مقالات وآراء

خطاب السيد نصر الله خارطة طريق…

‭}‬ أحمد الصفدي
خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس، والذي حظيَ باسم «خطاب الردع الاستراتيجي»، رسم خطوط خارطة طريق الخلاص من المأزق المتشعّب الحالي ومن حرب المراوحه في المكان، وهذا ما يفسّر مسارعة كافة الأطراف لتلقفه و»التناغم» معه كما يرشح من التصريحات الأميركية والإسرائيلية العديدة.
عملية «طوفان الأقصى» كانت صادمة جداً للجميع، وقد جاءت لإغلاق الطريق على عملية التطبيع الوشيكة بين العرب و»إسرائيل». العملية أظهرت أنّ حماس كانت تخطط لها منذ سنوات بصمت وضمن عملية تمويه ذكية.
لكن يبدو انّ حماس نفسها قد فوجئت بمدى نجاح العملية كما فوجئت بضراوة ووحشية واستطالة البطش الإسرائيلي .
«إسرائيل» حوّلت الردّ الى إعلان حرب ونسّقت مع أميركا والغرب لاستغلال العملية للقضاء على حماس والجهاد والبندقية الفلسطينيه قضاء مبرماً يؤدي إلى تغيير الواقع…
لذلك سارع نتنياهو الى تلقف الفرصة واعتبرها طوق نجاة من مأزقه الداخلي، وصعد الى شجرة عالية الأهداف .
هذا التوجه المتغطرس الذي لا يحسب خط الرجوع ولا يحسب قصور قوّته ولا مضاعفات شنّ حرب جنونية هستيرية على أكثر التجمعات السكانية اكتظاظاً في العالم، وضع «إسرائيل» قبل غيرها في ورطة صعبة متشعّبة. الحصانة الممنوحة للكيان الاستعماري تتصدّع، الردع يتآكل، الوحده الداخلية تتفسّخ، الائتلاف يضعف والفئران تهرب من السفينة…
الحرب تراوح في مكانها والخسائر هائلة والورطة القانونية الجنائية جسيمة.
الصورة الدولية تتشيطن والطفل المدلل للغرب يتحوّل الى عبء مكلف على حاضنيه ومؤشرات الهجرة وفرار رؤوس المال تتزايد…
لا شك أيضاّ انّ حماس والمقاومة أمام تحدّ صعب يتعلق بالوضع الإنساني لأهل القطاع المسحوقين، وهو وضع تجاوز كلّ حدود الوجع. الضفة والسلطة كذلك في مأزق مالي معيشي حرج بسبب البطش والخناق وإغلاق شبكة الأمان المالية التي هي أكسير حياة السلطة.
دخول السيد نصر الله ومن ثم جبهة اليمن العراق للمساندة والضغط زاد من سعة مأزق العدو وتعقيده وأثار مخاوف إقليمية ودولية كبيرة من توسع الحرب.
السيد نصر الله قدّم للجميع في خطابه الردعي أول أمس رداً على التهديدات المتغطرسة من «إسرائيل» وطرح خطة طريق واضحة المعالم:
‭{‬ كلّ الجبهات مترابطة وعقدتها المركزية الحالية غزة.
‭{‬ ان تمّ وقف الحرب في غزه ستتوقف الحرب في كل الجبهات
‭{‬ ان وسعت «إسرائيل» دائرة الصراع فإنّ حزب الله جاهز لكلّ السيناريوات ويقف لها بالمرصاد قولاً وفعلاً ورجالاً وعتاداً. ولا يحسب ايّ حساب لتهديدات «إسرائيل» الكلامية بالإعادة للعصر الحجري.
‭{‬ لا اتفاق من دون وقف الحرب تماماً وبضمانات دولية مهما تذاكت وتخابثت أميركا كعادتها.
‭{‬ اذهبوا وتفاوضوا مع حماس ومقاومة غزة فهم ممرّ إجباري لوقف الحرب والاتفاق، وهم العنوان ولا أحد غيرهم، ولا تتعبوا انفسكم بالبحث عن بديل له.
‭{‬ قواعد الاشتباك في شمال فلسطين تغيّرت، وقوة الحزب الردعية النوعية مشهودة وأثبتت نفسها وقائمة الأهداف دسمة وكبيرة وواسعة وحيوية حسب ذمة «الهدهد»…
‭{‬ رسالة السيد نصر الله لقبرص تحتوي على تهديد غير مباشر لأمثالها ممن قد يخطر ببالهم دعم «إسرائيل» بأيّ شكل كان…
بإختصار العقدة صعبة ولكن الحلّ بسيط: وقف الحرب والتفاوض من الندّ إلى الندّ وبلا «فشخرة» أو «أنبرة» «حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا»…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى