الوطن

اجتماعٌ عماليّ لبنانيّ سوريّ في جنيف دعا لوقف الحصار الاقتصاديّ عن البلدين فقيه: صامدون في أرضنا وسندافع عنها مدعومين بشرفاء العالم وأحراره

عُقدَ على هامش مؤتمر العمل الدوليّ في دورته 112 في العاصمة السويسريّة جنيف، اجتماعٌ بين اتحاد عمّال سورية برئاسة جمال القادري والاتحاد العماليّ العام في لبنان برئاسة حسن فقيه.
وناقشَ الجانبان بإسهاب العلاقة المتينة والقويّة بين البلدين، كما ناقشوا موضوعَ النازحين السوريين في لبنان، حيثُ أجمع الحاضرون على ضرورة تطبيق القوانين اللبنانيّة في هذا الموضوع .ورحّبوا بـ»الخطوة الإيجابيّة المتمثِّلة بإنشاء اللجنة العُليا السوريّة اللبنانيّة».
وأدان المجتمعون العدوان الصهيونيّ على شعبنا في فلسطين وسورية ولبنان ودعوا «إلى وقفِ حمّام الدم والضغط على الكيان الغاصب وداعميه بوقف قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كلّ مقوّمات الحياة».
كما اتفقوا على عقد اجتماعٍ لاحق للاتحاديين «لمُتابعةِ ما صدرَ عن الحكومتين بموضوع النازحين الذين يجب دعمهم في ديارهم في سورية بعدما باتت معظم المناطق آمنة»، داعين إلى «دعمِ النازحين في سورية ووضع خطّة دوليّة لإعادة الإعمار ووقف الحصار الاقتصاديّ الجائرالذي يتعرّضُ له لبنان وسورية».
وأكّدوا «دعمَ المقاومة الوطنيّة والإسلاميّة لتحرير الأراضي التي يحتلّها الكيان الغاصب ولا سيّما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان السوريّ المحتلّ».
كلمة فقيه في المؤتمر
من جهة أخرى، ألقى فقيه كلمة الاتحاد العماليّ العام في لبنان خلالَ مؤتمر العمل الدوليّ وقال فيها «توقّفنا بكثير من التقدير والاحترام أمام تقريري سعادة المدير العام سواء بما يتعلّق بالأراضي الفلسطينيّة المحتلّة والجولان السوريّ أو التقرير المفصّل حول عقدٍ اجتماعيّ متجدِّد الذي نعتبره دليلَ عمل وخريطة طريق غير مسبوقتين».
أضاف «جاء التقريرُ حول الأراضي المحتلّة في فلسطين والجولان شاملاً ومتكاملاً سواء لناحية التوصيف أو التحليل أو الإضاءة على مختلف المشكلات الناتجة عن هذا الاحتلال العدوانيّ المستمرّ. أمّا التقريرُ الثاني تحت عنوان: نحو عقدٍ اجتماعيّ متجدِّد. فقد أتى اختياره في عالمنا المضطرب في العديد من مناطقه، وفي ظلّ متغيّرات بالغة التأثير على العلاقات بين الناس وأسواق العمل، فضلاً عن الأثَر البالغ المرتقَب للذكاء الاصطناعيّ والثورة المتجدِّدة في عالم الاتصالات».
ولفتَ إلى أنَّ التقرير «على الانطلاق من حقوق الإنسان والمرأة والطفل، كما على الحقّ بالعمل والعقود الجماعيّة بين أطراف الإنتاج وما تشكله من أسباب الاستقرار والأمان الإجتماعيّ ومن هنا كان وصفنا لهذا التقرير بأنّه دليل عمل للحكومات والعمّال وأصحاب العمل وكذلك لأصحاب المهن الحرّة وللمجالس الاقتصاديّة والاجتماعيّة في البلدان التي تتواجد فيها هذه المجالس».
وأعلنَ أنّنا «نتبنى كلَّ ما جاءَ في التقريرين».
وعرضَ لحرب الإبادة الجماعيّة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني وقال «إنّنا مطالبون اليوم انطلاقاً من مبادئنا الإنسانيّة والقيمة والأخلاقيّة بإدانة هذه المجزرة المتماديّة بحقّ شعب فلسطين المناضل والصامد، وكذلك انطلاقاً من تقرير المدير العام ومضمونه حول العقد الاجتماعيّ المتجدّد».
وتطرّق فقيه إلى الوضع في لبنان وقال «لقد شعرَ اللبنانيّون الذين لطالما تعرّضوا للعدوان الإسرائيليّ المتكرّر منذ احتلال فلسطين ولاحتلال جزء من أرضه التي تحرّر معظمها على أيدي المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة بمختلف أطرافها أنّ العدوان لن يقتصر على شعب غزة والشعب الفلسطينيّ بل تعدّاه إلى الجوار».
أضاف «وبما أنّ أرضنا ما زالت محتلّة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كان من الطبيعيّ أن تستمرّ حالة التوتر والعدوان على حدودنا و تستمرّ مقاومة العدوان والاحتلال لذا عمدَ الاحتلال إلا توسيع عملياته للمقاومين والمزارعين المدنيين من دون تمييز ودمّر أجزاءً من مئات القرى وقصف المزارع والأراضي الزراعيّة بالقنابل الفوسفوريّة الحارقة بحيث لم تعد تصلح للزراعة لعشرات السنين، كما فتكوا بالمصانع والمعامل ودور العبادة وتجاوزوا المعادلات التي كانت قد أرستها حرب تموز عام 2006 والقرار 1701 الذي خرقته إسرائيل أكثر من ثلاثين ألف مرّة برّاً وبحراً وجوّاً، بحيث بات مزارعونا ولا سيّما مزارعو التبغ وهم بالآلاف غير قادرين على زراعة أرضهم وجني محاصيلهم، و تهجّر أكثر من مئة ألف لبنانيّ بفعل العدوان».
وأكّدَ أنّنا «صامدون في أرضنا، عمّالاً وفلاّحين، و سندافع عنها مدعومين بشرفاء العالم وأحراره، وهنا نطالبكم بالوقوف في وجه المحتلّ والغاصب ووقف العدوان».
وتابع «أمّا في لبنان، فإنّنا بلدٌ بلا رئيس يعيش الحرب و اقتصاد منهار. وفي هذه المناسبة، نودُّ أن نلفتَ انتباهكم إلى أنّ قيمة العملة اللبنانيّة انخفضت أكثر من أربعة عشر ضعفاً منذ شهر تشرين الأول 2019 وتوسّعت ظاهرة البطالة والهجرة وبات في لبنان أكثر من مليوني نازح من الإخوة السوريين لأسباب مختلفة وارتفعت العمالة غير النظاميّة إلى أكثر من 60% وبات حوالى تسعين بالمائة من اللبنانيين عندّ حدّ الفقر وتحته حسب المعايير الدوليّة».
وطالبَ بعودة النازحين إلى سورية ودعمهم في ديارهم ووقف الحصار وإعادة الإعمار.
وأملَ أن تستعيدَ سورية وحدة أرضها وشعبها والتي يتكرّر العدوان الصهيونيّ عليها. وطالب «مع العديد من شعوب العالم فك الحصار الماليّ والاقتصاديّ عنها وخصوصاً إلغاء قانون قيصر الظالم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى