مانشيت

صفقة بايدن تراوح مكانها: نتنياهو والأولوية للحرب والمقاومة متمسكة بنص ينهيها 54 % من شباب بريطانيا بعد 51 % من الشباب الأميركي: نعم لزوال «إسرائيل» بعد إسقاطها هرمس 900 وتدمير القبة الحديدية… المقاومة تردع الطيران الحربي

‭}‬ كتب المحرّر السياسيّ
لم تنجح الضغوط الأميركية على حركة حماس، ومحاولات تجنيب حكومة بنيامين نتنياهو الالتزام العلني بوقف الحرب، في إحداث اختراق في مسار التوصل إلى اتفاق حول غزة، وفق ما كان يتمنّى الرئيس الأميركي جو بايدن مع مؤتمره الصحافي والديناميكية التي أراد إطلاقها عبره، لأن جوهر الاستعصاء القائم يعود لتمسّك نتنياهو بأولوية الحرب، وإصرار المقاومة على شرط إنهائها لتمرير أي اتفاق لتبادل الأسرى.
محاولات بايدن في مجلس الأمن لتمرير قرار يدعم مشروع الصفقة التي بشّر بها، تراوح مكانها هي الأخرى، لأن السعي لتذليل عقبة الفيتو الروسي والصيني توجب تعديلات على المشروع، تجعله متوازناً، وتزيل منه شبهة الانحياز لكيان الاحتلال بوجه المقاومة، ورغم أن التعديلات التي ادخلها الأميركيون على المشروع لم تلق بعد قبول روسيا والصين اللتين تنسقان مع قوى المقاومة قبل أي موافقة، فإن ممثل كيان الاحتلال في الأمم المتحدة أبلغ المندوبة الأميركية معارضة حكومته لمشروع القرار. وقالت هيئة البث الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني إنّ سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان أبلغ نظيرته الأميركية ليندا توماس غرينفيلد معارضة «إسرائيل» مشروع القرار المقترح. وحسب هيئة البث، تظهر النسخة الأخيرة من مشروع القرار تغيّرا في الموقف الأميركي تجاه «إسرائيل». وأوضحت الهيئة أن النص الأخير للمشروع «يدعو حماس و»إسرائيل» إلى تنفيذ المقترح دون تأخير ودون شروط»، في حين دعت مسودة سابقة للمشروع حماس فقط إلى قبول المقترح. كما جاء في النسخة الأخيرة من المشروع أن الولايات المتحدة تعارض أي محاولة للتغيير الديموغرافيّ أو الوضع القائم في غزة، وفق هيئة البث.
في بريطانيا أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة «فوكل داتا» لحساب موقع «أنهيرد» الإخباري البريطاني أن غالبية الشباب في بريطانيا لا تعتقد بضرورة وجود «إسرائيل». وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل 1012 شاباً ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات حول السياسة الخارجية البريطانية، أن 54% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يتفقون مع العبارة القائلة بأن «دولة «إسرائيل» ينبغي أن لا توجد»، فيما لم يوافق على ذلك 21% فقط. ويأتي هذا الاستطلاع بنتيجة مشابهة لاستطلاع رأي أجرته قبل شهور جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة هاريس على آراء الشباب الأميركي، أظهر أن 51% منهم يعتقدون ان الحل الجذري للصراع القائم في الشرق الأوسط يتمثل بزوال «إسرائيل» وإعادة فلسطين للفلسطينيين وعودة المستوطنين المهاجرين إلى البلدان التي جاؤوا منها.
