أخيرة

دبوس

نهاية التاريخ

إذا كان فوكوياما، في استشرافاته عن نهاية التاريخ يعني انّ التاريخ كما عهدناه قد انتهى بانبعاث إنسان جديد في ما وراء الأطلسي يتمتّع في الظاهر بمظهر إنساني، ولكنه في الفحوى وحش ألغى طواعية ذاته الإنسانية، التي كانت تحتفظ بقدر ما من القيمية والأخلاقية، واستبدلها بنهج إلغائي عنصري فاشي لا يرى في الآخر إلا مخلوقات تستوجب الاستئصال…
إذا كانت نهاية التاريخ هكذا، فأنا أتفق معه تماماً، فتش عن أميركا أينما تجد الظلم والقتل والإبادة والسلب والنهب لثروات الشعوب!
فتش عن أميركا… أميركا منخرطة في عملية الإبادة الجماعية في غزة بالمباشر وليس بغير المباشر، تسليحاً وتمويلاً، وبالتغطية السياسية والإعلامية، بل وبالخبرات القتالية والمخابراتية، وهي رأس الحربة في كلّ هذا التقتيل والتفنن في الإبادة والتطهير العرقي،لن يردّ على كلّ هذا التوحّش والانعتاق المطلق من أيّ قيمة أخلاقية إنسانية بالتمنيات وبالنوايا الحسنة،
نحن بإزاء الوحش من دون رتوش ومن دون أقنعة وبلا اصطناع، كلّ من يحاول ان يخادع ذاته ويضطرها الى قناعة ثبت بمليون دليل مغموس بالدم حتى ما بعد الإشباع انّ هذه الامبراطورية القابعة بعيداً في ما وراء الأطلسي، والتي أنشئت بعد شلالات من الدم بلا حدود، وعلى جثامين وأشلاء شعوب أخرى بالقتل والذبح والسلخ والإبادة بلا رحمة، كلّ من يمدّ يداً باحثةً عن العدالة والإنصاف والسلام هو واهم حتى النخاع، لن تحبنا هذه الإمبراطورية إلّا أمواتاً، ولن يغيرهم إلّا هزمهم، وهزم مشروعهم، سواء مشروع الكيان الاستئصالي، او مشروع أميركا الاستعماري، أو مشروع الأعراب الاستتباعي.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى