التشكيلي السوري زاوين برداقجيان رحلة إبداعية تجمع بين الواقع والخيال
يُعدّ الفنان التشكيلي السوري زاوين برداقجيان أحد الأسماء البارزة في الفن التشكيلي السوري حيث تميز ببصمته الفريدة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، وبين الواقع والخيال التي استمرت قرابة أربعين عاماً.
وتنتمي أعمال برداقجيان إلى المدرسة السريالية التجريدية التي تعبر عن كل ما هو مكبوت داخل العقل الباطن، وتميزت بالتركيز الغريب والمتناقض واللاشعوري، حيث يؤمن بفلسفة فنية خاصة تنطلق من أن الفن هو وسيلة للتواصل مع المشاهدين على مستوى عميق، فيسعى من خلال أعماله إلى تصوير الواقع بطريقة تعكس الحساسية والتفاصيل الدقيقة، بهدف إثارة التفكير والتأمل.
كما يستخدم برداقجيان البعد الثالث في لوحاته بشكل مبتكر وفق ما أوضح في حوار له مع الاعلام، فهو يعتمد على تقنيات خاصة لإضافة العمق والواقعية إلى أعماله، ما يجعلها تبدو وكأنها تنبض بالحياة.
ويعتبر برداقجيان البعد الثالث وسيلة لتعزيز تأثير اللوحة وإغناء تجربة المشاهد فيشعر المتلقي بأنه جزء من المشهد الفني، وذلك من خلال إضافة معدن عاكس يسمح برؤية نفسه من خلاله.
وفيما يستخدم برداقجيان مواد غير تقليدية في إنجاز لوحاته مثل السيراميك اللين والمعدن وعن سبب استخدامه لهذه المواد، يشير الى أن هذه المواد تضفي بعداً جديداً على أعماله حيث يمنح السيراميك اللين ملمساً ناعماً ودافئاً، بينما يضفي المعدن بريقاً وقوة كما أنه يجد أن التنوع في المواد يساهم في خلق نسيج بصري مميز وثراء في التجربة الفنية.
شارك برداقجيان بالعديد من المعارض الفردية والجماعية خلال مسيرة حياته الفنية الغنية، وعرضت أعماله محلياً في حلب ودمشق وعالمياً في إيطاليا وأرمينيا والعديد من الدول الأخرى، فتميزت معارضه بالتنوع والجدة والتعمق في الفكر البشري، ما أكسبه شهرة واسعة.
ويشجع برداقجيان الفنانين الشباب على الاستمرار في تطوير مهاراتهم وعدم التوقف عن الإبداع رغم الصعوبات، وينصحهم بالاستفادة من التراث الثقافي والتاريخي، ويحثهم على الابتعاد عن التقليد والتكرار والغرور وتقبل النقد من الآخرين والبحث عن هويتهم الفنية الخاصة مؤكداً أهمية التعليم المستمر والانفتاح على التجارب الفنية العالمية.