الوطن

نصر الله ردّاً على التهديدِ الصهيونيّ بالحرب الشاملة على لبنان: لن يبقى مكانٌ في الكيانِ سالماً ولدينا بنكُ أهدافٍ حقيقيّ وكبير

ردَّ الأمينُ العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله على التهديدِ الصهيونيّ بالحرب الشاملة على لبنان، مؤكّداً أنَّ «العدوَّ يعلمُ بأنَّه لن يبقى مكانٌ في الكيان سالماً من صواريخنا ومُسيَّراتنا»، لافتاً إلى أنّ «لدينا بنكَ أهدافٍ حقيقيّاً وكبيراً ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسُسَ الكيان». وقال «العدوّ يعرفُ أيضاً أنَّ ما ينتظرُه في البحرِ المتوسِّط كبير جدّاً وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدَف».
كلامُ السيّد نصرالله جاءَ خلال الاحتفال التأبينيّ الذي أقامَه حزبُ الله للشهيد طالب عبد الله «أبو طالب»، أمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت واستهلَّها بالثناء على موقفِ عوائل الشهداء المصمِّمة على مواصلة التضحيات، واصفاً هذا الموقف بـ»المُشرِّف».
واعتبرَ أنَّ «الشهادةَ ليست هزيمة وليست موتاً وهذه نقطة قوة في جبهات المقاومة وأخطر ما يواجهه العدوّ هو أنَّ مَن يُقاتل في هذه الساحات يحملُ هذه الثقافة وهذا الفكر والإيمان».
وتحدّث السيّد نصر الله عن سيرة «أبو طالب» معتبراً «أنَّ فقدَ الشهيد القائد هو خسارة كبيرة، لكن حسبنا أنّه مضى شهيداً وتركَ خلفَه قادةً ومجاهدين ليُكملوا المسيرة من بعده ولذلك كان الردُّ على جريمة الاغتيال من «وحدة نصر» التي كان الشهيدُ قائدَها»، لافتاً إلى «أنَّ هذه الوحدة زادت إصراراً وعزيمةً على إكمال دربه». وكشفَ عن «أنَّ أبو طالب كان القائدُ الميدانيّ الأول الذي افتَتح الجبهة نصرةً لغزّة ومقاومتها الباسلة حتّى نالَ الشهادة».
ولفتَ السيّد نصر الله إلى «أنَّ جبهة لبنان المُساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشريّة والماديّة والمعنويّة والنفسيّة بالعدوّ»، معتبراً أنَّ «من أوضحِ الأدلّةِ على قوّة تأثير جبهة لبنان هو الصراخُ الذي نسمعه من قادة العدوّ ومستوطنيه»، مؤكّداً أنَّه «لو كان ما يحصل في جبهة الجنوب من دون تأثير لما سمعنا صراخَهم وعويلَهم».
وأوضحَ أنَّه «منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزّة، عملت ماكينة إعلاميّة ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبيّة وجبهات الإسناد»، لافتاً إلى «أنَّه بحسبِ قادة العدوّ، جبهة لبنان أشغلَت أكثر من 100 ألف جنديّ في قوّات العدوّ وفرقاً عدّة ولولاها لكانت قد توافرت القوّات الكافية لهزيمةِ غزّة».
وقالَ «جبهةُ لبنان حجبَت قوّاتِ العدوّ عن المشارَكة في غزّة وجزءٌ منها قوّات نُخبة لأنَّ العدوَّ يخافُ من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطوّر المواجَهة»، مشيراً إلى «أنَّ الاحتلالَ يُخفي خسائرَه في جبهة الشمال كيّ لا يتعرَّضُ لمزيدٍ من الضغوط». وأوضحَ «أنَّ جبهةَ لبنان إلى جانب استنزافِ العدوّ هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافةً إلى خسائرَ اقتصاديّة وسياحيّة حتّى باتَ هناك للمرّة الأولى حزامٌ أمنيٌّ شمال فلسطين المحتلة»، مؤكّداً «أنَّ صورةَ العدوّ عسكريّاً، أمنيّاً، ردعيّاً انهارت ويبدو جيشُه مهزوماً، منهاراً، تعِباً ومُنهَكاً».
كذلكَ تطرَّقَ السيّد نصر الله إلى ما يحصلُ في اليمن وما يقومُ به اليمنيّون وقالَ «بعدَ 8 أشهر من المعركة يتحدّثُ العدوّ عن الفشل الأميركيّ والبريطانيّ في منع المجاهدين المقاومين اليمنيين من حماية السُفن المُتّجهة إلى الكيان»، مؤكّداً «أنَّ هذا فشلٌ إستراتيجيٌّ لأكبرِ أسطولَين في العالَم».
وأشارَ إلى أنَّه «بسببِ عدمِ قُدرة العدوّ على المواجَهة في جبهاتٍ متعدِّدة تكفَّلَت أميركا وبريطانيا بجبهةِ اليمن التي أظهرَت فشلَ واشنطن ولندن في وقف العمليّات وعجزَ العدوّ عن مواجهتها».
ولفتَ إلى «القتالِ الأسطوريّ في غزّة والخسائر التي لحقت بالعدوّ»، موضحاً أنَّه «على الرغمِ من وجودِ فرقٍ عدّة من جيشه هناك وعلى الرغمِ من القصف عجزَ العدوّ عن إنهاء معركة رفَح المُحاصَرة وفشِل أمامَ صمودِ المقاومة».
وتابعَ «إنَّ العدوَّ يزعمُ قضاءه على 20 كتيبةً من حركة حماس وبقي 4 كتائب في رفَح يعملُ للقضاءِ عليها وهذا كذبٌ يُظهرُ هشاشةَ العدوّ الذي يلهثُ لتقديمِ نصرٍ وهميٍّ لمستوطنيه»، موضحاً «أنَّ جيشَ العدوّ خرجَ وقالَ إنَّ المقاومةَ الفلسطينيّة استعادَت عافيتَها في كامل القطاع ما أطاحَ روايةَ نتنياهو». وأكّدَ «أنَّ هناك خسائرَ هائلة لحقت بكيان العدوّ بشريّاً وإستراتيجيّاً ولن يستطيعَ إخفاءَ الأمرِ في نهايةِ المطاف فهناك 8636 معوّقاً وفقَ إحصاءاتٍ رسميّة، فكم عدد القتلى والجرحى؟».
وأوضحَ السيّد نصر الله أنَّه «لا يوجد حدود عليها تقنيّات إلكترونيّة وفنيّة كالتي على الحدود مع لبنان وغزّة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدوّ وإغلاق أذانه وباتَ بمقدورنا ضرب قاعدة «ميرون» ساعةَ نشاء»، مشدّداً على «أنَّ كلّ ما تصلُ إليه أيدينا لن نوفّره ولدينا كمٌّ كبيرٌ جدّاً جدّاً من المعلومات وما نُشرَ (أول من) أمس الثلاثاء هو وقتٌ مُنتخبٌ من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات».
ولفتَ إلى «أنَّ البعضَ في كيان العدوّ قالَ إنَّ حزبَ الله لديه جواسيس في حيفا ليحصلَ على المشاهد ولكن ماذا سيقولون عندما تنشرُ المقاومة لاحقاً حلقاتٍ من المدينةِ الثانية والثالثة والرابعة؟» وأكّدَ «أنَّ لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا»، مشدِّداً «على أنَّ مقاومَتنا تقاتلُ وفقَ رؤيةٍ ومعلومات».
وتابعَ «قاتلنا بجزءٍ من سلاحِنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهرُ في الميدان وطوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحةً جديدةً في هذه المعركة ولدينا عددٌ وفيرٌ من المُسيَّرات لأنَّنا نصنعُها»، مؤكّداً «أنَّ لدينا القدرةَ البشريّة الكافية والمتحفِّزة ونحنُ نُعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعُهم وفقاً لما تحتاجُه الجبهة».
وأوضحَ «أنَّ قادةَ حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريدُ أن نرسلَ مقاتلين، قلنا لهم إنَّ ما لدينا يكفي لا بل يزيدُ بالنسبةِ للمعركة»، مؤكّداً أنَّ «عددَ المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير»، مشدِّداً على «أنَّ في لبنان لدينا فوقَ حاجةِ الجبهة حتّى في أسوأ ظروفِ الحرب».
وأشارَ إلى أنَّ «البيئةَ الحاضنةَ للمقاومة هي من أهمّ عناصر القوّة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة»، معتبراً «أنَّ هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاةٌ للافتخارِ والاعتزاز».
وتطرّقَ إلى التهديد الصهيونيّ بالحرب الشاملة على لبنان وقال «التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يُخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنَّه جدّي، نحنُ كمقاومة حضّرنا أنفسَنا لأسوأ الأيّام والعدوّ يعلمُ ما ينتظرُه ولذلكَ بقيَ مرتدِعاً».
وأضاف «العدوّ يعلمُ أنَّه لن يبقى مكانٌ في الكيان سالماً من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائيّاً ولدينا بنكُ أهدافٍ حقيقيّ وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسُسَ الكيان»، لافتاً إلى «أنّ العدوّ يعرفُ أيضاً أنَّ ما ينتظرُه في البحرِ المتوسِّط كبير جدّاً وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدَف».
وأشارَ إلى أنَّ «العدوَّ يعلمُ أنَّه ليس قادراً على الدفاع عن كيانه والدليل عمليّة الوعد الصادق من قِبل الجمهورية الإسلاميّة في إيران وعلى الرغمِ من الدعمِ الدوليّ وصلَت الصواريخ والمسيَّرات إلى الكيان فكيفَ إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات؟».
وأوضحَ «أنَّ العدوَّ يعلمُ أنّ عليه أن ينتظرَنا برّاً وبحراً وجوّاً وإذا فُرضِت الحربُ على لبنان فإنَّ المقاومةَ ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف»، مؤكّداً أنَّه «يعلمُ وسيّده الأميركيّ أنَّ شنَّ الحربِ على لبنان سيحملُ تداعياتٍ في المنطقة والإقليم».
وتطرّقَ السيّد نصر الله إلى المناورات الصهيونيّة في قبرص وقال «ألفتُ نظرَ الحكومة القبرصيّة إلى أنَّ لدينا معلومات بأنَّ جيشَ العدوّ يُجري مناوراتٍ استعداداً لحربِ لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات الإسرائيليّة وبكلمةٍ واحدةٍ أقولُ إنَّ على الحكومة القبرصيّة أن تحذَر»، مؤكّداً «أنَّ فتحَ المطارات للعدوّ لضربِ لبنان يعني أنَّ قبرصَ جزءٌ من الحرب وسنتعاطى معها على أنَّها جزءٌ من الحرب».
وتوجّهَ إلى «مَن يهوِّل علينا بالحرب»، قائلاً «لديَّ قناعة بأنَّ أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخافَ أيضاً، أمّا نحنُ فسنواصلُ تضامننا وإسنادَنا لغزّة وسنكونُ جاهزين وحاضرين لكلّ الاحتمالات ولن يوقفنا شيءٌ عن أداءِ واجبنا والحلّ بسيط وهو بوقفِ الحربِ في غزّة وعلى أهلِنا في غزّة».
كما توجّهَ إلى عوائل الشهداء والنازحين والصامدين بالقول «إنَّ هذه المعركة ستصنعُ وجهَ المنطقة وهي أشرفُ معركةٍ منذُ العام 1948، وهذه الجبهة تسيرُ بخطى حثيثة نحوَ النصر وقيادة العدوّ بحماقتها نحوَ الزوال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى