بشّور: مقاومة الاحتلال طريقُ الوحدة بين شرفاء الأمّة وأحرار العالم
رأى المُنسّقُ العام لـ»تجمُّع اللجان والروابــط الشعبيّة» معن بشــّور في بيــان بذكــرى الحــرب «الإسرائيليّة» على لبنان عــام 1982، أنَّ «مَن عــاش أيّام الحرب الإســرائيليّة علــى لبـنان عام 1982 وملحمة حصار بيروت التي اســتمرّت أكثر من 80 يــوماً، يســتطيع أن يــُدرك ربّما، أكــثر من غيره، أهميّة ملحــمة «طوفان الأقصى» وتداعياتها وأبعادها الإســتراتيجيّة، بل أن يجعلَ دروس تلك التجربة في خدمــة المجاهديــن الأبطال فــي غــزّة وعمــوم فلســطين وكــلّ ســاحات المقاومة».
وقال «هذا العدوّ لا يحتاجُ إلى أعذارٍ ليشنَّ حروبَه العدوانية في لبنان ولا في فلسطين ولا في أيِّ أرضٍ عربيّة»، لافتاً إلى أنَّ «الحربَ الإسرائيليّة على لبنان عام 1982 وقعَت بذريعة محاولة اغتيالٍ قامَ بها عضو تنظيم منشَّق عن منظّمة التحرير ضدَّ السفيرِ الإسرائيليّ في بريطانيا، فجاءَ الردُّ حرباً على منظّمة التحرير وقوّاتها في لبنان، تماماً كما جرى في ملحمة طوفان الأقصى».
وأوضحَ «أنَّ الحربَ الإسرائيليّة عام 1982 استهدفت تصفية المقاومة الفلسطينيّة ممثَّلةً بحركةِ فتح ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة، فإذا بالمقاومة الفلسطينيّة تنمو ويتسّع تأثيرها، وتعود إلى التألّق في انتفاضتيّ عاميّ 1987 و2000 وبالعديد من العمليّات البطوليّة، وبولادة حركتين مقاومتين إسلاميّتين فاعلتين هما حركة «حماس» و»الجهاد الإسلاميّ» بحيث انتقلت المقاومة إلى الداخل الفلسطينيّ وباتت تمتلكُ من القدرات ما جعلَها تصمدُ أكثر من 8 أشهر بوجه واحد من أكثر الحروب شراسةً ووحشيّة».
وتابعَ «لقد كشَفت يوميّات تلك الحرب الإسرائيليّة على لبنان أنَّنا أمامَ عدوٍّ لا يلتزمُ بتعهّداته ولا بأيّ اتفاقات يتمّ عقدها معه، معتمداً في سلوكه على دعم من يكون راعياً لهذه الاتفاقات».
أضافَ «ظنَّ العدوّ أنّه في حرب 1982 تمكّنَ من إنهاء المقاومة الفلسطينيّة في لبنان، فإذا به يتسبَّبُ باحتلاله وصراعه بولادة مقاومة لبنانيّة راسخة وشامخة، من القوى الوطنيّة الشعبيّة والإسلاميّة تُلحق به الهزائم، ليواجه هزيمةً عسكريّةً عام 2006 أسَّست للعديدِ من هزائمه العسكريّة فيما بعد ولا سيّما في ملحمة طوفان الأقصى».
ورأى أنّه «بقدرِ ما فاجأت المقاومة اليوم العدوّ بوحدة ساحاتها، كانت حرب 1982 في لبنان ساحةً التقى فيها مقاومون لبنانيّون وفلسطينيّون وجنودٌ سوريون ومتطوّعون عراقيّون ويمنيّون ومصريّون، بما يُثبت أنَّ مقاومة الاحتلال هي طريق الوحدة بين شرفاء الأمّة وأحرار العالم. وقد أكّد تطوّر الصراع بين الأمّة وأعدائها على مدى 76 عاماً، أنَّ المقاومةَ هي تواصُل بين شرفاء الأمّة، وتكامُل بين تيّاراتها النهضويّة الملتزِمة بحقوقِ الأمّةِ وتراكُم خبرات وتجارب وتضحيات أفواج المقاومين».
وختمَ «بينَ السادس من حزيران 1982 في لبنان، وبين السابع من تشرين أول 2023 في فلسطين، حكايةُ شعبٍ لم يتوقّف عطاؤه وحكايةُ أمّة تعتزُّ بمقاومتِها وشهدائها وجرحاها وأسراها».