رياضة

الرياضي المثقّف لا يخاف الاعتزال!

‬ إبراهيم وزنه‬

خلال حفل تكريم الرياضيين الجامعيين المجلّين في ميادين الألعاب الجماعية والفردية، والذي أقيم مؤخراً في فندق الحبتور برعاية مشكورة من الجامعة العربية المفتوحة، شدّد رئيس الاتحاد اللبناني الرياضي للجامعات زياد سعادة في كلمته على ضرورة أن يكون الرياضي متسلّحاً بالعلم والمعرفة. ولا شك في أن أمنية سعادة جديرة بالتنفيذ لما في تطبيقها من ارتدادات إيجابية على حياة اللاعبين بعد اعتزالهم وخروجهم من المعترك الرياضي، وخصوصاً في بلد متخم بالعوائق والصعوبات وتردّي الوضع المعيشي.
وفي هذا السياق نقترح جملة من النقاط، التي من شأنها أن ترسم خريطة الطريق السريع للوصول إلى إغناء ملاعبنا بالرياضيين المثقّفين، الذين لا خوف عليهم بعد توديعهم للملاعب والبطولات.
ـ بداية، على الأهل أن يحفّزوا أبناءهم على التألق العلمي إلى جانب تألقهم الرياضي. فالرياضة وتفاصيلها هي بمثابة مرحلة من العمر لا بدّ أن تنقضي. وهنا يجب لفت النظر مع طرح التساؤل، أيّ مصير سينتظر الأبناء بعد اعتزالهم وخروجهم من دائرة التألق الرياضي!
ـ يجب أن يكون في إدارات الأندية والأكاديميات والجمعيات، مرشدون وإخصائيون اجتماعيون على تواصل وتنسيق دائم وهادف مع الأهالي، وخصوصاً بالنسبة للاعبي الفئات العمرية، فمع نجاح اللاعب التلميذ في شهادة الثانوية العامة، يعمد الكثيرون من الموهوبين إلى وقف مسيرة تحصيلهم العلمي الجامعي على حساب انغماسهم في دروب الشهرة ورغبتهم في الاستفادة المادية المرحلية… وللأسف، بعد خروجهم من الملاعب، نراهم يلتحقون بركب العاطلين عن العمل، وما أكثرهم في بلادنا.
ـ ضرورة تفعيل اللقاءات بشكل دوري بين الاتحاد اللبناني الرياضي للجامعات والاتحادات الرياضية والأندية والجمعيات المنضمة إليها، وهنا ندعو إلى تشجيع الموهوبين على مواصلة تحصيلهم العلمي من خلال توفير الدعم المادي ـ العلمي، ولو من خلال توجيههم إلى التعليم المهني أو المعاهد التربوية.
ـ على الجامعات، أن تحفّز أبطالها الرياضيين في الألعاب الفردية والجماعية من خلال تقديم المنح الداعمة لهم.
وهكذا، ومن خلال التنسيق مع رسم الخطوات بين جميع المعنيين وتوضيح معالم الحياة المستقبلية، وقناعة الرياضيين بأن العلم هو السلاح الأمضى والأفعل في مواجهة المقبل من الأيام، فصلاحية العلم لا حدود لها، أما التألق الرياضي لأي لاعب، فمصيره النسيان بعد خروجه من دائرة الضوء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى