أخيرة

دبوس

غوتيريش وأبو الغيط…!

أنطونيو غوتيريش، البرتغالي الكاثوليكي، يتواجد على بعد آلاف الأميال من المجزرة في غزة، ويتفاعل بحرقة مع ما يحدث للشعب الفلسطيني، ويصدر البيانات تباعاً، مطالباً بوقف إطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية، ويتحمّل بسبب ذلك كلّ الغلاسة والسفالة الصهيونية والأميركية، ولا يتوقع بسبب ذلك ان تجدّد له أمانة الأمم المتحدة مرة أخرى، ولكنه يؤثر قول الحق على الصمت وتحقيق المكاسب المنفعية على ذلك الصمت…
أبو الغيط، العربي المسلم، يجلس على مرمى حجر من المذبحة، ويلتزم صمتاً كصمت أبو الهول المطبق من دون حياء ولا خجل، لكأن الأمر يحدث في المريخ، ولا يعنيه بشيء، وهو ينفذ كلّ الأوامر التي تأتيه من الدول الخليجية الثرية المسيطرة على هذه الجامعة من خلال المال، مثله كمثل عداد مواقف السيارات في مرآب الانتظار، بقدر ما تضع فيه من العملة النقدية، بقدر ما يعطيك من وقت الانتظار!
أبو الغيط، بقدر ما يلقّم في فمه من المال، بقدر كمية الصمت التي يقدّمها إزاء شلالات الدم والأجساد المقطّعة في غزة!
المروءة والشهامة واتخاذ الموقف الأخلاقي الصحيح، ليست حكراً على أحد، وليست مقتصرة على دين أو عرق أو فصيل معيّن من الناس، والذين يتظاهرون تأييداً للحق الفلسطيني، ويتحمّلون العنت والقمع في سبيل ذلك، هم أشرف ألف مرة من أولئك الذين يدّعون أنهم عرب ومسلمون، ويعطون أذناً صمّاء، وعيناً عمياء، وأفواهاً بكماء لكلّ هذا الدم المدرار الذي يسفك في غزة، ولا يرفع من شأن الإنسان، إلّا نواياه وأفعاله ومواقفه الصارمة في سبيل الحق والحقيقة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى