات والإعلاميين بالقول: “تعرِفونَ جيّداً أنَّ الأوضاعَ لم تَعُدْ تَحتَملُ سكوتاً ومراعاةً وتراخياً وتغاضِياً، وشعارَ حُبِّ الحياةِ، وهو بديهيٌّ وطبيعيٌّ وحقٌّ للجميع، لكن هذا لا يعني أن يُضَحِيَ الشّعْبُ بسيادتِهِ وكرامتِهِ.
كفانا نُحقَنُ بمخدّراتِ زعمائِنا… لقد آنَ الأوانُ لنفعَلَ معاً شيئاً بل أشياء…
وتابع: “هنا لا بدَّ من ثلاثةُ أسئلةِ بل تساؤلات لعلَّ أَجوبتِها ترسُمُ خارطة طريقٍ لشراكتِنا وتعاوننا:
أولاً: أَلَسْنا جميعاً مُتضرّرين من غياب القرارات المصيريّةِ، ولماذا لا نتَّحِدُ لإيجادِ حَلٍّ لمسألةِ الإستقالةِ من مَهَمّةِ أَخْذِ القرارِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّةِ؟
ثانياً: لماذا لا نعتَمِدُ لغةً واحدةً لمواجهةِ الخطرِ الأكبَرِ الذي يتهدَّدُ وجودَنا وكيانَنا وأمنَنا الأمنيَّ والغِذائيَّ والثقافيَّ وَيُدَمِّر ما تبقّى من بُنَىً تحتيّةٍ في بلادنا بسبب وجود من يقاسمنا ثرَوَتِنا دون حسيب أو رقيب؟
وثالثاً: لماذا لا نفكِّرُ بحلولٍ علميَّةٍ وعِمليّة ذاتِ تأثير على الرأيِ العامِّ الذي باتَ مقيَّداَ بِمَن يمسكونَ بالقرارِ وبمفاتيحِ الدولةِ وبالعلمِ والثقافة وبالإقتصادِ الذي جعلوه أزمَةً حقيقيّة؟”
وختم الأب الخوري: “اسمحوا لي أن أعلن اليوم عن جائزةٍ سنويّةٍ لطلّابِ المدارسِ المُبدعين، تحتَ عنوانِ: “من الشغفِ إلى الحقيقةِ”، تنظمها جامعةِ سيّدةِ اللويزة وهدفُها اكتشافُ المواهِبِ وتشجيعُها وإطلاقُها إلى البعيد يليها في العام المقبل إطلاق جائزةٍ سنويّةٍ للإعلاميينَ الجُدُدِ الدّارسينَ وأو المُتخرّجين حديثاً من كليّاتِ الإعلام في جامعاتِ لبنان”.
وألقى وزير الإعلام زياد مكاري كلمة أشار فيها إلى “توقيع اتفاقيات ما بين وزارة الاعلام والجامعات وذلك لحث الطلاب على الانخراط بمؤسسات الدولة”، وقال: “نحن نؤمن بأنّ الدولة تتطور من خلال الشباب المتخرّج من أفضل الجامعات اللبنانية، كجامعة سيدة اللويزة”.
وتابع: “رغم كل ما يمرّ به لبنان، نحن شعب يحب الحياة ولا يعرف الاستسلام. هذا العشاء التكريمي هو لأهل الصحافة والإعلام، والصحافة قد دفعت ثمناً باهظاً لإيصال الحقيقة”.
كما اعتبر الوزير مكاري أن الوزارة تسعى جاهدة لتغيير وتطوير النصوص القانونيّة وذلك لحماية حرية التعبير وأن يكون في لبنان قانون إعلام عصري.
وذكر الوزير مكاري بعض الإنجازات التي قامت بها وزارة الإعلام مؤخراً والتي تتضمّن استخدام لغة الإشارة في نشرة الأخبار للتواصل بشكل فعّال بين أركان المجتمع كافة.
وأنهى كلمته بتوجيه الشكر لجامعة سيدة اللويزة مثنياً على هذا اللقاء السنوي الذي تتميّز به، بشخص رئيسها الأب بشارة الخوري، مؤكداً أنّ وزارة الإعلام ستبقى الى جانب الجامعات والمؤسسات التربويَّة، كما أنَّ لبنان كان وسيبقى منارة الإعلام في الشرق وفي العالم”.
ثم قدّم الأب الخوري هدية تذكاريَّة للمطران العنداري وللوزير مكاري.
كما قدّمت خريجة الجامعة الآنسة جينيفر هاشم، مساحة فنية، رافقهاً عزفاً أندرو سابا.