على جبهات القتال تستمر المقاومة بمفاجآتها من كمائن غزة التي تحصد كل يوم المزيد من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، الى الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية والعراقية بعد دخول التنسيق بين الطرفين حيّز التنفيذ، وفق ما كشفه السيد عبد الملك الحوثي، حيث تلقى ميناء حيفا ضربات موجعة، لكن الحدث يبقى على الجبهة اللبنانيّة، حيث تبدو المقاومة وقد أتقنت قواعد التحكم بمعارك البرّ قد انتقلت الى حسم معارك الجو، وبعد إسقاط طائرة مسيّرة متطوّرة من طراز هرمس 900 بصواريخ دفاع جويّ، وتدمير بطاريات عديدة للقبة الحديدية، أعلنت المقاومة عن نجاح صواريخها للدفاع الجوي بإجبار الطيران الحربي على مغادرة الأجواء اللبنانيّة، في رسالة ليست بعيدة عن رهانات جيش الاحتلال على سلاح الجو في أي مواجهة أوسع مع المقاومة.
واصلت المقاومة عملياتها ضد العدو الصهيوني، ونفّذت سلسلة عمليات جديدة استهدفت مواقع للاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، كما استهدفت بصواريخ الدفاع الجويّ الطائرات الحربية التي اعتدت على الأجواء اللبنانية ‌‏وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال.
واستهدف المقاومون موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية ‏المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، ومقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في ‏محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر ‏مؤكدة فيها.‏
واستهدفت المقاومة التجهيزات ‏التجسسيّة في موقعي الراهب والمطلة ‏بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة وتم تدميرها.‏ وفي عملية نوعيّة أخرى، أطلقت المقاومة صواريخ دفاع جوي على طائرات العدو الحربية التي كانت تعتدي على «سمائنا ‌‏وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال مما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود».‏ ‏
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مسيّرة انطلقت من لبنان وانفجرت في المركز التجاري في كريات شمونة.
ولاحظ خبراء عسكريون أن المقاومة تعمل على طول الجبهة الجنوبية بأريحية كاملة وتتحكم بالميدان وتفرض على جيش الاحتلال قواعد اشتباك ومعادلة ردعية، ولديها بنك أهداف كثيرة ومعلومات استخبارية دقيقة عن كل هدف وتستخدم لضربه الأسلحة المناسبة وبشكل دقيق وتلحق خسائر كبيرة لكن يجري التعتيم الإعلامي عليها، كي لا تزيد في انهيار معنويات الجيش الإسرائيلي ومن غضب المستوطنين والرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي تعمق من مأزق حكومة الاحتلال في جبهة الشمال، وأوضح الخبراء لـ»البناء» أن المقاومة رفعت من وتيرة عملياتها خلال الأسبوع المقبل وكشفت الكثير من المفاجآت التي سببت الحرائق والخراب في مستوطنات الشمال وأرهقت ألوية الجيش المنتشرة خلف تحصينات وفي المنازل، ولم تعُد تستطيع حكومة الاحتلال احتواء هذا الضغط واستيعابه، لذلك يطلقون التهديدات المستمرة ضد حزب الله ولبنان».
ولفتت جهات معنية ومطلعة لـ»البناء» الى أن «استخدام حزب الله الدفاعات الجوية ضد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد استخدام سلاح المسيرات الانقضاضية، ينقل الصراع الى مرحلة جديدة وهي «الحرب الجوية» الحقيقيّة بامتياز، ما يؤثر على قدرة جيش الاحتلال على العمل في الأجواء اللبنانية من التحليق لا سيما على علو منخفض وتنفيذ غارات وهمية أو صاروخية أو خرق جدار الصوت، ما يعني أن حزب الله فرض معادلة ردعية جديدة في الجو، وهي استهداف الطائرات الحربية ومحاولة إسقاطها لردع الاحتلال الذي يستخدم سلاح الحرب النفسية ضد قرى الجنوب التي تقع خارج منطقة الاشتباك والتي لا يجرؤ على استهدافها خشية رد المقاومة على العمق نفسه، لذلك يحاول إرهاب المواطنين في إطار الحرب النفسية للضغط على المقاومة». ولفتت الى أن «التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان جوفاء وكاذبة ولا تعبر عن واقع جيش الاحتلال العاجز والمتهالك وتندرج في إطار تطمين المستوطنين الإسرائيليين الذين يطلقون نداءات الاستغاثة جراء ضربات المقاومة ويحملون حكومة الاحتلال المسؤولية»، ولفتت الى أن جيش الاحتلال لا يملك الطاقة القتالية لتوسيع جبهته في ظل غرقه وفشله في جبهتي غزة ورفح»، مع تأكيد الجهات بأن «المقاومة أعدت العدة لكافة السيناريوات ولديها مفاجآت كثيرة ستكشف عنها في الوقت المناسب».
وتوقّف معلّق الشؤون العسكرية في موقع «والا» أمير بوخبوط عند القوّة الجوية المتصاعدة لدى حزب الله ولا سيّما في الأيام الأخيرة، مشيرًا الى أن الجيش «الإسرائيلي» يستعدّ لتهديد الطائرات بدون طيّار منذ سنوات، لكن لا ردّ حتى الآن.
وبحسب بوخبوط، زاد حزب الله في الأشهر الأخيرة من استخدام الطائرات بدون طيّار الانتحارية التي حصل عليها من إيران في هجمات على الجبهة الداخلية «الإسرائيلية». الجيش يردّ على التهديد من خلال شراء الأدوات المناسبة، لكنه ينشغل بشكل أساسي بالأبحاث وبناء الردّ على هجمات حزب الله بالطائرات بدون طيّار.
وينقل بوخبوط عن مصدر عسكري صهيوني قوله «إننا نسعى لعدم استخدام كلمة «حلّ»، لأنّ التهديد الذي يطير على علوّ مُنخفض ويُطلق النار عليه من مسافة قصيرة مثل الطائرات بدون طيار، لا يمكن إيجاد ردّ عليه في هذه المرحلة».
ويتحدّث بوخبوط عن أن مسؤولين أمنيين صهاينة أرادوا التأكيد أنه طالما أن الجهود «الدفاعية» للجيش لا تصاحبها تحركات هجومية، فإن شدة الردّ الذي يمكن أن يقدّمه إلى منطقة خطّ المواجهة الشمالي ستكون محدودة».
وواصل العدو عدوانه على قرى الجنوب، وأغارت مسيرة إسرائيلية، بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، وأفيد عن وقوع إصابات. ونعى حزب الله حسين نعمة الحوراني «بدر» مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.
كما أغار طيران الاحتلال الحربي على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودعاً لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة الى أضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه.
وتوجّه عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، لرؤساء بلديات شمالي فلسطين المحتلة، زاعماً: «استعدّوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب». بدوره، ادعى وزير الحرب في حكومة العدو الإسرائيلي يوآف غالانت بأن «الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله».
على صعيد آخر، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، إلى توقف شركة «توتال» عن الحفر في البلوك رقم 9، حول أننا «ننتظر تقرير الحفر لنرى إن كان مقنعًا»، موضحًا أنّه «كانت لدى الشركة أسبابها الفنية، ولستُ متأكدًا إذا كان هذا الموضوع مرتبطاً بما حصل في غزة»، وحثّ «توتال» على الإسراع في تسليم التقرير.
وحول ملف الاستكشاف بشكل عام، رأى فياض أنّ السياسة لها دور، وحين حصلت الحرب على غزة «غابوا الجماعة»، في إشارة إلى «توتال».
قضائياً، كفّ النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي جمال الحجار، يد المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون عن الملفات القضائية التي تحقق فيها. ووجه تعميماً إلى الأجهزة الأمنية كافة لعدم تنفيذ أي إشارة صادرة عن القاضية عون وعدم مخابرتها بأي دعوى قديمة أو جديدة، وحصر الأمر بالمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان.
وعلى الأثر أوضحت عون «ان قرار القاضي الحجار باطل ومخالف للقانون، لأنه لا يحق له توقيفي عن العمل». وأضافت في بيان: «هذا القرار يعود حصراً لوزير العدل بناء لطلب التفتيش القضائي. وأطلب من معالي الوزير التدخل لوقف هذه التجاوزات التي تعرقل سير العدالة بوجه مدعي عام استئنافي، يقوم بعمله بكل إخلاص وأمانة وتجرّد ونزاهة». وأضافت: «سأتقدم الاثنين بطعن أمام مجلس شورى الدولة بوجه القرار المذكور. لهذا السبب ولأن لا صفة للقاضي الحجار لاتخاذ أي قرار لهذه الجهة لأنه فضلاً عن عدم قانونية القرار المشار اليه وتجاوز لحد السلطة، فأنا لم أتبلغ قرار تعيينه مدعياً عاماً تمييزياً، وبرأيي هو مغتصب السلطة ولا يحق له ممارسة مهام مدعي عام التمييز».
بدوره، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «‏كيف يحقّ لأي كان أن يمنع الضابطة العدلية من أن تستجيب لإشارات مدّعي عام، أي أن يكفّ يده عملياً؟ هذا الأمر يعود للمجلس التأديبي وليس لقاضٍ آخر».
وأوضح باسيل في تصريح له، «لقد صحّ ما نبّهنا منه مراراً من أن تتم ملاحقة القضاة الذين يلاحقون الفاسدين ومن سرقوا أموال المودعين عوض مكافأتهم، وهذا ما يتمّ على يد المنظومة الحاكمة التي تريد إدامة إمساكها بالقرار المالي والاقتصادي والقضائي».
وأضاف باسيل: «هل كانت المنظومة لتفعلَ الأمر نفسه مع المدّعين والقضاة المتقاعسين والمحميين؟ أم أن الاستسهال وصل الى درجة المسّ فقط بمدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، وجرمها أنها تتجرأ على فتح ملفات لا يجرؤ الآخرون عليها، فأين التدقيق الجنائي؟ أين ملف أوبتيموم؟ أين رياض سلامة المطارَد دولياً والمحميّ محلياً في كنف هذه المنظومة؟».

بيرم ينسحب ومعه وفود عشرات الدول
عند بدء كلمة مندوب «إسرائيل» إلى مؤتمر جنيف

 

انسحب وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم والوفد المرافق عند بدء كلمة المندوب «الإسرائيلي» خلال مؤتمر العمل الدولي في جنيف.
وبعد انسحاب الوزير بيرم انسحبت وفود عشرات الدول تضامناً خلال اللقاء الدولي المخصص لبحث أوضاع العمال في فلسطين في مؤتمر العمل الدولي في جنيف.
وكان بيرم ألقى كلمة لبنان، شدّد فيها على «حق عودة المهجرين الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين وإنهاء مأساة تهجيرهم المستمرة ظلماً منذ 75 عاماً بفعل الاحتلال الإسرائيلي الضارب بعرض الحائط لكلّ القرارات والإرادة الدولية وصوت الشباب الجامعي في كلّ العالم لوقف حرب الإبادة في غزة والإنهاء الفوري للجرائم ضدّ الإنسانية «.
ولفت إلى أنّ «غزة تشكل اختباراً لشعارات حقوق الإنسان التي تطبق بمعايير غير عادلة، ولضمائرنا وإنسانيتنا حيث تميّز هذا الإجرام المستمرّ عن كلّ الجرائم المرتكبة سابقاً بأنه يتمّ ارتكابه عبر البث المباشر»، مشيراً إلى أنّ «العقد الاجتماعي الجديد الذي هو أساس في تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية لا يكون إلا بالعدالة الإنسانية قبل الاجتماعية وعدم التعرّض لأبسط الحقوق الأساسية للإنسان. فلنا حقّ بالحياة والأمان والسلام والغذاء، والتعلم والكرامة وسنناضل من أجل هذه الحقوق».
وسأل بيرم: ماذا يعني أن تقصفوا بالفوسفور الأبيض مزارع الزيتون والليمون وكلّ حقولنا وأن ترموا صواريخ فيها قنابل عنقودية على شكل لُعب أطفال وكلّ قنبلة تقول لطفل تعال الْهُ لتجد الموت بانتظارك»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى