مقالات وآراء

التفوّق الاستخباري اليمني في سياق طوفان الأقصى… أيّ مآلات؟

‭}‬ رنا العفيف
التطور العسكري الاستخباري لليمن في ظلّ معركة طوفان الأقصى، دلالات عظمى في استراتيجية العلم الاستخباري والقدرات المتطورة الهائلة في الكمّ والنوع، أيّ مآلات لهذا الإنجاز الاستراتيجي على مستوى المنطقة والإقليم؟
في مؤتمر صحافي للأجهزة الأمنية اليمنية، ونتحدث عن إنجاز أمني استراتيجي هامّ بالدلالة السياسية والتفوق الاستخباري بالكشف عن المنظومة الأميركية الإسرائيلية الكبيرة، التي حاولت ضرب جميع مفاصل الدولة اليمنية منذ عقود،
إذ أشار بمؤتمره الصحافي، بأنّ هذه الأجهزة كشفت شبكة تجسسية كبيرة أميركية إسرائيلية تعمل بمختلف المؤسسات منذ عام 2015 هذه المنظومة جمعت معلومات هامة عن مختلف المجالات وزوّدت بها أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية المعادية، وبالحديث عن التفاصيل عملت هذه المنظومة في ظلّ وقوف الدولة اليمنية إلى جانب فلسطين وقضيتها على استقطاب مسؤولين وتجنيدهم لصالح الأعداء والخصوم، وكذا آشار بمؤتمره الصحافي المتحدث بأنها نفذت هذه الشبكة التجسّسية مخططات والتأثير على مختلف القطاعات بهدف تشجيع الإستيراد الزراعي وضرب الانتاج الزراعي بزيادة الآفات الزراعية والتحكم بالاقتصاد وأيضا ضربه عبر جمع المعلومات والقيام بأعمال تخريبية، كما عملت هذه الشبكة في المجال الصحي وأسهمت في انتشار الأوبئة بمختلف المناطق والمدن اليمنية، هذه المنظومة زوّدت الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بمعلومات عسكرية بهدف إضعاف الجيش اليمني وإضعاف قدراته.
قبل أن نتحدث عن التطور العسكري والتفوق الاستخباري اليمني، يجب أولاً أن نعرّي الاستقطاب والتجنيد الأميركي والإسرائيلي في عهد أوباما والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي أشار تيرنر عام 1992 إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة الأميركية أن تقوم بعمليات استخبارية أكثر عدوانية، بهدف تأمين الوضع الاقتصادي الأميركي الرائد في العالم، أيضاً مدير وكالة المخابرات الأسبق عبّر عن دهشته حول المزاعم التي تردّدت بشأن عمليات التجسّس في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي الولايات المتحدة وإدارتها وكلّ من فيها من مؤيدي ومناصري الأدوات التجسّسية التي تعمل أو تستخدمها سلطات الولايات بجمع المعلومات بهدف القضاء على ثروات الدول والشعوب وإضعاف قدراتها لتنهش بها متورّطة بأكثر من قضية إجرامية في الملفات السياسية بدءاً من سورية والحرب الممنهجة عليها، وصولاً إلى اليمن ولبنان والعراق، ناهيك عن تورّطها بـ كوفيد 19، وهذه كلها عوامل إجرامية تدين الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، فهي لا تقلّ عن الحرب العدوانية والإجرامية على غزة، فمنذ التسعينات والثمانينات قامت فرنسا بزرع عملاء وخلايا تجسّسية في شركتي «أي. بي. أم» و»تكساس» وقاموا بنقل المعلومات التي توصلت إليها إلى إحدى شركات الكمبيوتر الفرنسية والمايكرفونات التي يتمّ زرعها في مقاعد طائرات شركة «إير فرانس» بهدف التقاط الأحاديث التي تدور بين رجال الأعمال المسافرين، لذلك الاستقطاب والتجنيد حول العالم أصبح علامة بارزة في عالم الإستخبارات والأميركي والإسرائيلي والبريطاني يشعر بالإطراء حيال الاهتمام الاستخباري الذي يحظون به خدمة لمصالهم في المنطقة، إذ تملك واشنطن العديد من الأنشطة الاستخبارية ذات الصلة بالمعلومات والتكنولوجيا بهدف التجسّس الاقتصادي والأمني والعسكري والسياسي ولديها شركات تجنيدية وأبرز أهمّ شركة لديها هي شركة «جنرال موتورز» فإنّ الجواسيس الأميركيين قد تبنّوا مفهوم التجسّس في بداية التسعينات وكان يدير هذه الشبكات التي توارثها البيت الأبيض والرؤساء عبر الزمن أمثال روبرت غيتس عام 1995 وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ العملاء الأميركيين قاموا بالتجسّس بشكل عنيف على اليابان أثناء مشاركتها بالمفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة والكثير الكثير من سياسة الإستفزاز الغربية الأميركية والإسرائيلية وآخرها اليمن الذي كشف عن شبكة أو منظومة خطيرة وكبيرة…
في التوقيت لها دلالة وما بعده، وفي المضمون تستحوذ على إنجاز استراتيجي فقأ عين الأميركي والبريطاني والإسرائيلي، إذ قام بعملية حجب الرؤية الإقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية، والخصوم يعلمون بأنّ موقع الأمن الاستراتيجي اليمني وما تملكه من ثروات وإرث حضاري ثقافي إسلامي ديني لا يمكن لأميركا هزيمتها، ولكن بهذه العملية الأمنية الاستثنائية عرّى اليمن أدوات الأنشطة التجسّسية التي تعمل لصالح الاستخبارات الأميركية على مستوى المنطقة بشكل دقيق بحيث تعود فائدته إلى دول المنطقة المكلومة من السياسة العنصرية الأميركية الإسرائيلية، وعطل آلة التحريك وكسر عظم الأميركي والإسرائيلي الذي يظهر للعالم قدراته الوهمية التي هي فقاعات وأكدت ذلك اليمن بهذا التفوق الكبير، ما يعني بأن كل عملية اغتيال أو حدث أمني أو عسكري أو اقتصادي أو سياسي تقف خلفة الولايات المتحدة التي تشغل النظام الاستخباري في المنطقة عبر خلايا ووكلاء يتمّ تجنيدهم بطريقة ما لتضرب مواقع وتستهدف دول وشخصيات ورموز وتقوم بعمليات تخريبية عن طريق أذرعها أو مرتزقاتها، ونحن في هذه الجزئية نتحدث منذ عام 2009 أو ما قبل العدوان وكأن الولايات المتحدة هيأت الأرضية بهدف إضعاف الدولة اليمنية والقضاء عليها تحت بنود إجرامية عسكرية سياسية تقبع خلف مجلسها الأمني كفتوى انقضاضية لكل دولة لا تخضع لأوامرها،
وفي السياق نفسه تطور الحرب على اليمن والعدوان على الشعب اليمني وصولا إلى السيطرة على القرار السياسي ولا سيما الحديث عن أشخاص غير عاديين وإنما أشخاص مسؤولين، ما يشي بأن هناك خطوات تمهيدية تمثلت بتدمير البنية التحتية ولكل جاسوس مهمة واتجاه بحسب الرغبة الأميركية والإسرائيلية ومن يقف خلف العدوان على اليمن وعلى غزة فلسطين وخيارات الدولة اليمنية الفذة تجاه القضية الفلسطينية، بدءاً من الانهيار الاقتصادي وصولا للجانب السياسي بأعلى المستويات كنوع من الاختراق بشتى أنواعه، أي الجواسيس الأميركية الإسرائيلية رصدت كل المعلومات بمختلف الأوساط سواء على مستوى المناخ الصحي أو التعليمي أو المؤسسات أو البرلــمان والمنظمات ومؤسسات حكومية ومجتمعية مدنية ودولية ومراكز للدراسات وصحافيين نخبويين وسياسيين،
فكان هذا الأمر لافتاً للإنتباه وبشــكل أساسي مدة التعامل التي تقارب العام 94 من القرن الماضي فمــآلات ذلك كتقييم يكمن في استهداف الهوية والأرض والتاريخ والوجــه الآخر التي تتعلق بالأمور الدينية وغيرها من الأنماط والحضارة وكلّ ما يتجسّد بالرابط الروحي والديموغرافي التي لو لم تكــشفها الأجهزة الأمنية في الوقت الحاضر لكانت هناك اختراقــات وانتهاكات قد التي حصلت بعشرات الــمرات في ظل معركة طوفان الأقصـى ومراحلها العملية والفعلية، والــدلالة الإستراتيجية في هذا الأمر صفع الولايات المتحدة وحليفها الإسرائيلي، فليعلم العالم بأسره لولا اهتمام الغرب الأميركي الإسرائيلي بأدوات التجسس لما استطاعت أن تحتلّ دولاً بالاشتراك الإستيطاني مع ربيبتها في الكيان المؤقت،
أتت هذه العملية في وقت تحقق فيه جبهات الإسناد انتصارات بتحقيق الإنجازات لينضم إليها هذا الإنجاز على مستوى التفوق الاستخباري الاستراتيجي في المنطقة، والسؤال هنا كيف ستكمل الولايات المتحدة مهمة التدمير الاقتصادي والعلمي والثقافي وغيرها من أركان مقومات الدول الحياتية بدون هؤلاء الجواسيس؟
اليمن ضرب العمود الفقري التي كانت تتكئ عليه أميركا و»إسرائيل» وشلّ قدراته بصفعة استراتيجية لم تكن بالحسبان، ليكون اليمن بعد هذه العملية ليس كما قبله، وهذه معادلة الجديدة ثبتها اليمني ليكون للقصة تتمة في مجريات تفاصيل أحداث طوفان الأقصى المليء بالعناصر المفاجئة، وكان لليمن مفاجآت وأهمّها هذه الضربة الإستباقية المتمثلة باليمن كدولة والمتجسدة بقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يلقن الأميركي دروساً في التهذيب الأخلاقي والإنساني،
والجدير بالذكر بأنّ مجتمع الاستخبارات الأميركية يضع 16 وكالة حكومية فيدرالية منفصلة، لكن تعمل بشكل منفصل للقيام بأنشطة استخبارية لدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات، ومن المعروف أنه تمّ تأسيس مجتمع المخابرات بموجب الأمر التنفيذي 12333 الذي تم توقيعه عام 1981 من قبل الرئيس الأميركي رونالد ريغان وتضمّ المنظمات المنتسبة في مجتمع المخابرات الأميركية وكالات استخبارية ومكاتب لها صلة بالتحليل المدني ضمن الإدارات التنفيذية ويرأس هذه الآلة أو الآفة التجسسية أكثر من سبعة عشر عضواً في إنتاج وتحليل المعلومات والمساهمة في التخطيطات ووسائل التجسس بهدف القضاء على أي دولة لا تخضع للرقابة البوليسية الأميركية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى