سامي الجميّل بين الأحلام والكوابيس…
} مكرم أمان الدين
ربما من الأفضل عدم الردّ على سامي الجميّل، أولاً لأنه شخص ثانوي جداً وتأثيره محدود جداً ولا يستأهل أيّ اهتمام، وثانياً لأنّ كلّ الناس باتوا اليوم يعرفون الحقائق والوقائع الدامغة التي تشكل أفضل ردّ على كلّ ما يقوله وينطق به.
لكن الردّ عليه يأتي فقط لسبب واحد هو ضرورة إطلاع الأجيال الجديدة على بعض المحطات التاريخية التي مرّت على هذا البلد الغالي والعزيز على الشرفاء والمناضلين والمقاومين الأشاوس.
يحاول سامي أن يوهِم أجيالنا الجديدة أنه مثلهم من جيل الشباب، وكأنه في السياسة ولد بالأمس، وليس له ماضٍ يخجل منه، لأنّ ذلك الماضي جلب على لبنان الخراب والدمار والويلات… هذه الحقيقة يجب أن تظلّ ماثلة في الأذهان، ومن اللازم أن يطّلع عليها أبناء الجيل الجديد حتى يكون حكمهم على الأشخاص منطلِقاً من حيثيات واقعية، لا أن يؤخذوا بخطاب منمّق لكنه مليء بالأكاذيب والمغالطات…
كيف لسامي الجميّل أن يقنِع أيّ أحد بأنه يعمل لبناء لبنان الجديد، فيما هو لا يخجل من القول إنه يتمسّك بتاريخه وتاريخ عائلته وحزبه الأسود الشبيه بكيس من الفحم الذي يُلحق السواد بكلّ من يقاربه أو يلمسه.
لكن ما فات سامي الجميّل أننا اليوم في مرحلة مختلفة كلياً، فـ يوم حصل الاجتياح «الإسرائيلي» انتشى به العملاء، وفي مقدمتهم حزب سامي وعمّه ووالده وجده… وروّجوا كثيراً لمقولة «إنّ لبنان دخل في العصر الإسرائيلي»، لكن ما لم يكن في حسبان كلّ هؤلاء أنّ في لبنان مقاومين شربوا حليب السباع ونفذوا العمليات البطولية النوعية ضدّ جيش الاحتلال (ومعه عملاؤه) وأجبروه على الاندحار تدريجياً من بيروت ثمّ من الجبل وبعد ذلك من شرق صيدا وجزين وصولاً إلى التحرير الكبير عام 2000 وبعده الانتصار الكبير عام 2006.
وها نحن اليوم في زمن الانتصارات، وقد ولّى زمن الهزائم إلى غير رجعة، ها نحن في زمن قوة لبنان في قوّته وليس في ضعفه كما كان يقول جدّ سامي الجميّل… ها نحن في زمن المقاومين العمالقة الذين يقدّمون الغالي والنفيس لحماية الأرض والناس ومنع العدو المجرم من استباحة ولو متر مربع واحد من أرض جنوبنا الحبيب. بل على العكس تماماً هم ينتظرون إشارة من قيادتهم وعلى رأسها فخر لبنان والأمة سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، لكي يدخلوا إلى الجليل ويعلنوا مع الأشقاء الأبطال في فلسطين بدء المنازلة الكبرى لتحرير فلسطين… كلّ فلسطين.
لا شكّ أنّ سامي الجميّل يدرك هذه الحقائق والوقائع التي تنغّص عليه أحلامه في استعادة زمن العمالة، وليس كلامه ومواقفه الممجوجة إلا تعبيراً واضحاً عن أنّ تلك الأحلام تحوّلت إلى كوابيس…