أولى

جِئْتُكَ مِن حيفا بِنَبَأٍ يَقِينٍ…

‭}‬ شوقي عواضة
لم تقتصر إنجازات المقاومة الإسلاميّة في لبنان على العمل العسكريِّ في الميدان أو العمليّات الأمنيّة والاستخباريّة بل انّها شملت حتى العمل الإعلامي واختيار المصطلحات والتسميات وأدبيّات بياناتها وليس من باب الصّدفة أن يطلق اسم الهدهد على المُسيّرة التي قامت بتصوير ومسحٍ لأهدافٍ دقيقةٍ في حيفا. فـ للهدهد حكاية مع الكيان الصّهيونيّ الذي اختاره «طائراً قوميّاً» للكيان في الذّكرى السّتين لاحتلاله حيث أجرت فلسطين عام 2008 جمعية حماية الطبيعة في كيان العدوّ استفتاءً شعبيّاً شارك فيه أكثر من 155 ألف مستوطن لاختيار الطّائر القوميّ للكيان لتأتي النّتيجة بإعلان رئيس الكيان حينها شمعون بيريز اختيار الهدهد كطائرٍ قوميٍّ لكيانه الغاصب.
إضافة إلى ذلك فإنّ تسمية الطّائرة باسم الهدهد هو اقتباسٌ بليغٌ وقويٌّ من قصّة النّبي يوسف نظراً لما يتميّز به هذا الطّائر من خصائصَ فريدةٍ: ذكاء وسرعة وكفاءة وعين ثاقبة في تحديد ونقل الصّورة بدقّةٍ عاليةٍ وهو ما أثبت علميّاً عن الهدهد، إضافة إلى خصوصيّة هدهد النّبي سليمان الذي كان خاصّاً يتمتّع ببراعةٍ في تصوير الأحداث ونقلها للنّبي سليمان وكأنّه يرى الأحداث حيّةً أمامه،
ذلك هو الهدهد الذي تخبّطت حوله قيادات كيان العدوّ الصّهيونيّ السياسيّة والعسكريّة والذي أثبت مجدّداً تفوّق المقاومة وقدرتها على تحقيق الانتصارات في معركة النّقاط التي تحدّث عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله، تحقيق إنجازات متقدّمة وفقاً للآتي:
1 ـ إفشال المقاومة للمنظومة الدّفاعية لكيان العدوّ واستهدافها وإثبات عجزها عن ردع صواريخ ومُسيّرات حزب الله ومنعها من الوصول لأهدافها وعودة بعضها بأمان إلى لبنان.
2 ـ إسقاط المنظومة الأمنيّة والاستخباريّة الصّهيونيّة والأميركيّة من خلال الوصول إلى جمع المعلومات عن خليج حيفا ومواقعَ استراتيجيّةٍ حسّاسة للعدوّ.
3 ـ اتساع بنك الأهداف الاستراتيجيّة والحيويّة للمقاومة ووضعها تحت مرمى صواريخها ومُسيّراتها ضمن التّوقيت المناسب لها.
4 ـ تعميق المقاومة لأزمات الكيان على المستويات السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
كلّ ذلك كان من نتاج الحلقة الأولى من مسلسل (ما عاد به الهدهد) الذي أرعب الكيان الصّهيوني بقياداته السّياسيّة وأركانه العسكريّة والاستخباريّة وإعلامه الذي يتكتّم عن حجم خسائره على الجبهات سواء في غزّة أو على الجبهة الشماليّة.
تسع دقائق ونصف من المشاهد التي عاد بها الهدهد كانت كفيلةً بزلزلة المشهد في الكيان قبل أن تقدم المقاومة على استهداف أيّ موقع استراتيجيّ ظهر في الفيديو وهذا يضيف انتصاراً للمقاومة التي نجحت بهزيمة العدو نفسيّاً وإعلاميّاً وباعتراف إذاعة جيش العدوّ التي اعترفت بأنّ «الفيديو الذي نشره حزب الله مساء اليوم، تسبّب في أضرارٍ نفسيّةٍ خطيرةٍ، ويؤكّد أنّه يعمل باستمرارٍ على تحسين قدراته الاعتراضيّة، كما يوضح الجيش أنّ طائرات حزب الله الخاصّة بجمع المعلومات يصعب اكتشافها واعتراضها، لأنّها أصغر حجماً ولا تحتوي على متفجرات».
في حين سخرت القناة الرّابعة عشر «العبريّة» من بيانات النّاطق العسكريّ للجيش»الإسرائيلي» حول ما عرف بصفارات الإنذار الكاذبة لتحليق مُسيّراتٍ لحزب الله فوق حيفا، طالبت وسائل إعلام العدو الجيش بالإجابة حول كيفية نجاح مُسيّرة لحزب الله في التّحليق فوق الوسائل الأبهظ ثمناً للجيش. ونقلت وسائل إعلام العدوّ عن رئيس الفيلق الشّمالي سابقاً في الجيش نوعام تيبون: إنّ حزب الله هو من يحدّد وتيرة القتال في الشّمال ويتحكّم بمصيره وهو الذي تركه ينام هادئاً ليومين.
حقيقة دفعت برئيس بلدية كريات شمونه السّابق لكي يقول شكراً لسماحة رئيس حكومة الشّمال نصر الله الذي منحنا إجازة يومين، في حين قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند: بأنّ حزب الله جيشٌ متطوّرٌ لا مثيل له ولديه بين 70 و80 ألف مقاتل منظّمين ومدرّبين ومجهّزين جيداً وقد أغلق في السّنوات الأخيرة فجوتين مع «إسرائيل» هما الأسلحة الدقيقة والطّائرات المُسيّرة بدعمٍ من إيران، فالمنظومات التي يملكها حزب الله لا تقلّ عن المنظومات الأكثر تطوّراً لدى «إسرائيل» التي سترتكب خطأً إذا حاولت التعامل مع حزب الله بمصطلحات عسكريّة فقط.
ما عاد به الهدهد من رسائل تهديد متعدّدة اللّغات والجبهات تقول إنّ المقاومة عرضت بنك أهدافها مسبقاً لتقول بذلك إنّها قادرة على نسفها وتدميرها رسائل الهدهد التي زلزلت صقور الكيان وأركانه.
وعليه فإنّ أية محاولة للعدو بتصعيد الحرب فإنه سيدفع ثمناً باهظاً بل لربما ستكون معركة زواله من الوجود وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله في كلمته أمس في أسبوع القائد الشهيد الحاج طالب عبد الله، لافتاً الى انّ العدو يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالماً من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائياً ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان، مضيفاً انّ التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي، نحن كمقاومة حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعاً،
مشيراً إلى انّ على العدو أن ينتظرنا جواً وبراً وبحراً، محذراً قبرص من فتح مرافقها للحرب على لبنان،
وعلى العدو ان يعلم وسيده الأميركي أنّ شنّ الحرب على لبنان ستكون له تداعيات في المنطقة والإقليم.
باختصار شديد عاد هدهد المقاومة من فلسطين وحطّ على يمين الأمين قائلاً قد جِئتك يا سيدي بالنبأ اليقين فامضِ وإنّا معك ماضون لتحرير فلسطين كلّ فلسطين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى