أخيرة

دبوس

ليس في اليمن وحده

لقد سمّت صنعاء الأشياء بأسمائها، التجسّس، سمّه ما شئت، ولكنه حسب القاموس اليمني هو تجسّس، لنقل، جمع المعلومات السياسية والعسكرية والثقافية والفنية والعلمية والتكنولوجية والاجتماعية والنفسية والمزاجية، كيما تدرس، بل وتقتل درساً لخدمة الخطط التي توضع بعد ذلك في الغرف السوداء ليس لمصلحتنا بالتأكيد، بل لإيجاد الثغرات ونقاط الضعف التي من خلالها يستطيعون التغلغل والتسلل خدمة لأهداف إضعافنا ونهب ثرواتنا، وتشتيت قدراتنا، ومن ثمّ السيطرة علينا وتنفيذ الأجندة الصهيو ـ انجلو ـ ساكسونية للسيطرة على العالم برمّته…
يجب ان نضع نصب أعيننا ونجعله ديدناً لنا بأنّ هذا الغرب القاتل، وربيبته الصهيونية العالمية لا يضمرون لنا إلّا الشرور، وكوارث الأمور، ولا يرتفعون إلّا بهبوطنا، ولا يثرون إلّا بفقرنا، ولا يقوون إلّا بضعفنا…
الكشف اليمني هو تظهير لحقيقة منطقية مفادها انّ الغرب والصهيونية العالمية، لن يكلّوا ولن يملّوا حتى يلغوا وجودنا بكافة الوسائل، والدليل على ذلك هو تاريخ عبر القرون لمحاولات دؤوبة مستمرة لمحو كينونتنا، تكريساً للسيطرة المطلقة على هذا الكوكب، أليست منظمات الـ NGOs، والمنح الدراسية والقروض والمساعدات المشروطة هي في نطاق الأدوات المستخدمة لتركيع كل البنى السياسية والإعلامية والفكرية والثقافية، وهل هذه الفتاوى المنبعثة من بعض الشخصيات الدينية، والخارجة عن المنطق العقلي، ناهيك عن الدين الحنيف، من جهاد المناكحة، الى فقه الأولويات، الى إطاعة وليّ الامر، الى الدعوة للهجرة من الأوطان للحفاظ على الدين، وفتاوى عدم التصدي للمعتدي بحجة تفوقه العسكري…
أليس هذا دليلاً على إمساك الغرب والصهيونية العالمية بمؤسساتنا الدينية من خلال الأدوات المحلية، حينما قال جيفري فيلتمان، السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في لبنان، ان بلاده أنفقت ما يربو على 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله، هل تساءل احد عن الكيفية التي استعمل فيها هذا المال لتحقيق ذلك الهدف، أليست من خلال المنح والرشاوي المالية للجسم الإعلامي اللبناني للقيام بهذه المهمة، فهنالك مال يُدفع، وهنالك أدوات تتلقى هذا المال، وتقوم من ثمّ بتنفيذ الأجندة الأميركية…
كلّ ما في الأمر أنّ اليمن ألقى القبض على هؤلاء المنفّذين لتلك المهمة، وأطلق عليهم اسم جواسيس، لقد سمّى الأشياء بأسمائها، بينما نسمّيها في أماكن أخرى بمعبّرين عن رأي آخر، حيث أصبحت العمالة وجهة نظر.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى