مانشيت

حماس والجهاد تربحان بالنقاط بالذكاء المقاوم على الذكاء الصناعي لمبادرة بايدن / ردّ المقاومة يربط بدء المرحلة الثانية بانتهاء المفاوضات على اتفاق إنهاء الحرب / واشنطن والقاهرة والدوحة: لدراسة متأنية وتقييم الردّ ومواصلة الجهد التفاوضي /

كتب المحرر السياسي
أسدل الستار على الحملة المبرمجة والمكثفة التي شنتها واشنطن وتل أبيب، لفرض حصار سياسي ودبلوماسي وإعلامي على المقاومة، وتحميلها مسؤولية استمرار الحرب، وتقديم نموذج متوحش مثلته غزوة مخيم النصيرات لترويع الشعب الفلسطيني من مخاطر هذا الاستمرار. وبعد عشرة أيام من إعلان مبادرة بايدن، قدمت المقاومة ردها المكتوب، ولم تؤثر في موقفها وتأنيها واستثمارها لذكاء التوقيت كل الضغوط والملاحقات والاتصالات والتصريحات التي تمت تحت عنوان، الكرة في ملعب حركة حماس والمقاومة، وعلى المقاومة وحماس عدم إضاعة الفرصة، والعالم كله ينتظر حماس، كما قال بلينكن واضاف أن على الدول العربية والشعوب العربية الضغط على حماس للقبول العلني الصريح بلا شروط للصفقة.
ربحت المقاومة بالنقاط، باستخدامها للذكاء المقاوم، في مواجهة مبادرة تقول تقارير أميركية أنها ولدت عبر الاستعانة بالذكاء الصناعي، من خلال أخذ النص الذي قدمه وليم بيرنز لقطر ومصر بعد مفاوضات شاقة مع قيادة المقاومة كعرض أخير، وانتهى في السادس من أيار بموافقة المقاومة على العرض الأخير، وتمت عملية فصل للنقاط التي اعترض كيان الاحتلال على وجودها في العرض بموجب مذكرة قدمها للوسطاء، وتمت إعادة ترتيب النص المكتوب بما يتناسب مع اعتراضات الكيان، وإحالة النقاط التي تمثل الاستجابة لطلبات المقاومة، الى المداخلة الشفوية التي قدمها الرئيس جو بايدن في مؤتمره الصحافي، بحيث تكون على المقاومة الموافقة على نص مكتوب لا يحقق لها ايا من مطالبها الأساسية بداعي أن الرئيس الأميركي قال إن هذه الموافقة سوف تحقق تلك المطالب، وهنا كانت أهمية ذكاء التوقيت هي الحاسمة، فصمدت المقاومة أمام الضغوط واستثمرت على الوقت، ونجحت بضمان موقف روسي صيني يرفض إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعم مبادرة بايدن دون تضمينه التعهدات الشفوية التي أوردها بايدن والتي تشكل طلبات المقاومة، وهي جوهر ما يدعو إليه القانون الدولي في تدخل مجلس الأمن في مثل حالة الحرب على غزة، وهي تحديدا، الدعوة لإنهاء الحرب، والدعوة لانسحاب كامل لجيش الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة.
ذكاء التوقيت كان بتمرير ثلاثة استحقاقات قبل تقديم الرد، الأول موعد الثامن من حزيران الذي أعلن عضو مجلس الحرب في الكيان أنه موعد استقالته ما لم يذهب بنيامين نتنياهو الى صفقة تعيد الأسرى، وعندما مدد غانتس المهلة انتظرت المقاومة حتى أعلن استقالته وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الأولى، ثم جاء الاستحقاق الثاني وهو موعد التصويت على قانون الجندية، وقضية إعفاء الحريديم، وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الثانية بتصويت وزير الحرب يوآف غالانت ضد القانون، حتى جاء أول الاستحقاق الثالث وهو التصويت على مشروع القرار الأميركي الداعم لمبادرة بايدن، بعد تعديله ثلاث مرات، بحيث تضمن ما تريده المقاومة من طلبات تجنبا لاستخدام الفيتو.
هنا دقت ساعة الرد، فاجتمع قادة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي لأول مرة في تقديم رد، وبدت صورة القائدين اسماعيل هنية و زياد نخالة يقرآن ويعدلان على النصوص، ذات معنى، في تأكيد وحدة المقاومة وتماسك صفوفها في مقابل التفكك الذي ينخر الكيان، وكان الرد ذكيا ومرنا و هادئا، لكنه مستند إلى قرار مجلس الأمن، وليس إلى كلام بايدن، طالما أن واشنطن تعتبر القرار تأييدا للمبادرة.
مصادر متابعة للملف تقول إن المقاومة ضمنت ردها الكثير من الملاحظات، خصوصا تأكيدها لعنواني الوقف النهائي للحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، لكن يبقى الأهم هو الرد ينطلق من أن الإشارة الى استمرار وقف اطلاق النار بعد نهاية المرحلة الأولى، إذا استدعى التفاوض على وقف الحرب نهائياً مزيداً من الوقت، بحيث يستدعي لضمان التوصل إلى اتفاق وتحقيق التوازن بين مصالح الفريقين، الاحتلال والمقاومة، ربط تنفيذ المرحلة الثانية بانجاز الاتفاق النهائي الذي يعلن إنهاء الحرب، بحيث لا يتمّ الإفراج عن الأسرى من الذكور الأحياء، الضباط والجنود خصوصا، إلا بعد الإعلان عن نهاية الحرب والالتزام بتنفيذ الانسحاب الشامل.
وبعدما سلّمت قوى المقاومة ردّها، أعلنت واشنطن والدوحة والقاهرة انها بصدد دراسة متأنية للملاحظات، وتقييم الردّ والتمسك بمواصلة مساعي الوساطة التفاوضية حتى يتحقق التوصل إلى اتفاق، فربحت المقاومة بالنقاط حيث أريدَ لها أن تخسر بالضربة القاضية.
يواصل التيار الوطني الحر حراكه تجاه القوى السياسية من اجل فتح كوة في جدار الازمة الرئاسية، والتقى النائب جبران باسيل امس، النائب فيصل كرامي الذي اعتبر أن «علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الازمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول والحوار والتشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس بري خريطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة». أما باسيل فأشار الى انه تم الاتفاق على عدة أمور منها وجوب عدم استمرار الفراغ الرئاسي، وقال: «لا حل الا بالتفاهم والتوافق على رئيس «لأن غير هيك ما حدا ح يقدر يوصل رئيس واي رهان على فوز فريق على آخر هو فشل»…. على أن تكون محطتاه المقبلتان اليوم مع النائب تيمور جنبلاط وكتلة الاعتدال.
وكرر باسيل خلال اجتماع تكتل لبنان القوي طرحه انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على دورتين بما يؤمن البعدين الميثاقي المسيحي والوطني، غير أن هذا الطرح يستلزم تعديلاً دستورياً ونصاب الثلثين، وهو أمر إذا تأمن يمكن عندئذ استبدال التعديل بالانتخاب.
وعُقد مساء امس، في دارة النائب فريد هيكل الخازن في جونية، لقاء بين «التكتل الوطني المستقل» ورئيس «التيار الوطني الحر اكد بعده الخازن أن «الوضع الرئاسي معقد ولا بد من ان تكون هناك لقاءات وتفاهمات بين القوى السياسية للتوصل الى انتخاب رئيس».
وفي إطار جولته على القوى السياسية، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي، أعضاء تكتل التوافق الوطني، فيصل كرامي ومحمد يحيي وعدنان طرابلسي وحسن مراد.
وليس بعيداً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة وفدا من تكتل التوافق الوطني النيابي. ونقل النائب محمد يحيى عن رئيس المجلس قوله: «إن بعض الكتل وبعض النواب المنفردين ومن خلال اللقاءات والتحاور استطاعوا التوصل إلى نتيجة والتراجع عن المطالب السابقة والقبول تقريباً بالحوار. وتمنى ان تكون النيات صافية لأننا فهمنا أن بعض الكتل ومنها التيار الوطني الحر لديهم النية للمشاركة بالحوار او التشاور ونتمنى من كل الكتل ان تلبي هذا المطلب». واعتبر يحيى «لو اننا مشينا بالذي طرحه الرئيس بري، ومن الطبيعي وفقا للقانون والاصول أن يدير رئيس مجلس النواب هذ الحوار في المجلس النيابي»… وأشارت المعلومات الى ان «برّي وكرامي تداولا بالمبادرات القائمة ولا سيما جهود الخماسيّة وبرّي مصمّم على الحوار الذي طرحه أي 7 أيام حوار تليها جلسات متتالية حتى خروج الدخان الأبيض». وبينما استقبل الرئيس بري الوزير السابق غازي العريضي وبحث معه في الاوضاع والمستجدات السياسية والميدانية، اكدت مصادر الاشتراكي لـ»البناء» ان المبادرات المطروحة اليوم ايجابية لكن الأهمية تكمن في الوصول الى تفاهمات والابتعاد عن منطق التعطيل، مشددة على اهمية الحوار كمدخل لأي حوار، ورداُ على سؤال حول ما يطرح عن كتلة تضم الاشتراكي والاعتدال والتيار الوطني الحر والتي من شأنها ان تكون بيضة القبان في البرلمان، شددت المصادر على ان الاشتراكي يرفض هذه المقاربة ولن يكون تحت خيمة أحد، فهو يعمل على إيجاد قواسم مشتركة بين المكونات السياسية.
واعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ «التواصل بين جميع الأفرقاء السياسين ضروري ومهم في هذه المرحلة». وشدد على أهمية الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية. ورأى جنبلاط أنّ «الحوار الذي يطالب به رئيس مجلس النواب ضروري وهو الذي ينقذ لبنان، لافتًا إلى أنّ لبنان قائم على الحوار أصلًا».
وأبدى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خشيته مجددًا ألّا ينتخب هذا المجلس رئيسًا للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي».
ومن الأردن أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال مؤتمر الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة، إلى أنّ «نهج التدمير الذي تتبعه اسرائيل لا سابق له في التاريخ ونختبره يوميا في لبنان على ارض جنوبنا الغالي». وناشد ميقاتي «دول العالم التدخل بكل قوة لوقف ما يحصل بعد 75 عاما من تجاهل حقوق الفلسطينيين على أمل أن يكون قرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي صدر بالأمس والذي نرحّب باسم الدولة اللبنانية بكونه الخطوة الأولى ولو متواضعة نحو الاستقرار». وأكّد أنّ «لبنان مستعد اليوم لإغاثة مصابي غزة خاصة الأطفال في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيرا عن تضامنه معهم اضافة الى المساعدة في تجهيز كوادر طبية وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحي». واضاف ميقاتي أنّنا «مستعدون للتعاون مع السلطة الفلسطينية لإنجاز الترتيبات الادارية اللازمة لتسهيل عبور الجرحى لمعالجتهم ومن ثم عودتهم معافين سريعا الى بلادهم». وتابع: «لكم أيها الأحبة أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الاول الفائت». وأردف: «جنوبنا وأهله أيها السادة في نكبة حقيقية لا وصف لها والعدوان المستمر يمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محوّلا جنوب لبنان ارضًا قاحلة ومحروقة». وختم ميقاتي: «لبنان الرمز سيبقى بلدا لكم مهما عصفت الأزمات».
وعلى هامش المؤتمر، استقبل ميقاتي في الاردن، في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي أكد تفهم الموقف اللبناني من مسألة النازحين السوريين في لبنان»، مشيراً الى ان «القادة الاوروبيين مدركون للضغوط التي يشكلها هذا الملف على لبنان ويعتبرون أن مسار الحل لهذه المعضلة سيتسارع بعد الانتخابات الاوروبية». كما اعتبر «ان انطلاق مسار وقف اطلاق النار في غزة سينعكس حكما تهدئة في جنوب لبنان».
وعقد ميقاتي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي شدد على أن بلاده تدعم لبنان في موضوع معالجة أزمة النازحين السوريين ومعالجة تداعيات هذا النزوح، ووعد بنقل واقع وموقف لبنان على مستوى الاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، تم تأليف لجنة فرعية برئاسة رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان للقوانين المالية المتعلقة بالودائع وبإدارة أصول الدولة والصندوق الائتماني.
وبينما يركز وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيركز بشكل أساسي على الجهود الهادفة لاحتواء التصعيد في الجبهة الشمالية تشير اوساط سياسية لـ»البناء» الى توافق دولي لمنع حرب إسرائيلية على لبنان ولمنع بنيامين نتنياهو من التصعيد، معتبرة ان هناك ترقبا لما يمكن ان تخرج به زيارة بلينكن التي تشمل القاهرة والأردن وتل أبيب في سياق مساعي التهدئة لا سيما أن نجاح مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن من شأنه ان يفتح أبواب التسوية في المنطقة ويقطع دابر توسع الحرب لا سيما في لبنان.
وأكد الجيش الإسرائيلي «إسقاط مُسيّرة تابعة لسلاح الجو في سماء لبنان، وهي الخامسة منذ بدء الحرب». كما أعلن حزب الله في بيان أنه «أثناء المراقبة والمتابعة الدائمة لحركة العدو في الأجواء اللبنانية، كمن مجاهدو المقاومة الإسلامية لمُسيّرة من نوع هرمز 900 مسلحة بصواريخ لتنفذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها إلى دائرة النار استهدفها المجاهدون بأسلحة الدفاع الجوي، قبل تنفيذ اعتدائها وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها». في المقابل، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بست غارات مواقع لحزب الله وشاحنة أسلحة على الطريق ما بين مدينة القصير والحدود اللبنانية، فيما أفيد عن سقوط صاروخ في منطقة فنيدق العكارية. ونعى حزب الله عباس محمد ناصر من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء من بلدة مجدل سلم وهادي فؤاد موسى من بلدة شبعا. وأدت غارة إسرائيليّة على أحد المنازل في بلدة جويا، الى استشهاد علي صوفان ونجله.
كذلك شن الطيران الحربي الإسرائيلي، عدواناً جوياً مستهدفاً مكان وقوع المسيّرة في مرتفعات جبل الريحان، والتي أسقطتها المقاومة قبل ربع ساعة من الغارة. كما شن الطيران المعادي غارة، مستهدفاً بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. كما شن غارتين جويتين على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت غارة محيط جبل بلاط لجهة راميا.
من جهة ثانية، أقرّ جيش العدو أنه تمّ إطلاق “صواريخ اعتراض نحو المُسيّرات التي اخترقت من لبنان وسقطت في شمال هضبة الجولان لكن محاولات الاعتراض فشلت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى