نقاط على الحروف

نتنياهو يربط استكمال الحرب بفوز ترامب

ناصر قنديل
– لا يحتاج المرء الى الخبرة ولا الى الذكاء ليعلم أن خوض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هذه الحرب العلنية المفتوحة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت عنوان طلب الحصول غير المشروط على الدعم الأميركي في حربه، رغم إدراكه أن إدارة بايدن هي من قام بحماية الكيان من خطر السقوط، سواء بعد الطوفان، أو خلال الردّ الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية بدمشق، أو ما قدّمته ولا زالت تقدّمه إدارة بايدن من حماية في المؤسسات الدولية ومن تهديد للفاعلين فيها لمنع أي مساءلة او محاسبة بحق الكيان وقادته، ورغم إدراكه أن ما قدّمته إدارة بايدن تمويلاً وتسليحاً كان الأعلى في تاريخ الإدارات الأميركية، ورغم إدراكه أن عجز الكيان عن ربح الحرب في غزة وخوضها بوجه المقاومة في لبنان يعود لأسباب تتصل بعناصر الضعف البنيوية في الكيان، وليس الى نقص الدعم الأميركي، ورغم إدراكه أن السجال الساخن يعقّد التوصل إلى تفاهمات مع أي إدارة لدولة صغيرة فكيف لدولة عظمى بحجم أميركا، وعشية انتخابات رئاسية حساسة يلعب الناخبون المتأثرون باللوبيات الداعمة للكيان فيها دوراً مؤثراً، هذا إذا سلّمنا بصدق الكلام عن أزمة توريد أسلحة وذخائر، بحيث لا يمكن فهم هذه الحملة التي يقوم نتنياهو بتصعيدها بوجه إدارة بايدن، الا ضمن سياقين: الأول هو التهرب من تحمل مسؤولية فشل الحرب في غزة، والتهرب من خوض الحرب التي وعد بشنها على المقاومة في لبنان. والثاني هو ربط مصير حربه بالمعركة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب.
– يريد نتنياهو القطيعة وليس التفاهم مع إدارة بايدن، ويتخذ لذلك عنواناً هو التقصير في دعم الكيان، ليقدم شعاراً لحملة ترامب الانتخابية هو الدعم غير المشروط للكيان، وهو يريد عقد صفقة من الآن مع ترامب والحزب الجمهوري، خلال زيارته لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، يرجح أن يكون هذا عنوانها، نريد إدارة أميركية تدرك أهمية الكيان ولا تضع عليه الشروط، وتقدم له الدعم لأنه ضرورة من ضرورات الأمن القومي الأميركي، ويدعو الناخبين الأميركيين المؤيدين للكيان إلى التصويت للمرشح الذي يعلن الالتزام بذلك، ويخرج مع ترامب معلناً الاتفاق على هذا التعاون. وبذلك يشتري نتنياهو ستة شهور من تأجيل القرارات الحاسمة في الحرب في غزة وجنوب لبنان، ويخاطب جمهوره بالدعوة للصبر حتى يأتي رئيس أميركي جديد يعرف قيمة الكيان لبلده. وهذا يعني التفاهم مع الجيش على تخفيض مستوى العمليات إلى أدنى الممكن، ولو اقتضى الانسحابات من المدن في غزة، والسعي لاحتواء التصعيد على جبهة لبنان ما أمكن.
– عقبتان بوجه سيناريو نتنياهو هما: أولاً عدم نجاح خطط التهدئة في الحرب، وانتقال المقاومة إلى التصعيد في كل الجبهات، بما يضع الجيش على حافة الانهيار، واحتمال اندلاع حرب تحرير في غزة تُجبر جيش الاحتلال على الانسحاب الكامل، ما لم تقم الحكومة بتوقيع اتفاق ينهي الحرب، وثانياً حدوث اهتزاز في البنية الداعمة لحكومة نتنياهو في الكنيست، بما يهدّد احتفاظه بالأغلبية التي تحمي بقاء الحكومة، وبينما لا يملك نتنياهو جواباً عن كيفية التعامل مع الخطر الأول، يرمي خطر الحرب الأهلية بوجه الخطر الثاني. وهو عندما حذر من الحرب الأهلية كان يهدد بها عملياً على طريقة حليفه ترامب، امنحوني السلطة أو آخذكم الى الحرب الأهلية، بينما المقاومة ليس أمامها إلا الاستعداد لتطوير الأداء العسكري في كل الجبهات وصولاً الى فرض اتفاق يلبي شروطها، أو يفتح الطريق لحرب تحرير غزة وفرض الانسحاب منها دون اتفاق، وربما تطوّر شكل الحرب على جبهتي لبنان والجولان من تبادل النيران الى عملية تحرير الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة بما يواكب عملية تحرير غزة ويحميها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى