أخيرة

دبوس

الهولوكوست الثانية

بأيديهم وبممارساتهم وبدمويّتهم وجرائمهم سيشيّدون بناء الهولوكوست الثاني، لم نناصبهم قبل ارتكابهم لكل ّهذه السفالات والجرائم عبر قرن من الزمان، لم نناصبهم أيّ عداء، وكانوا يعيشون بين ظهرانينا بلا منغّصات وبلا تفريق وبقبول من دون ايّ تمييز أو اجتزاءٍ لحقوقهم، أو المسّ بفرادتهم وطقوسهم الدينية، فارتكب بحقّهم ما ارتكب في أوروبا، وليس في بلادنا، فأتوا إلينا وقد تأبّطوا كلّ شرور الأرض ليرتكبوا بحقنا جرائم لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً، انتقاماً مما فعلته بهم أمم أخرى، فهل تزر وازرةٌ وزر أخرى؟
إنسان ملتبس مشوّه الفكر والعقيدة، ضالّ غارق في ضلاله، يسيء لمن يُحسن إليه، ويتآخى ويتآلف مع من أضرم النار في وجوده وأحاله الى هشيم!
سيجعل منهم شعب غزة، حين يحين الحين، وتأتي ساعة الانتقام، سيجعل منهم فتاتاً ومزقاً، الصحيح أنّ «إسرائيل « ليس فيها أبرياء، تلك هي الحقيقة، خاصة والإعلام يزخم بمثل إحدى عاهراتهم، والأرجح أنها قدمت إلى «أرض الميعاد» من بولندا أو أوكرانيا، وهي تصرخ بأعلى عقيرتها، أنّ غزة لها، وحينما يخرج علينا معتوهيهم من كافة الأعمار وكافة الألوان والنحل، ليقولوا انّ غزة ليس فيها أبرياء، وهي دعوة صريحة للإبادة الجماعية، يُقال هذا الآن على الملأ، وعلى رؤوس الأشهاد، وهو بمثابة عقيدة معتنقة تنضح بها ألسنتهم القذرة، وأصبحوا حتى وبعد طوفان الاقصى لا يواروها ولا يستروها، عقيدة صدئة فاسدة فاجرة، لا تدلّ إلّا على المدى الذي وصلت إليه هذه الفئة النتنة من البشر في مروقها وفي خروجها عن أي سياق إنساني متعقّل…
انّ أحداً لن يستطيع ان يوقف جحافل المتدفقين من محور المقاومة عبر الحدود، وفي الخلال من الديار من ان يقتلع هذا السرطان من الشأفة، فلا يبقي من أمرهم شيئاً، حتى لا تبتلى الإنسانية مرةً أخرى إذا ما ترك أيّ من وجوده قيد الحياة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى