مانشيت

مجلس الأمن يصوّت لصالح قرار وقف دائم لإطلاق النار في غزة.. وحماس ترحّب واشنطن عدّلت نص مشروعها 3 مرات لتجنب الفيتو… وروسيا تمتنع و14 أيّدوا تل أبيب تواجه مخاطر التفكك السياسي… ومصير حكومة نتنياهو على المحك

‭}‬ كتب المحرّر السياسيّ
بعد أسبوع من محاولة تمرير مشروع قرار يؤيّد مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن حول غزة، نجحت واشنطن بالحصول على تصويت 14 دولة من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن الدولي، وامتناع روسيا عن التصويت دون استخدام الفيتو، وذلك بعدما اضطرت واشنطن لإدخال تعديلات جوهرية على نص مشروع القرار لتفادي الفيتو الذي لوّحت به روسيا والصين، وتضمّن النص المعدل الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي دعوة واضحة لإنهاء الحرب وليس فقط وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات على التهدئة المستدامة، ودعوة لانسحاب شامل لقوات الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة، وليس الانسحاب من المناطق المأهولة فقط، وبدلاً من دعوة حماس للقبول ودعوة الدول إلى الضغط عليها للقبول، توجّه القرار لكل من كيان الاحتلال وحماس لتنفيذ بنود القرار، وفيما علّق المندوب الروسي على القرار بالتشكيك في الكلام الأميركي بالموافقة الإسرائيلية مستعيداً كلام نتنياهو عن مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، مفسراً سبب امتناع موسكو عن التصويت، وبعد صدور القرار بدقائق أصدرت حركة حماس بياناً رحّبت فيه بالقرار، وأعلنت استعدادها لمواصلة البحث مع الوسطاء سعياً لتفاوض يؤدي الى تنفيذ بنود القرار، بينما خيّم الصمت على موقف حكومة كيان الاحتلال، بعدما تحدّث الأميركيون على مستوى الرئيس ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي قرابة مئة مرة عن المقترح كمقترح إسرائيلي. وقالت مصادر إعلامية في الكيان إن نتنياهو بادر للقول لأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركية خلال لقائهما أمس، إن حكومته ترفض نص مشروع القرار.
بانتظار ما سوف تقوله حكومة نتنياهو وقد صارت الكرة في ملعبها، يبدو حال هذه الحكومة من سيئ الى أسوأ، وبعد انسحاب عضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة، يبدو وضع الحكومة حرجاً في التصويت على مشروع قانون الجندية، الذي يواجه رفض جماعات الحريديم الانخراط في الجيش، ومعارضة وزير الحرب في حكومة نتنياهو يوآف غالانت لمقترح تقدّم به نتنياهو يعفي فيه الحريديم من الخدمة في الجيش.
توزع الاهتمام أمس، بين حراكَي اللقاء الديموقراطي والتيار الوطني الحر. لكن المعطيات تشير الى أن الحركة الرئاسية هي حركة الوقت الضائع بانتظار ان تنضج تسوية ما.
ومن عين التينة اكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنه لا يطلق مبادرة جديدة، بل يدعو الى استغلال الفرصة الجدية السانحة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي رد غير مباشر على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تحدّث أمس عن تسوية خارجية، رأى باسيل أن الكلام عن انتظار تسويات خارجية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي هو أمر غير عقلاني.
وأفادت معلومات أن «بري يُصرّ على أن يسبق أي انتخاب لرئيس الجمهورية حوار يترأسه بنفسه». وتابعت مصادر عين التينة: «قول البعض إنه لن يشارك في حوار يترأسه برّي «كلام معيب». وأعلن رئيس مجلس النواب أن باسيل «حكى بالتوافق وأيد الحوار بآليتي وبرئاستي ومن هالناحية جبران أفضل من غيره».
وأشار بري إلى أن «باسيل لم يذكر أي أسماء مرشحين» وعن فرنجية قال لي «ما رح نمشي فيه».
ورداً على سؤال حول حوار من غير «القوات» قال بري إن «الحوار يلي دعيت اليه الكل بيعرف قواعده ولنوصل ليها منصلي عليها».
وليس بعيداً، أكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، فصل العمليات العسكرية عن الاستحقاق الرئاسي، والاستعداد لعملية الانتخاب فور حصول التفاهم اللبناني، مجدداً اعتبار فرنجية خياراً أول. أما عن الخيار الثالث، فقال: قبل الحديث عن ذلك، فليتفقوا على إجراء الحوار.
في المقابل، ترفض القوات اللبنانية الحوار بالصيغة التي يطرحها رئيس مجلس النواب، وتؤكد مصادرها عدم جواز اعتماد الأعراف والتسليم بعرف اجراء الحوار كمدخل لانتخاب رئيس، فهناك قواعد دستورية يفترض الالتزام بها.
وواصل «الاشتراكي» جولته على القوى السياسية. في الإطار نفسه، زار رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، الذي استقبل أيضاً نواب من المعارضة، وفداً من التيارالوطني الحر برئاسة باسيل الذي قال نحن امام حلّين إمّا الذهاب إلى التشاور سويًّا وانتزاع ضمانة من برّي بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس أو الاتفاق على المواجهة بمختلف السبل المتاحة، أمّا رفض الحلّين فهو تثبيت للوضع الذي يفرضه الثنائي الشيعي.
هذا ويزور «الاشتراكي» اليوم نواب تحالف التغيير ورئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي الذي يستقبل أيضاً باسيل على رأس وفد من التيار الوطني الحر.
واستقبل رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في دارته في بنشعي السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني، وكان عرضٌ شامل لكل المستجدات السياسية والتطورات الميدانية في لبنان والمنطقة.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّه «لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. وذكر ان المادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سورية»، متسائلاً: «ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟».
وأمس، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المملكة الاردنية الهاشمية للمشاركة في أعمال مؤتمر «الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة» الذي بدأ أمس ويستمر حتى اليوم، بدعوة مشتركة من الملك الاردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
ميدانياً، ومع تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، كثّف حزب الله من عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، إما بصليات صاروخية أو بالإكثار من استخدام الطائرات المسيّرة المفخخة، ونجح في تجاوز القبة الحديدية. اذ أعلن حزب الله عن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة، وأصابهما إصابة مباشرة. ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة ‌‏المناسبة، وأصابه إصابة مباشرة وأوقع مَن بداخله بين قتيل وجريح، وموقع بياض بليدا بمسيّرة انقضاضية أصابت هدفها بدقة.
كما أعلن الحزب أنه «شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر القيادة ‏المستحدث التابع للفرقة 146 شرق نهاريا (الذي انتقل من ‏منطقة جعتون بعد قصفه سابقاً)، مستهدفة أماكن ‏تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده، وأصابها ‏إصابة مباشرة، مما أدّى لتدميرها واشتعال النيران فيها ‏وإيقاع أفراد العدو بين قتيل وجريح».
هذا وأعلن جيش العدو الإسرائيلي سقوط مسيّرتين مفخّختين تسللتا من لبنان في منطقة الكابري، ما أدّى إلى حريق وأضرار في المكان، فيما قال إنه اعترض مسيّرتين أخريين قبالة شواطئ نهاريا. وذكر أنه رصد إطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو «منارا» و»يرؤون» و»أفيفيم» و»مرغليوت» و»يفتاح»، مشيراً إلى أنّه رصد إصابة مبانٍ واندلاع حرائق. وقال إنه قصف بواسطة المدفعية بلدات عيتا الشعب وحانين وصالحاني.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحرب ليست حتميّة مع لبنان، وأن «إسرائيل» أبدت انفتاحها على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن، وقال المسؤول: «تصريحات قادتنا كانت واضحة بأن التصعيد قد يكون وشيكاً في لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى