مرويات قومية

مرويات قومية

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ «البناء« هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات مشرقة من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة، وقد سجلت في رصيد حزبهم وتاريخه، وقفات عز راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا أي تفصيل، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
أنّ نكتب تاريخنا،..فإننا نرسم مستقبل أمتنا.

إعداد: لبيب ناصيف

 

خربة غزالة والرفيق الراحل خليل حوراني

 

الرفيق خليل حوراني

فيما كنت استمع الى أخبار «خربة غزالة» في محافظة درعا، قررت ان اكتب عن نشوء الحزب فيها، وعن عائلة تميّزت بالنضال القومي الاجتماعي، فبحثت عن تقرير كان أعدّه الرفيق خليل حوراني بعنوان «هكذا اهتديت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي»، وإذ وجدته وضعته جانباً كي أبدأ الكتابة عنه، وعن كيف أسّس الحزب في بلدته خربة غزالة، الى ان باتت هناك ثلاث مديريات تضمّ رفقاء من مختلف عائلاتها.
لم اكن أدري وانا أفعل ذلك اني، بعد ثلاثة ايام سأتلقى خبر وفاة الرفيق المناضل خليل حوراني، فقد اتصلت بالأمين الشاعر محمد بيضون (الراحل) لأسأله متى نلتقي للبحث في موضوع نشوء الحزب في مدينة بنت جبيل، وكعادتي اسأله دائما عن «أبو وحيد» الذي يتفقده الأمين محمد باستمرار، فيما أكتفي بالاتصال هاتفياً من فترة الى فترة بمنزله فتردّ عليّ ابنته، وجوابها واحد، لا جديد. اذ انّ الرفيق خليل بات في حالة تقرب من الغيبوبة.
هكذا اهتديت…
«في تلك الفترة من ثلاثينات القرن الماضي، لم أكن أعرف شيئاً عن ايّ حزب او جمعية. كنت تركت المدرسة والتحقت بأعمال تجارية مع والدي، عمري لا يتجاوز العشرين.
بالقرب من بلدتنا محطة للقطار، وكانت مركزاً لتجارة الحبوب، فكان أكثر التجار يأتون من دمشق لشراء المحاصيل وكان الفلاحون يسدّدون ما عليهم ويستدينوا ثمن البذار للسنة المقبلة.
على رأس هؤلاء التجار الذين يتعاطون الربا والفوائد الفاحشة، تاجر يدعونه الآغا، وهو معروف بالغطرسة والظلم وسيطرته على عناصر الشرطة، وقد أقام قرب البيت التابع لمصلحة سكة الحديد الذي كان يشغله، صهريج ماء خاص به، يجلب إليه من مياه «المسمية» قرب دمشق، من أجل حاجات فرسه والخرفان في حديقة منزله.
أما نحن في القرية التي تبعد عن مكان سكن الآغا 500 متراً فقط، فكنا نشرب من المياه التي تتجمّع في البرك أيام الشتاء بحيث تتكاثر الأمراض وتصيب على الأخص الأطفال، ولأن القرية كانت تفتقر الى طبيب، فقد كان يحضر إليها أسبوعياً طبيب من دمشق فيعالج المرضى ويتقاضى ليرة سورية او ما يعادلها من بيض او حبوب.
صدف ان كان أخي الصغير منصور، وله من العمر سبع سنوات، يلعب مع عدد من الأولاد قرب الصهريج فتسبّبوا باندلاق الماء منه،
عندما وصل الخبر الى الآغا راح يشتم ويزبد كثور هائج، ولسوء حظي- ربما لحسنه – كنت ماراً أمام منزل الآغا والأزلام حوله، فأشار إليّ أحدهم قائلاً بأني أخ أحد الأولاد الصغار الذين كانوا يلعبون قرب الصهريج، فما كان من الآغا الا ان وجّه نحوي شتائمه، واذ طال والدتي بسبابه، لم أتمكن من السكوت، مما جعله يجنّ مهدّداً إياي بالشرطة والفلقة. وفعلاً حضر عناصر من الشرطة واقتادوني الى المخفر».
ويتابع الرفيق خليل انه فيما هو في المخفر «مرّ أمام نافذة النظارة رجلان يرتديان الجاكيت والكرافات وكنا نسمّيهم الافندية، فاقترب مني أحدهما وسألني ما هي قصة توقيفي في المخفر، فقصصت له ما حصل، وما هو دور الآغا الظالم تجاه ابناء البلدة».
بعد قليل أخرجه احد رجال الشرطة من النظارة وأدخله الى غرفة كان فيها الآغا الذي بادره بالقول: علمت انّ والدك آدمي، روح سامحناك.
«وخرجت من النظارة فاقترب مني أحد الأفندية وسألني: يا خليل وين بيتكم، بدنا نتغدى عندكم»
«أخبرت والدي، فبدأ بتحضير الغداء اللائق».
عرف الرفيق خليل انّ «الأفندية» هما الأمين الياس جرجي قنيزح (1) والأمين جورج بلدي (2).
«قبل مغادرتهما سألني الأمين الياس إذا كنت أعرف مدينة درعا. أجبته: نعم فقد درست فيها…
أشار إليّ أن نلتقي في القهوة قرب البلدية، للرفيق ميشال الديك(3).
«هناك، على طاولة بعيدة عن زبائن المقهى بدأ الأمين الياس جرجي بأسلوبه الممتع يشرح لي عن الحزب، وما تعني سورية للسوريين.
«سلمني كتيّب شرح المبادئ، ودستور الحزب، ورغب إليّ ان أدرس العقيدة على مهل، وبعد عشرة أيام نلتقي مرة جديدة.
«والتقيت به أكثر من مرة في مقهى الرفيق ميشال الديك. كنت متجاوباً بكلّ عقلي ووجداني. وفي 20 نيسان 1946 وفي منزل الرفيق ميشال الديك أدّيت القسم بحضوره وحضور الأمين الياس»، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت سورياً قومياً اجتماعياً، وأصبحت مبادئ الحزب شعاراً لي ولبيتي، وبدأت أشرح في قريتي التعاليم السورية القومية الاجتماعية، فتشكلت بعد فترة مفوضية من شباب كلّ العائلات، وبعد فترة أيضاً أصبحت مديرية وكان الرفيق خضر نقاوة مسؤولاً عنها، وسمّيناها مديرية الواجب، فيما توليت مسؤولية ناظر إذاعة منفذية درعا التي كان منفذها الرفيق ميشال الديك، ومعه على ما أذكر الرفقاء اسماعيل الشرع، عبد الرحمن المسالمة، رجا المسالمة، ونايف الرفاعي.
***
عمل الرفيق خليل على نشر العقيدة السورية القومية الاجتماعية في بلدته خربة غزالة، وفي محيطها الى ان تأسّست ثلاث مديريات في بلدته، وانتمى أشقاؤه الرفقاء محمد ويوسف ومنصور.
الرفيق محمد شارك في الثورة القومية الاجتماعية الأولى، واعتقل اثر معركة مشغرة. ثم استشهد في الأحداث اللبنانية عام 1976.
الرفيق يوسف تعرّض للاعتقال في سجن المزة في دمشق لمدة 4 سنوات، شارك في الثورة الانقلابية وأُسر، وخرج مع العفو في شباط 1969. والرفيق منصور استشهد على أيدي «المقاومة الشعبية» عام 1958 أمام أنظار والدته التي كانت تنتظر خارج السجن خروج ابنها منه.
***
كان الرفيق خليل اذ يتردّد الى لبنان، يزور بنت جبيل حيث يوجد له اقارب لوالدته، فتعرّف على زوجته، وهذا ما جعله يتولى مسؤوليات حزبية في بنت جبيل بتكليف من عميد الداخلية آنذاك الأمين علاء الدين حريب(4). فتأسّست مديرية فيها تبعت منفذية صور، ونشطت المديرية في بلدات مجاورة، بفضل الزيارات التي كان يقوم بها الرفقاء حسن مرتضى، يوسف مروة، حسن قنديل، ابراهيم حلاوي وعادل ضاهر، الى ان تأسست مديرية في عيتا الشعب وأخرى في عيناتا، وانتمى رفقاء في كلّ من رميش وميس الجبل وعين ابل.
عنه يقول الرفيق حسن مرتضى، وقد عرف الرفيق خليل ناشطاً في مدينة بنت جبيل، ومنطقتها:
«عندما اتصل بي الرفيق خليل حوراني وراح يذكرني ببعض الوقائع والتفاصيل عاد شريط الذاكرة يربط ما انقطع منها وعاد الرفيق خليل يأخذ صورته المشرقة في نشاطاته الحزبية في تلك الفترة الممتدة ما بين 50-51 الى نهاية 53، والتي لم تقتصر على مسؤوليته في بنت جبيل بل امتدّت الى محيطها كعيناتا وعيتا الشعب.
بل كان يرافقني الى كفرا وغيرها في العمل الإذاعي والمساعدة الإدارية وانني ما زلت أذكر له مواقف مجابهة مع الخصوم وتصديه ذات مرة مع رفيق من مديريته لتفريق مظاهرة مناوئة تركت اثراً جيداً في المنطقة».
ويشهد الأمين عبدالله قبرصي بالكلمة التالية:
«أعرف الرفيق خليل حوراني منذ أكثر من ثلاثين سنة وأعرف انه وهب حياته مع أفراد عائلته للحزب، لا يألو جهداً في العمل النظامي او التنبشيري. اني اشهد انّ صموده ومناقبه القومية تؤهّله لنيل رتبة الأمانة».
هوامش:
1 ـ من طرطوس، تولى في الحزب مسؤوليات مركزية عديدة، وهو من أبرز مناضليه.
2 ـ من دمشق، منح رتبة الأمانة، غادر الى كولومبيا وفيها تولى المسؤولية الأولى فيها، كان وجهاً مرموقاً في الجالية. وافته المنية ووري الثرى في مدينة كرتجنا. شقيقته الرفيقة تريز من المناضلات القوميات الاجتماعيات.
3 ـ شارك في اغتيال رياض الصلح، وارتقى شهيداً. كذلك ابنه الرفيق غسان وقد خاض معارك حزبية عديدة إبان الحرب اللبنانية.
4 ـ من مدينة الميادين (دير الزور) غادر الى البرازيل فالولايات المتحدة متولياً مسؤوليات حزبية. وافته المنية في ولاية فلوريدا.

 

 

الرفيق الشهيد محمد كساب الزعبي

 

رفقاء حوران الذين كان لهم دورهم في مواجهة الفرنسيين عام 1945، وفي نكبة الجنوب السوري عام 1948 كان لهم دورهم أيضاً في الثورة القومية الاجتماعية الأولى.
عنهم قال الشهيد الصدر عساف كرم كما يفيد الأمين رجا المسالمة(1) أنّ قيادة الحزب أعلمتني أنّ بإمكانك أن تعتبر رفقاء درعا الستة، ستين.
فإلى الأردن توجه الرفقاء ميشال الديك، محمد مطلق الكراد، رجا المسالمة، أيوب الشيخاني، زيدان المسالمة ويوسف المسالمة لشراء الأسلحة، ثم نقلوها إلى درعا على ضهور الخيل قبل أن يعمدوا لإرسالها إلى لبنان بواسطة سيارات الشرطة العسكرية.
أثناء نقل الأسلحة من الأردن، وقع الرفيق ميشال الديك عن ظهر الفرس فكسرت قدمه، مما أخّره عن الالتحاق برفقائه الذين تطوّعوا للمشاركة في الثورة:
رجا المسالمة (الأمين لاحقاً)، زيدان المسالمة، يوسف الخالد المسالمة، صبحي محمد سعيد الخضري، محمد كساب الزعبي ومحمد إبراهيم حوراني.
الرفيق زيدان المسالمة اضطر للعودة بعد أن فاجأه المرض بينما التحق رفقاؤه بالثورة وكانوا في الفرقة التي قادها الرفيق الصدر عساف كرم، والتي خاضت المعركة في سهل مشغرة التي فيها استشهد الرفيق الصدر عساف كرم واعتقل الرفقاء المشاركون وبينهم المذكورون أعلاه، فيما اعتقل الرفقاء المذكورون أعلاه، تمكن الرفيقان محمد الزعبي ومحمد شلبي من الإفلات من طوق الجيش اللبناني والوصول إلى قرية قليا، فما كان من مختارها سالم الحاج إلا أن أفشى أمرهما إلى السلطة، فتمّ اعتقالهما.
حكم على الرفيق محمد كساب الزعبي بالإعدام أما الرفقاء الآخرون من منطقة درعا (الأمين رجا المسالمة، يوسف المسالمة، صبحي الخضري، محمد حوراني) فقد حكم عليهم بالسجن 4 سنوات، باستثناء الرفيق محمد إبراهيم حوراني الذي كان نصيبه من «عدالة الذئب» 7 سنوات.
واجه الرفيق الشهيد محمد الزعبي الموت بجرأة نادرة، فقد قال لرفقائه: «لا أريد دموعاً وبكاء، البكاء ليس لنا بل للجبناء».
ولد الرفيق الشهيد محمد كساب الزعبي في قرية الشيخ مسكين (حوران) عام 1927 وفيها عاش طفولته حتى وفاة والده كساب، فعادت به والدته – السيدة هبة، إلى ذويها في قرية «خربة غزالة»(2). لقد كان وحيداً لوالديه، ليس له أخوة ولا أخوات ولا أقارب عصبة، سوى خاله حسن الزعبي الذي كان الرفيق محمد يحترمه كوالده، وكان خاله بدوره يعطف عليه كولد من أولاده.
التحق الرفيق محمد بالجيش العربي الأردني الذي شكله عاهل الأردن الملك عبدالله، وحصل على رتبة وكيل ضابط في الفرسان وخاض مع عناصر الجيش المذكور معركة القدس عام 1948 .
بعد النكبة عاد إلى خربة غزالة حيث انتمى إلى الحزب، وبعد فترة تولى مسؤولية مدرب في مديرية الواجب. وفي تلك الفترة خطب ابنة خاله حسن الزعبي.
الرفيق خليل الحوراني الذي كان شاهداً على قسم الرفيق محمد كساب الزعبي، ومتولياً لمسؤولية مدير مديرية الواجب يفيد عن الرفيق الشهيد أنه كان بطلاً مقداماً، مستعداً للتضحية في سبيل النهضة. كان يتمتع بالمناقب، صادقاً في انتمائه، نشيطاً ومندفعاً.
ويضيف، أن الرفيق الزعبي وصل في دراسته إلى المرحلة الثانوية، وأنه عيّن وكيل ضابط في فرقة الفرسان في الجيش العربي الأردني.
*****
1 ـ يفيد الأمين الجزيل الإحترام عبدالله نصرالله أنّ الأمين رجا المسالمة أبلى في المعركة البلاء الحسن، وكان من أشد الرفقاء شجاعة وإقداماً أثناء المعركة، حيث كان إلى جانب الشهيد الصدر عساف كرم ساعة استشهاده.
ويضيف أنّ الأمين رجا روى له أنه كان شديد الإعجاب بالشهيد عساف كرم وببطولته وشجاعته ولِما لمسه به أثناء المعركة من صفات القائد الفذ، وقد سمى ابنه البكر عساف تيمناً بالشهيد عساف كرم.
2 ـ يفيد الرفيق خليل حوراني أن قرية «خربة غزالة» عرفت الحزب منذ أوائل أربعينات القرن الماضي بعد أن انتمى الرفيق خضر النقاوة في دار الرفيق إسماعيل الشرع في درعا، وما لبثت أن شهدت نمواً استثنائياً إذ تأسست ثلاث مديريات باتت تضمّ أكثر من مئة رفيق، وهي التالية:
مديرية النهضة تولاها الرفيق حسان اليوسف.
مديرية الواجب تولاها الرفيق خليل إبراهيم الحوراني.
مديرية سعادة تولاها الرفيق خضر النقاوة.

 

 

راحـوا ورجـعنا قصيدة للرفيق عساف كرم

 

كان الرفيق عساف كرم قد فصل، في مدة غياب الزعيم، فصلاً تاماً من عضوية الحزب لأغلاط اضطرارية، بعضها نتيجة الحالة غير المنتظمة التي كان فيها الحزب. ولم يكن بين تلك الأغلاط ايّ غلط في العقيدة او في تأدية الواجب او في تنفيذ مبدأ الطاعة، وقد أعاد الزعيم النظر في قضيته، بناء على تقـدّمه إليه، ورأى انّ الأغلاط المذكورة هي من الأغـلاط التي يصحّ فيها الإصلاح ومن غيـر المتعلقة بالقضية القومية الاجتماعية او بمبدأ السلطة والطاعة فأعاد إليه حقوق العضوية كاملة، على ما نشر في عدد سابق من هذه النشرة(*).
ولما كان الزعيم قد قضى بطرد عدد من الأعضاء السابقين لخيانتهم القضية القومية الاجتماعية المقدسة وكانوا في عداد الذين قضوا عليه بالفصل او الطرد، فإن الرفيق كرم نظّم في عودته الى الصفوف القومية الاجتماعية وفي طرد الذين كانوا سبب اقصائه الزجلية الطافحة بالإيمان التي نثبتها في ما يلي:
طـلعـونا بـس مـا نسـيـنـا
إيـماننا وعا عـهـدنا بقـيـنا
بقيوا وروح الحـزب مش فيهـم
ورحـنا وبقت روح الحزب فينـا
بقيوا وروح الحـزب مش فيهـم
بالنور بـس الـوهـج عاميهـم
كانت مـباديـنـا مـباديـهـم
وراحوا المبادي يحرفوا وضاعوا
وضلوا عند ما غـاب هـادينا
راحوا المبادي يحرفوا وضاعوا
وباعـوا نفوسن والحزب باعـوا
وتآمـروا عـا قلب اوضاعـو
متل اليـهـود لما نبيهـم غـاب
عن عينهم كـم يوم في سينـا
متل اليهـود لما نبيهم غـاب
لكـن املهـم بالنتيجـة خـاب
وبقيت اسود الغاب تحمي الغاب
وعـاد الـزعيم تسلـم الدفـة
تا يوصل المركب الى المينا
وعاد الـزعيم تسلـم الدفـة
وقـام طـابق غشـن يصفي
تالحـق سـاد ورجحت الكفة
وبالحـزب لما حاولوا التهديم
تحـطموا وسلمت مبادينـا
وبالحزب لما حـاولوا التهديم
تحـطموا عا صخرتو تحطيم
وبصفوفنا ان حـاولوا التقسيم
وحـفروا حـفر منطمهم فيها
ومنسـدها فيهم متى مشينا
وحـفروا حـفر منطمهم فيها
وتاريخـهم صفحـة منمحيها
وبقول لـو حـاولت ارويـها
تماثيل نسيت يـد صانعـهـا
من بعد ما ابـدع تكوينـا
تماثيل نسيـت يـد صانعهـا
وتطاولت عـا شخص مبدعها
ونسيـت بانـو كـان رافعها
ولمـا تماثيلـو رمـي الفنان
ومن طين كانت رجعت لطينا
ولما تماثيلـو رمـي الفنـان
تلاشت كأنـو امرها ما كـان
ونحـن رجـعنا بقلبنا ايمـان
أقـوى من الدنيا ومصـاعبها
وعـن عـزمنا لا شيء يثنينا
أقـوى مـن الدنيا ومصاعبها
ونفـوس قد صفيت مشـاربها
وسيوف ما انثلمت مضـاربها
بيد الـزعيم يسـلنا ويـديـر
المعـركة والمجـد حـادينـا
بيد الـزعيم يسـلنا ويـديـر
معـركة تـدميـر في تعميـر
حتى تهـبّ الـزوبعة ونسيـر
وما نعـود إلا وسورية صارت
سـورية النحـنـا مـريدينـا
(*) عن «النشرة الرسمية» حزيران عام 1948

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى