أولىعربيات ودوليات

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي انعقد في روسيا بنسخته الـ27 بمشاركة القومي

منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي انعقد في روسيا بنسخته الـ27 بشعار «أساس عالم متعدّد الأقطاب هو تشكيل نقاط نمو جديدة»… والرئيس بوتين رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد في ظل فشل التحالف الأميركي ـ الأوروبي في الاستثمار من خلال الحروب

ممثلة «القومي» ميرا العجمي:
– المنظمون تفوّقوا في الإحاطة بكل تفصيل والحوارات عميقة والمواضيع الاقتصادية مهمة
– نرى ضرورة لتحفيز شباب الأمة السورية ليكون في طليعة الابتكار والأفكار الريادية للنهوض ببلادنا
– دعونا لوقف حرب الابادة الصهيونية بحق أهلنا في غزة وإلى فرض عقوبات على الدول المسؤولة عن التغيّر المناخي

ياغي: ستثبت الأيام المقبلة أن نهج دول “بريكس” والاتحاد الأوراسي سيكون بديلاً مهماً للدول النامية من أجل تسوية معاملاتها التجارية والخروج إلى نظام التعددية القطبية”

زاخاروفا: ما يمرّ به الفلسطينيون الآن أمر وحشيّ للغاية والوضع الدولي الذي يحدث فيه كل هذا – أمر غير مسبوق.

 

من اللقاء مع زاخاروفا
ممثلة الحزب السوري القومي الاجتماعي ميرا العجمي

من المنتدى

إعداد ـ عبير حمدان

عُقِد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في روسيا بنسخته الـ27 تحت شعار «أساس عالم متعدّد الأقطاب هو تشكيل نقاط نمو جديدة».
شارك فيه أكثر من 17 ألف شخص بينهم أعضاء في الحكومة الروسية وممثلو شركات كبرى. وحضر حفل الافتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من رؤساء الدول وممثلوها. وكان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قد صرّح للصحافيين قبيل انعقاد المنتدى أن سياسيين من أكثر من 45 دولة سيحضرون المنتدى.
ووفق المنظمين فإن المنتدى يُعدّ «منصة فعّالة» لتبادل الآراء والخبرات بين صناع السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم، حيث شهد تباحثاً في القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحدّيات التي تواجه روسيا والأسواق الصاعدة والعالم ككل.
تضمّن المنتدى أكثر من مئة وخمسين جلسة بمشاركة أكثر من 1000 متحدّث ومشرف في هذه المجالات، حيث تمّ الكشف عن «مكان ودور روسيا في العالم المتعدد الأقطاب الناشئ»، كما شمل جدول الأعمال أيضاً مناقشة شروط تطوير العلاقات بين الدول، فضلاً عن تشكيل نقاط نمو جديدة.

ملامح الاقتصاد العالمي الجديد
وذكرت تقارير صحافيّة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسم من خلال «منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي» ملامح الاقتصاد العالمي الجديد في ظل فشل التحالف الأميركي ـ الأوروبي في الاستثمار من خلال الحروب التي أعطاها صفة «الربيع العربي»، مسدلاً الستار على «الأحادية« المتحكمة باقتصاد العالم.
ولفتت التقارير أيضاً إلى أن روسيا مستعدّة لمواكبة التحولات التكنولوجية والقطاع المالي وقطاع خدمات النقل، جرّاء نمو حجم حركة المرور على طول ممرات النقل الدولية في أوراسيا بعيداً عن مناطق النفوذ التقليدية لدول الغرب. بحيث تمكّن الرئيس بوتين من خلال الشراكة مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ضمان توازن مصالح شركائه بعيداً عن الهيمنة الغربية بحق دول العالم.

مشاركة سورية
واعتبر وزير المالية السوري كنان ياغي على هامش المنتدى: «أن حرص الحكومة السوريّة في المشاركة بـ«منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي» ينبع من أهميّته على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى السياسي، لكونه يُعتبر نقطة مهمة لأصحاب الفكر الاقتصاديين والسياسيين لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية وطرح الحلول اللازمة لتحويل هذا العالم من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب».
وقال الوزير ياغي إن «الأيام المقبلة ستثبت أن ما يسير عليه كل من دول «بريكس» والاتحاد الأوراسي سيكون بديلاً مهماً للدول النامية من أجل تسوية معاملاتها التجارية والخروج إلى نظام التعددية القطبية».
وفي إطار متصل أكد سفير سورية لدى روسيا بشار الجعفري: «أن العلاقة بين سورية وروسيا علاقة حتميّة وهي علاقة وثيقة وتاريخية، وهي علاقة ليست على مستوى القيادات فحسب، بل علاقة على مستوى الشعوب».
وأضاف الجعفري أن «سورية منذ انطلاق أول منتدى اقتصادي في بطرسبورغ، وهي تشارك على أعلى المستويات».

فلسطين حاضرة
لم تغب فلسطين عن فعاليات المنتدى حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح أن الدعم الروسي للفلسطينيين متعدّد الأوجه والأشكال.
ولفتت زاخاروفا إلى أن «ما يحدث اليوم في فلسطين أمر غير مسبوق، فما يمر به الفلسطينيون الآن، أعتقد أنه كان هناك الكثير من الجرائم الفظيعة في العالم، كانت هناك إبادة جماعية في رواندا، وكانت هناك حروب وحشيّة، وكانت هناك غرف غاز في الحرب العالمية الثانية، لكن كما تعلمون، ما يمرّ به الفلسطينيون الآن أمر وحشي للغاية، ومع هذا، أقول مرة أخرى، ربما لا يمكنكم مقارنة درجة المأساة عندما تفقد الأم طفلها. فتحت أي ظرف كان، هذا فقدٌ صعب جداً، لكن هذه الأرقام وتلك الظروف، والوضع الدولي الذي يحدث فيه كل هذا – أمر غير مسبوق، وبعد كل شيء، منذ عدة أشهر لم نسمع كلمة واحدة عن أي إدانة لمثل هذه الأعمال من قبل، أولئك، الذين اتخذوا من حقوق الإنسان والديمقراطية وحماية المدنيين أسساً للحياة».
عقود وصفقات بقيمة 6.5 تريليون روبل
وأعلن منظمو المنتدى الاقتصادي الدولي أنه قد تمّ إبرام 1073 اتفاقية بقيمة 6.5 تريليون روبل (نحو 73 مليار دولار).
وقال أنطون كوبياكوف مستشار الرئيس الروسي والسكرتير التنفيذي للجنة المنظمة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: «حصاد المنتدى هذا العام توقيع 1073 اتفاقية بمبلغ إجمالي قدره 6.492 تريليون روبل، من ضمنها 55 اتفاقية وقعت مع ممثلين عن شركات أجنبية».

…والحزب السوري القومي الاجتماعي مشاركاً
الحزب السوري القومي الاجتماعي تمثل في المنتدى بالمحامية ميرا العجمي وهي تشغل مسؤولية وكيل عميد التربية والشباب، حيث قدّمت مداخلات ركزت من خلالها على العديد من القضايا الهامة، وشدّدت على أهمية التوعية واستخدام منابر وسائل التواصل الاجتماعي لفضح الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفلسطين وجنوب لبنان، ونبهت إلى خطورة دور وسائل الإعلام الغربية في التعمية على جرائم «إسرائيل» وتجهيل الحقيقة من خلال اللعب بالخوارزميات وفرض حظر على الحسابات التي تناصر المسألة الفلسطينية.
وتحدثت العجمي عن عدم فعالية الأمم المتحدة في مواجهة الأزمة المناخية العالمية، ودعت إلى فرض عقوبات على الدول التي تشكل تهديداً للمناخ وتغريمها لتمويل آليات التخفيف والسيطرة على الأضرار لوقف الاحتباس الحراريّ.
وخلال جلسة خاصة عقدت مع ماريا زاخاروفا، مديرة قسم المعلومات والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، تناولت العجمي ضخامة حجم العدوان على غزة الذي ترتكبه الدولة العدوانية غير الإنسانية «إسرائيل»، والتي يدعمها الغرب بأسره وخاصة الولايات المتحدة، مشدّدة على ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطنيين.
وفي حديث لـ «البناء» قالت العجمي: «المنتدى كان مليئاً بالأفكار الخلاقة، ومن خلالها تعرّفنا على قدرة الصناعة والابتكار لدى روسيا الاتحادية مما يؤكد أنها متمكنة من النهوض كقوة صناعية واقتصادية كما يمكنها تصدير اختراعاتها إلى العالم كله».
وحول التنظيم، قالت: «لقد تفوّق المنظمون لجهة الإحاطة بكل تفصيل، ومن جهة أخرى كان الحضور على مستوى الحدث لجهة الأسماء المشاركة في المنتدى، والحوارات عميقة بشكل لافت والمواضيع الاقتصادية التي تناولها المشاركون مهمة بشكل كبير، كما لم تغب السياسة عن النقاشات مما حفزنا على متابعة كل التفاصيل الجيوسياسية، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا كبلاد تواجه تحديات اقتصادية. ولم تغب العروض من الصين والهند عن المنتدى».
وعن أبرز النقاط التي أثارتها العجمي وكيفية التفاعل معها من قبل المشاركين والجهة المنظمة، قالت: «لكوني أمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي فمن الضروري أن أتكلم عن الهلال الخصيب، والنقاش كان حول «الذكاء الاصطناعي» الذي يتم استعماله لتغيير الآراء السياسية والتأثير على عقل المتلقي وتلقينه ما يريدونه من معلومات مغلوطة، حيث قدّمت طرحاً شدد من خلاله على كيفية تجنب هذا الأمر وحماية الأجيال التي تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط أحياناً وقدمت مثلاً كيف تقوم شركة «ميتا» المالكة لـ «فايسبوك» و «انستغرام» بحجب الحسابات التي تدعم المسألة الفلسطينية وتعمل على حظر كافة الفيديوات التي تنشر حقيقة ما يحصل في غزة، وقد لمست تجاوباً مع الطرح».
وأضافت العجمي في إطار متصل: «تم طرح موضوع التغيير المناخي للنقاش. وقد شدّدت في مداخلتي على ضرورة تحميل المسؤولية للدول التي تسببت بهذا الأمر وساهمت في تفاقم الاحتباس الحراريّ وبأن تدفع هذه الدول الأموال كنوع من عقوبات عليها لمعالجة هذه المشكلة من جهة، ولكي تشعر بالمسؤولية عن أدائها المؤذي. وأشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي عليه اعتبار هذه الممارسات بحق البيئة والطبيعة تهديد للسلام والأمن العالمي وبالتالي على الجميع تحمل مسؤولياته، وتجب محاسبة الدول المسببة لهذا الخلل وفي أول القائمة الولايات المتحدة الأميركية التي تهدّد العالم كله ليس بسياساتها العسكرية، وحسب إنما في مساهمتها بزيادة التلوث البيئي».
وقالت العجمي: «خلال جلسة حوارية مع المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، سألتها عن التوجه الروسي تجاه منطقتنا، خاصة في ظل حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين. وهنا أكدت زاخاروفا على إدانتها لـ «إسرائيل» وعدوانها على المدنيين في غزة ولبنان، كما وجهت الاتهام أيضاً إلى الحكومة الاميركية التي تدعم هذه المجازر، وقالت إن روسيا وقفت الى جانب سورية عسكرياً خلال سنوات الحرب عليها في ظل غياب تام للدول العربية».
وردأ على سؤال حول مدى تلقف المنتدى لآراء الشباب، قالت عجمي: «المنتدى محطة مهمة للأجيال الشابة ويحفزها على تحسين قدراتها، وكل ما رأيناه من اختراعات هو من صنع الشباب الذي يعمل من قلبه على التغيير والتطور. وهذا دليل على أن المنظمين مهتمون لجهة تلقف الخبرات والأفكار. ومن هنا أدعو كل شباب أمتنا السورية أن يكونوا في الطليعة لتقديم الأفكار الريادية للنهوض ببلادنا».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى